ضغوط محلية وخارجية: الحكومة يجب أن تبقى

كتبت صحيفة “الاخبار” تقول : بين تلويح رئيس الحكومة تمام سلام بورقة الاستقالة وأزمة النفايات التي تفيض بها الشوارع، ينتظر أن تتكثف الاتصالات بدءاً من اليوم، مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه برّي من إجازته، مع “فشل الاتصالات المفتوحة مع الرئيس سلام والتي لم تسفر حتى الساعة عن أي تقدم”، بحسب مصادر وزارية بارزة.
وقالت مصادر مطلعة إن سلام كان قد تقدم أكثر صوب الاستقالة بعد تبلغه أن تيار “المستقبل” ليس في وارد التفاوض مع التيار الوطني الحر حول آلية العمل الحكومي.
لكن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتحذيره من الاستقالة والفراغ جعلاه في حالة ارتباك. ووصفت المصادر موقف سلام بأنه “في حالة ارتباك، فهو يريد تفعيل الحكومة، وما دام لم يلق أي تجاوب، فهو يريد الاستقالة، لكنه يأخذ تصريحات نصرالله في الاعتبار، لأنه لا يريد أي مشكلة، وفي حال امتنع عن الاستقالة، فهو يريد حلاً لأنه لا يريد أن يظهر كمن خضع لكلام نصرالله”.
ولفتت المصادر الى أن سلام “يواصل المشاورات، وهو يستعين بالنائب جنبلاط للوصول الى حل يسمح للحكومة بالعمل واتخاذ القرارات، خصوصاً أن فريق 8 آذار لن يتراجع عن دعم موقف العماد ميشال عون، بينما يرفض المستقبل أي حوار حول هذا الموضوع”.
وفيما ترتفع المتاريس السياسية بين مكونات الحكومة، كشفت المصادر عن “قلق عربي ودولي نقله سفراء الى رئيس الحكومة، أبرزهم الأميركي والفرنسي والمصري. وقد دعاه هؤلاء الى تجنّب هذا الخيار، مؤكدين له أن هناك ملامح حلول وتسوية في المنطقة يجب أن يستعد لها لبنان، وهي التسوية التي تنتظرها جميع الأطراف، فإما أن يكون الوضع الداخلي ممسوكاً فيستفيد لبنان من التسوية، وإلا فسيكون لتفجير الساحة الداخلية أثر سلبي سيدفع لبنان ثمنه”. وشدّد السفراء على “ضرورة أن تحافظ المكونات جميعها على الوضع وإبقائه على ما هو عليه في الفترة المقبلة”، محذرين سلام من “القيام بأي خطوة لا تُحمد عقباها، ويمكن أن تؤدي إلى فلتان الشارع”.
المصادر أكّدت أن “سلام الذي سيواصل لقاءاته اليوم كان عازماً فعلاً على رمي الاستقالة في وجه المكوّنات الحكومية منذ يومين”، رغم نفي مكتبه الإعلامي في بيان “الأنباء التي جرى تداولها عن تقديم استقالته”. وأوضحت أن “النائب وليد جنبلاط هو الطرف الأكثر فعالية على خط الاتصالات مع رئيس الحكومة لثنيه عن اتخاذ قرار يدخل البلاد في المجهول”. وأشار وزراء التقوا سلام أمس إلى “اتصالات تلقاها رئيس الحكومة، أول من أمس، من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب فؤاد السنيورة لبحث أزمة ملف النفايات والحلول المتاحة”، مؤكدين “دعمهما له في وجه الحملة التي يتعّرض لها، والضغط عليه للتراجع عما كان قد لوّح به من خيارات، وفي مقدّمتها الاستقالة، لأن لا مصلحة لأحد في تفجير الحكومة”.
وفيما وصفت مصادر سلام “الوضع الميداني والحكومي بالسيّئ جداً”، أكدت أن “رئيس الحكومة الذي يتعرّض لضغوط مكثّفة لا يخضع لتأثيرات من هنا وهناك، لكن لديه من الحنكة ما يجعله يحسبها صح”. وهو قال لمن التقاهم أمس إنه “في جلسة الحكومة المقبلة سيضع النقاط على الحروف ويسمّي الأشياء بأسمائها، ويدفع بالمسؤولية على الجميع بدلاً من أن يحملها وحده، لأنه ليس في وارد التكيف مع الحالة الشاذة التي يحاول طرف فرضها عليه، ولن يكون أسير إملاءات، فصلاحياته الدستورية واضحة، ويملك مروحة قرارات سيعلن عنها يوم الثلاثاء، ومن هذه القرارات التوقف عن دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، والذهاب نحو عقد جلسات وزارية مختصة، بمعنى تحديد بنود ملحّة ودعوة الوزراء المعنيين بها إلى معالجتها.

السابق
أزمة النفايات حلّت.. لم تحل : قطع طرقات احتجاجا في الجية وبر الياس
التالي
المشنوق: لا شيء يحصل من دون موافقة الاهالي وشهيب للتعاون من اجل المصلحة العامة