إيران تحشد لـ«الحرب المقدّسة» في سوريا

يشهد المجتمع الإيراني حالا من التململ تزامنا مع مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين همداني في نواحي حلب، إضافة إلى قادة آخرين وجنود عاديين في مناطق مختلفة من سوريا، ووصول جثامين عشرين قتيلا في الأسبوع الماضي إلى مطار طهران، سقطوا في المعارك الدائرة في حلب.

التململ الشعبي لم يأت اعتراضا على مقتل همداني، إنما خوفا مما تحمله الأيام القادمة من أخبار سوداء، بعد تصريحات قادة في الحرس الثوري أن إيران دخلت في مرحلة “الحرب المقدسة” في سوريا، ولم تعد تقتصر مهمتها هناك على الشق الاستشاري. وتؤكد الأخبار من طهران سقوط حوالي 400 قتيل من الحرس الثوري الإيراني منذ التدخل الروسي في سوريا، من بينهم لاجئون أفغان وباكستانيون مقيمون في إيران.

 
ويبدو النظام الإيراني مرتبكا أمام الرأي العام الداخلي، بعد ارتفاع عدد قتلاه في المعارك الأخيرة في سوريا، في تفسير طبيعة تدخله في سوريا، التي وصفها بداية أنها مهمة اسشتارية ثقافية. إذ كيف يمكن أن ينتج عن “الاستشارات” هذا العدد الكبير من القتلى، في أقل من شهر؟ وما هو الرابط بين تقديم المساعدة الاستشارية والقتل؟ لذلك يعمل النظام الإيراني حاليا، على حشد كل وسائله التعبوية لتظهير المعركة في سوريا أنها حرب دفاع مقدسة وكربلاء جديدة، تتضمن استشارات ميدانية.

 
بعد مقتل همداني، أعلنت “الجبهة الافتراضية” على شبكات التواصل الاجتماعي التي يقودها عناصر من “حزب الله” الإيراني، أنهم بدأوا بمرحلة عمليات عسكرية جديدة في سوريا تحت عنوان “الانتقام القاسي”، لذلك ارتفع عدد قتلاهم في سوريا، في محاولة لإقناع الرأي العام أن ارتفاع عدد القتلى سببه دخول هذه القوات في معارك مباشرة مع تنظيم داعش في سوريا انتقاما لمقتل “مسشتارهم”. فهم لم يأتوا إلى سوريا للمشاركة في الحرب إنما لتقديم الاستشارات الميدانية. ولكن مقتل القائد دفعهم إلى الانتقام، الذي كان نتيجته هذا العدد من القتلى.

 

في حين وصفت وكالة أنباء “الدفاع المقدس” التابعة للحرس الثوري عاشوراء هذا العام أنها من أكثر “عاشاوراءات” محرم دموية، “فكل يوم من أيام محرم يسقط لنا شهيد قربة إلى الله تعالى”، وقد أورد الموقع الرسمي لما يسمى “المدافعين عن الحرم” أن “ارتفاع أعداد الشهداء الإيرانيين في الأسبوع الأخير، دليل على دخولنا الفعلي في الحرب في سوريا والعراق”، أما نائب القائد الأعلى لقوات الحرس الثوري حسين سلامي فقال: “عدد الشهداء في سوريا لم يرتفع عمليا، إنما ازداد قليلا نسبة إلى الأيام السابقة.

 
بعد مراسم دفن همداني أعلنت “قاعدة الإمام الحسين” التي كان همداني أحد قادتها، ،أنها تعتزم بالموازاة مع فيلق القدس، إرسال دفعة جديدة من العناصر المسلحة التي تم تجهيزها وتدريبها على القتال جيدا إلى سوريا، وأعلن قائد تنظيم الحرس الثوري محمد علي جعفري أن “ألف جندي في الحرس الثوري صاروا على أهبة الاستعداد للذهاب إلى سوريا لمحاربة معارضي الرئيس الأسد”، ووصف هذه المشاركة أنها “تعبئة شعبية” وليست نظامية.

 
قبل مقتل همداني كانت نعوش القتلى الآتية من سوريا تحاط بالكثير من السرية، وكان محرما على وسائل الاعلام الحديث عنها، ولم يكن هناك إحصاء رسمي بعدد القتلى والجرحى، أما الآن، وبعد إعلان “الحرب المقدسة” فصار من السهل الدخول إلى أي موقع رسمي إيراني أو غير رسمي ومعرفة أعداد القتلى وأسمائهم. وبناء عليه كانت المواقع التابعة للحرس الثوري هي أول المواقع التي أوردت خبر مقتل همداني وقادة آخرين في الحرس الثوري أمثال: فرشاد حسوني زاده، حميد مختاربند، مصطفى صدر زاده، حمیدرضا دايي ‌تقي، محمد علي حسيني وپویا ایزدي وغيرهم.

السابق
إحصاء: عدد اللبنانيين فاق الخمسة ملايين…نسبة الذكور والإناث متساويان
التالي
معلومات عن مقتل 7 من حزب الله بغارات الطيران الروسي!