لماذا يستعجل حزب الله الحل؟

التسوية ليست اقل من الاتفاق على انتخاب رئاسة الجمهورية، فتشغيل محركات الحكومة لم يعد كافيا لدرء الأخطار على الدولة او على القوى الداخلية في لحظة انفجار الارهاب في اتجاه القارات الثلاث افريقيا وأسيا واوروبا.
القوى اللبنانية من دون استثناء، وعلى وجه الخصوص حزب الله المشارك في الحرب السورية، تقرأ جيدا في كتاب التحولات المقبلة على المنطقة وتتصرف استنادا اليها، وبعدما باتت على يقين بان الملف اللبناني لم يعد مرتبطا بمصير الرئيس بشار الاسد، انبرت الى البحث عن فرص موجودة اليوم، قد لا تعود كذلك غدا. من هنا نبتت دعوات التلاقي ومد اليد للاخر، واطلق أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مبادرته اللافتة التي يبدو تلقفها اكثر من طرف سياسي في الضفة المقابلة، وان يكن البحث جاريا عن اسس مشتركة تطلق عجلة التسوية الداخلية التي طال انتظارها بدءا بانتخاب رئيس جمهورية تسووي ثم قانون انتخاب فانتخابات نيابية.

من هنا حزب الله قد يكون أكثر المستعجلين لتسوية داخلية تستبق السورية لضمان وضعه السياسي في لبنان في مرحلة ما بعد الحل السوري وايصال رئيس جمهورية قريب من مشروعه السياسي، وهو ما يبرر تأكيد الالتزام بالطائف بعد كل ما قيل عن مؤتمر تأسيسي، وملاقاة سائر القوى في التظلل بفيء دستور الطائف لايجاد الحل. وتفيد بان هذه القوى لا سيما تيار المستقبل سيحدد القواسم المشتركة، حتى اذا ما قبل بها الحزب وسائر القوى، توضع اللبنة الاولى في هيكل التسوية، علما ان الحوارين الثنائي والوطني يمهدان في شكل كبير للجلوس حول طاولة الحل المفترض.

وتقول معلومات مستقاة من مصادر دبلوماسية في باريس ان لا تسوية الا برئيس يرضى به الجميع حددت مواصفاته لكن من دون الدخول في الاسماء، وان وضع الحل السوري على السكة لا بد الا ان يطلق قطار التسوية اللبنانية.

السابق
يا «ضيعانك» يا باريس
التالي
نائبة وزير الخارجية الاميركي: في 2015 سننفق مبلغ إضافي بقيمة مليوني دولار على هذا البرنامج