السويداء تنتفض.. مطالبات درزية بخروج مليشيات الأسد

بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ الموحدين الدروز في السويداء بتفجير استهدف موكبه، سادت حالة من التوتر والغضب في السويداء، بلغت ذروتها بمطالبة “رجال الكرامة” بمنطقة حكم ذاتي وخروج من أسموهم “عصابة الأسد من المحافظة” وزمرة وفيق ناصر، رئيس الفرع العسكري في المدينة.

وكان البلعوس، الذي قُتِل مساء الجمعة الماضي (4 سبتمبر) مع 40 شخصاً بتفجير في انفجار سيارة مفخخة استهدفته أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء، يتزعّم مجموعة “مشايخ الكرامة” أو “رجال الكرامة”، التي تضم رجال دين دروز آخرين وأعياناً ومقاتلين، وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية واسعة لدى أبناء الطائفة الدرزية، وعرف بمواقفه الرافضة لأداء الدروز الخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن عشرات من أنصار البلعوس خرجوا إلى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحمّلوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين، ما أسفر عن مقتل “ستة عناصر من القوى الأمنية ليل الجمعة، خلال هجوم مسلحين على فرع الأمن العسكري” في المدينة

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الجديد لـ “رجال الكرامة” رأفت البلعوس في بيان منطقة “جبل العرب (التي تضم الدروز) منطقة محررة” مؤكداً استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة من الهيئة المؤقتة لحماية الجبل”.

اعتبار “جبل العرب” محرراً من عصابات الأمن

ونص البيان على عدد من المطالب أبرزها:
-اعتبار جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم.
– إبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة.
– استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية باشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل.
– تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع السلطة والإشراف على حفظ الأمن و استمرار الحياة الطبيعية بالمحافظة.
– تكليف لجنة التفاوض السياسي بالتواصل مع الحكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته.
– دعوة كل أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع القدوم للجبل والمشاركة بحمايته.

“زمرة وفيق ناصر”

كما اتهمت مجموعة “رجال الكرامة” من أسمتهم “زمرة وفيق ناصر وعصابة الأسد في السويداء واللجنة الأمنية مسؤولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات وزج الجبل في أتون هذه المواجهة الدموية”.

واعتبر البيان أن “تسلط وعسف السلطة الأسدية ذكى الحرب بين الإخوة” وتابع مهدداً: “أما وقد فتح النظام النار واعتدى، فله منّا الرد الحاسم”.

“خنقتونا”

وكانت مدينة السويداء شهدت الثلاثاء مظاهرة حاشدة ضد الفساد وسوء الأحوال المعيشية والأمنيّة تحت شعار “خنقتونا” والتي طالبت بتوقيف عصابات السرقة التي اتّهم فيها بعض المتظاهرين رئيس الفرع العسكري في السويداء وفيق ناصر بالمسؤولية عن هذه العصابات لأنّها في المقابل تضمن الوفاء له وللأجهزة التابعة له.

وسبق للشيخ البلعوس أن انتقد ناصر مطالباً بإقالته إثر إشكالات عدة حصلت بين أهل السويداء وعناصر من الأجهزة الأمنيّة التي يتولّى مسؤوليّتها.

السابق
العدالة والتنمية يتصدر نتائج الانتخابات في المغرب
التالي
الـ«واتس آب»: 900 مليون مستخدما في شهر