نصرالله: الحوار فرصة للبنانيين للنجاح في بعض الملفات حتى في ملف رئاسة الجمهورية

اعتبر الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “طاولة الحوار تشكل فرصة للبنانيين للوصول إلى النجاح في بعض الملفات حتى في ملف رئاسة الجمهورية”، مثنيا على رئيس مجلس النواب نبيه بري كونه “المبادر الحقيقي إلى هذا الحوار، لأنه جاد ويأمل”، نافيا ما أشيع عن أن “حزب الله هو الذي طرح فكرة انعقاد طاولة الحوار”، لافتا “نحن شجعنا من باب الجدية والأمل أيضا، رغم أن الوصول إلى نتائج كبيرة فيه القليل من المبالغة”.

وأكد أن “إيران لا تتدخل في أي أمر له علاقة بلبنان، وقد نقلوا هذا الأمر إلى الفرنسيين والفاتيكان”، وقال: “غيران منذ البداية لا تتدخل في أي شيء له علاقة بلبنان، الإيراني لا يضع فيتو على شيء في لبنان. ونحن حلفاؤهم نقرر ولا نستشيرهم أحيانا، وهو يثق بحلفائه، ولا يوجد مانع لديه في انتخاب رئيس الجمهورية. أما عند السعودي فالأمر مختلف. فالسعودي يتابع التفاصيل، ويتدخل بها، حتى جماعتهم هنا يدخلونهم بها. في مكان ما وعلى ذمتي، كان الرئيس الحريري لا مانع لديه من انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، والوقت الذي أمضاه العماد عون في الحوار مع المستقبل أوحى بذلك، وللحق أقول إن السعودي عطل”.

واعتبر أن “القول إننا نريد أي رئيس هو استهانة بموقع الرئاسة وإهانة له”، سائلا “هل يجوز أن نأتي بأي رئيس كيفما كان؟ رئيس يباع ويشترى ويغير خطه برشوة أو تحت تهديد؟”، مؤكدا أن “لبنان بحاجة إلى رئيس قوي، متين، لا يخاف، لا يخضع ووطني، ولدينا مجموعة من المواصفات تنبطق على العماد عون، ولكن إذا عدل عن ترشحه ورشح شخصا آخر، سنبحث إذا كانت المواصفات تنطبق عليه”.

وقال: “إن العماد عون مستقل ولا يرتبط بأي دولة وأي سفارة وأي محور، ويملك شجاعة اتخاذ القرار والمضي به، وليس صحيحا أنه تابع لحزب الله وإيران وسوريا”، مشيرا إلى أنه “كان يوجد جو لدى 14 آذار وتيار المستقبل يقبل بعون رئيسا للجمهورية، على أمل أن هذا القبول يؤدي به إلى الاخلاف مع حزب الله، مما يعني أن عون بنظرهم مستقل”، معتبرا أن “رجلا بهذه المواصفات، يشكل ضمانة، حتى إن كان هناك إمكانية حصول خلاف بيننا على مقاربة بعض المواضيع”، موضحا “نحن لسنا حزبا واحدا، ولا سقف زمنيا لدعم عون، ولاتفاقنا معه، والأمر عنده، وطالما هو مرشح فنحن معه، وعندما يقول سأضع ترشيحي جانبا، وسأرشح شخصا آخر سنناقش الموضوع معه”.

وعن نظرته إلى الوجود المسيحي في لبنان، قال: “المسيحيون جزء من هذا الوجود في لبنان، جزء أصيل وأساسي ومؤسس، ويجب أن يبقى ويستمر، وهو يعطي ميزة خاصة للبنان، فهو هويته الحضارية التي نعترف بها ونحترمها، ولا أحد يفكر بلبنان مشطوب منه أي طائفة، وإلا يصبح لبنان آخر”، مضيفا “اصرارنا على حكومة وحدة وطنية، والتوافق وحتى اننا أيدنا التصويت على قانون اللقاء الاورثوذكسي. انطلاقا من أن أي طرح يشعر المسيحي بانه شريك اساسي وحقيقي في لبنان نحن معه إلى الآخر”.

ورفض حصر طاولة الحوار ببند واحد ف”إن لم نصل إلى نتيجة في ملف الرئاسة يمكننا الانتقال إلى ملفات أخرى”، مشددا على ضرورة مناقشة “الملفات الأخرى إن لم نتفق على ملف معين، مثلا وجدنا الحل لآلية عمل الحكومة، واليوم يتم العمل على حل موضوع التعيينات الامنية”.

كما رفض اتهام عون بالتعطيل، وقال “مشكلة التعيينات الأمنية واضحة والجنرال عون وافق على حلول كثيرة وهم رفضوها بعد ان قبلها هو”، معتبرا ان هناك “كسرا لشخصيات سياسية ونحن لن نرضى بذلك”.

وردا على سؤال، قال: “عندما تصل العملية السياسية الى مأزق يعود الحكام للناس لأنهم المعنيون بتحديد خياراتهم. المشكلة في لبنان ان الدستور لم يتحدث عن استفتاء وهذا عكس ما تنص عليه أغلب الدول التي لديها دساتير وانتخابات”.

ولفت إلى أن العودة إلى الشعب في لبنان هي “فقط في انتخابات المجلس النيابي”، معتبرا ان “المدخل الذي يعطي فرصة للشعب لانتخاب مجلس نيابي يقوم بتطوير الحياة السياسية، هو قانون انتخاب على أساس نسبي”.

وقال: “إن النسبية تعطي فرصة لتمثيل الجميع مع محافظة القوى الأساسية على أحجامها تقريبا، وستتيح الفرصة “لتمثيل شرائح غير ممثلة اليوم بعدد من النواب، وهذا يعني اننا امام اي مشكلة سياسية في لبنان سيكون لهؤلاء القدرة على لعب دور بيضة القبان”.

ورأى ان من يرفض النسبية “ديكتاتوري لأنه يرفض شريكا له في منطقته وفي طائفته، ويفرض تمثيله على طائفته”، وان من يرفضها أيضا “هو من يخاف اظهار حجمه الحقيقي”.

وأعلن “اذا وافقت القوى السياسية على قانون انتخابي على اساس النسبية، سيكون قابلا للنقاش لدينا ان نجري انتخابات نيابية في أي وقت”. وقال: “إن القانون النسبي سيتيح لقوى موجودة في مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل، ان تتمثل في مجلس النواب وهذا أمر محسوب ولا مشكلة لدينا فيه، لأن الحسابات الوطنية لا تقف عند نائب أو أكثر”.

وردا على ربط البعض لرفض النسبية بوجود السلاح مع “حزب الله” وإمكانية تأثيره في الانتخابات، قال: “عام 2005 حصل الرئيس فؤاد السنيورة وفريقه على الأغلبية في ظل وجود السلاح. وكذلك في العام 2009 (…) وهذا يعني ان السلاح لم يؤثر في المعركة، بل المال الذي دفعته السعودية يومها”.

وعن الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، اعتبر أن هذا الحوار لو لم يؤمن سوى التواصل بين الحزب والتيار “فهو أمر مفيد وكاف”.

السابق
نصرالله: لا نمانع الحراك المطلبي ونتمنى ان يركز على الأمور القابلة للتحقق
التالي
نريد قادة تحترم عقول الناس مثل نصرالله