50% من النساء معنّفات والأسباب: الموروث والعادات والتقاليد؟!

يشكل العنف المرتكب بحق النساء ظاهرة واسعة في المجتمعات المغلقة وهذا ما يمكن ملاحظته في المخيمات الفلسطينية في لبنان. يواجهه مشروع مناهض له يقوده الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي يكمله بمشروع تمكين المرأة في العمل السياسي والحياة العامة.

وللإضاءة على دور وتأثير الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في المخيمات، أجرت مجلة “شؤون جنوبية” مقابلة صحفية مع منسقة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان أمال الشهابي. وقد شرحت الشهابي في حديثها مع مجلة “شؤون جنوبية” أنهم ومنذ العام 2005 يتابعون المرأة في هذا المشروع وأضافت:”إذ وجدنا أكثر من 50% من النساء يتعرضن للعنف، والأساس في هذا العنف هو العادات والموروث الشعبي السائد في مجتمعاتنا الشرقية”.

اقرأ أيضاً: حقوق المرأة اللاجئة من فلسطين وسوريا حوارات وتوصيات وشهادات

وتابعت الشهابي: “منذ عام 2007 ونحن ننظم جلسات توعية في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية ونصل إلى نحو 800 – 900 امرأة سنوياً، ونناقش معهن العنف ضد المرأة، العنف الأسري، النوع الاجتماعي، حقوق المرأة والقرار الدولي 1325”.

وأكدت الشهابي على سعي الاتحاد إلى اتباع سياسة التدريب الدائم لكادرات الاتحاد وإعادة تأهيلها حول المواضيع التي لها علاقة بالمرأة، وننسق في هذا الموضوع مع التجمع النسائي الديمقراطي، ومع جمعيّتي “كفى” و”أبعاد”.

وأشارت الشهابي إلى وجود مركزين للاستماع إلى مشاكل النساء: “الأول في عين الحلوة والثاني في المعشوق. “وأننا نسعى لتدريب عدد من ناشطات الاتحاد على مهارات الاستماع، ونتابع حالياً نحو 35 امرأة نستمع إليهن ونحولهن إلى معالجات نفسيات في المنظمات المعنية”. ونفت الشهابي وجود حالات هرب من المخيمات من قبل نساء معنفات ولجوئهن إلى ملاجئ متخصصة وتقول: “هذا التصرف غير مألوف في المخيمات وحتى الآن نحاول معالجة التعنيف بوسائل مختلفة ومحلية”.

نتائج مثمرة

وعن النتائج التي أسفرت عنها حملة الاتحاد أوضحت الشهابي: “في بداية عملنا كانت النساء تواجهنا بصمت مطبق ثم تحول هذا الصمت إلى إطلاق العنان لطرح المشكلة والآن باتت النساء تعرف حقها وتستطيع أن تقول لا وتتحدث بطلاقة. لذلك فإن حملتنا مستمرة والنتائج لا تظهر سريعاً ونحن بحاجة إلى سنوات طويلة وإلى العمل مع الأجيال الجديدة لنصل إلى أهدافنا، وخصوصاً أننا يجب أن نعترف أن التربية في بيوتنا خاطئة، هناك تمييز في المنزل بين الصبي والبنت وأن المجتمع ذكوري بامتياز. ونحن أحياناً نتوجه للجان الشعبية وللفصائل الفلسطينية لحل بعض الاشكالات خصوصاً إذا كان هناك خطر على حياة النساء اللواتي تتعرضن للتعنيف. وقبل أيام عرضنا فيلم “أحلام” الذي يروي سيرة امرأة فلسطينية تتعرض للعنف”.

تصمت الشهابي لحظات، قبل أن تكمل: “هناك مشروع آخر نعمل عليه وهو مكمل لمشروع مناهضة العنف ضد المرأة. وهو مشروع يهدف إلى بناء الثقة في نفوس النساء وأن لها دوراً أساسياً في المجتمع ولها الحق في المشاركة في صنع القرار في المشاركة السياسية”.

وتسلط الشهابي الضوء إلى تطور مشاركة المرأة في اللجان الشعبية من ست نساء إلى 46 امرأة، نعمل حالياً على تفعيل دورهن وعدم استثنائهن من أي نشاط شعبي.

اقرأ أيضاً: نساء لبنانيات: «ظلمونا في البيوت والمحاكم المذهبية أيضاً»

يذكر أنّ الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية هو تجمع جماهيري ديمقراطي لكافة النساء الفلسطينيات، تأسس عام 1965 وهو قاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية وإطار تمثيلي لكافة النساء الفلسطينيات في الوطن والشتات ولديه فروع في العديد من البلدان.

حقوق المرأة الفلسطينية اللاجئة

ويهدف الاتحاد إلى النهوض بوضع المراة الفلسطينية لتحقيق مساواتها والرجل في الحقوق والواجبات، وتمكينها من المشاركة الحقيقية في صنع القرار، كذلك الارتقاء بدور المرأة وزيادة مساهمتها في عملية التنمية وإفساح المجال أمامها لتنمية قدراتها وإكسابها المهارات والخبرات الضرورية لمواجهة معركة الحياة اليومية. كما يسعى الاتحاد إلى تشكيل مجموعات ضغط للدفاع عن حقوق المرأة، وحقوق الإنسان، والإسهام في محو أمية المرأة الأبجدية والقانونية والثقافية والسياسية.

السابق
العيد .. لمن؟
التالي
بالفيديو.. تعرّت فحصلت على الوظيفة