روسيا تقضم أصابع إيران وحزب الله…

بشار وبوتين
أبو علي بوتين حدّد 6 كانون الثاني المقبل توقيتًا شتويًا لوقف المناورة وعرض العضلات العسكرية. وواشنطن تنتظر على الكوع مع "الجنرال وقت"، وتبدأ جردة الخسائر الإقليمية والمحلية والروسية. فالمنطقة تقترب من توقيت الشتاء الساخن لتقليم أظافر الدب الروسي، ماذا حصد الروس إلى الآن ولما لم يتطابق حساب الحقل على حساب البيدر السوري؟!

التدخل الروسي في سورية حرق مراحل اللعب في الوقت الضائع، أتى برضى دولي وانقلب عليه. وأنهى لعبة القوى الإقليمية والصغرى. وقضى على مقولة: طريق القدس يمر عبر الزبداني، ونفض غبارها عن طاولة الكبار. قال: الأمر لي، وانتهى الموضوع، والأهم أن بوتين باستدعاء الأسد الإبن إلى موسكو “خط عسكري”، حسم الجدل حول انهيار النظام، لتدخل سورية مرحلة التجاذبات وتقطع مراحل العض إلى مراحل قطع الأصابع. والسؤال المطروح بإلحاح: هل ستسمح واشنطن وأوروبا باستفراد الدب الروسي بالكرم السوري لفرض شروطه؟ خصوصًا وأن هذه الدول إياها هي التي غضت الطرف عن دخول الدب لترتيب الوضع السوري؟

الأجواء والظروف والعقبات التي تواجه أبو علي بوتين ليست قليلة، لقد حاول الإيحاء بعيد استحضاره الأسد لخصومه قبل أنصاره إن في جعبته ما يقدمه لحل الأزمة… ولكن العارف بوحول الأزمة السورية، وأجوائها وتناقضاتها يُدرك أن الحلم الروسي مجرّد تكهنات. والمتابعين للشؤون العسكرية يتناولون يوميًا الإخفاقات التي تتعرض لها الترسانة العسكرية الروسية والسقطات التي سجّلتها بإطلاقها الصواريخ من قزوين، والروتين اللوجستي والتقني الضارب لطواقم الطائرات القاذفة وطرقها التقليدية في الرمي وصعوبة تحقيق إصابة الأهداف العسكرية، كل هذه الأمور جعلت روسيا مكشوفة.

إقرأ أيضاً: روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية…

شكرا روسيا

واللافت أن موسكو حددت 6 كانون الثاني المقبل موعدًا لإنهاء عملياتها العسكرية، وهو ما أوحى للمراقبين وكأنها دخلت الميدان لتجارب ومناورات وعرض عضلات. وحددت تاريخ انتهاء المناورة بغض النظر عن النتائج، مع التأكيد أن المسألة أعقد وأبعد. وباتت موسكو وكأنها تغالب “الجنرال وقت”، واشنطن تلقت الرسائل وفهمت الإشارات، وارتاحت أكثر لنئيها بنفسها عن النار السورية وكأنها عملت بحكمة النأي اللبنانية مع فارق مهم هو المراقبة والتحكم.

المرحلة المقبلة هي مرحلة حرق الأصابع، وقطع الأطراف، المتوازية مع خريطة طريق لحل يضعه الطرف الأقدر على التحكم بمفاصل الأزمة وعناصرها، والتحالف مع “الجنرال وقت”.

تهران تعاني اقتصاديًا وهلالها يتآكل وأحلامها تعرّضت لانهيار في سورية وتراجع مرير وخطير في اليمن، ولبنان يفلت من يدها بسبب العامل الروسي البديل عنها. حزب الله يعاني من نتائج مخيّبه حتى في جبال القلمون الجرداء وبداية تلاشي سراب الدويلة الأسدية. والنصر الموعود في الزبداني بات وهمًا على وهم، وباتت نتائج المعركة تتحدّث عن نفسها.

إقرأ أيضاً: روسيا: UN لضمان «سوريا المفيدة» فماذا عن واشنطن وطهران؟!

روسيا في سوريا

موسكو نفسها تنهار اقتصاديًا والحرب مكلفة في سورية، ولم تحقق أهداف ميدانية طالما أن خيار مواجهتها اقتصر على الجو، وتعرّت أمام أصدقائها وحشرتهم بتعاملها الواضح والملتبس مع العدو الإسرائيلي، وعرّت شعار حزب الله بالدفاع عن المقدّسات والأقليات.

والأهم أنّ الدول الخليجية لن تدفع تكاليف التّدخل الروسي، ولو سارعت إلى مغازلة الجيش السوري الحر، لأن مخباط القصف الروسي طاولهُ قبل داعش ودمر المدن والقرى السورية قبل قواعد ومراكز الدواعش، وفضح أجندة موسكو الخاصة. ويبدو أن زمن الخسائر آتٍ، ولن يتأخر، لأن واشنطن ستقدّم الدعم للمعارضات وذلك ليس حبًّا بالأخيرة وإنما تقليمًا لأظافر الدب الروسي، والمواجهات الحقيقية ستبدأ بعد كانون الثاني المقبل.

إقرأ أيضاً: الأسد في روسيا: تحجيم حزب الله والدور الإيراني
وبعد صواريخ تاو ستأتي صواريخ أرض – جو المضادة للطائرات، وبعد سقوط فوج منها ستبدأ النداءات الروسية، وحينها ستكون اللعبة قد نضجت. وسيكون الداخل الإيراني قد استفاق بعد السكرة السورية، إن الشيطان الأكبر ينتظر الكل ليقولوا له تعبنا تعبنا… والآن ماذا سنفعل؟ وحينها سيكون الكلام الفصل لأبي حسين(أوباما)، مع الأسف الشديد.

السابق
ارجاء محاكمة الموقوف ايلي ضو في قضية مقتل الرائد كحيل
التالي
عاشوراء(2): من وظّف الذكرى كما فعل اليهود بالهولوكوست؟