هذا رأينا وبكل بساطة …يا سماحة السيّد !

شنّ السيّد حسن نصرالله في خطابه أمس السبت، الذي ألقاه بمناسبة تخريج أبناء الشهداء، هجوما عنيفا على الموقع الذي نشر حلقات عن الفيلم الوثائقي "خفايا حياة خامنئي" وذلك دون أن يسميه، وهذا الفيلم للمخرج الإيراني المنفي الى أوروبا محسن مخملباف، وقد عدّ السيّد نصرالله الأمر بمثابة "اغتيال معنوي" للسيّد القائد، لأن الفيلم يتحدّث عن مزاعم فساد مالي يتهم بها ولي الفقيه وعائلته دون أدلّة .

وبما أن موقع “جنوبية” هو ناشر هذه الحلقات حصرا، فنحن نجيب أن الزميلة بادية فحص التي عرّبت بعض مقاطع الفيلم عن الفارسية بأمانة ، لم تدّع أن كل ما جاء به هذا الفيلم هو حقيقة دامغة، وبالتالي لو أنّه كفر ، فإن “ناقل الكفر ليس بكافر”، خاصّة وأنّ الفيلم يعرض على الأنترنت مجاناً وهو كان مترجماً لجميع اللغات عدا العربية، أي أنّه لفّ العالم أجمع عبر الشبكة العنكبوتية، فلماذا يعتبر الأمر اغتيالاً معنوياً إذا عرّب الفيلم أخيراً، ولماذا يجب حجبه عن اللبنانيين والعرب فقط دون سائر العالم؟!

لا شك أن موقع جنوبية الذي لا يخفي سياسته المعارضة لحزب الله، خاصة فيما يتعلّق بتدخله العسكري في سوريا، هو مسرور جدّا بالمتابعة الحثيثة التي يبديها سماحة السيّد نصرالله له، وهو خصّه بملاحظة ثانية قاسية في خطابه أمس أيضاً، بالنسبة لما تضمّنه مقال للزميلة سلوى فاضل نشر منذ حوالي أسبوعين وعنوانه يشرح معناه: “وفد من أمّهات مقاتلي حزب الله سيزور نصرالله اعتراضاً على الخسائر بسوريا”.

أيضا الزميلة كاتبة المقال روت بصدق وشفافية ما شهدته من حوار دار بين أمهات شهداء أثناء قيامها بواجب التعزية بشهيد لحزب الله سقط في سوريا، فلماذا التكذيب والقول انه تآمر لضرب المعنويات وغير ذلك من اتهامات؟

مسرورون من السيّد نصرالله رغم انزعاجنا أيضاً من ملاحظاته القاسية، واتهامنا بالعمالة دون وجه حق، نحن فهمنا وما زلنا نفهم أن “التشيّع” هو مسيرة تراكم لثورات شعارها الحريّة قبل أيّ شيء، من ثورة الامام الحسين وحتى ثورة الامام الخميني.

نحن نفهم ان العقائديين لا يرون حريتهم الّا من منظار عقيدتهم، مهما كانت مغلقة، ولكن على الآخرين أن يفهموا أننا لا نستطيع أن نرى حريّتنا الا من خلال باقة منوّعة من الأفكار المدنيّة الحديثة التي تنزع نحو التحرّر من كل الأيديولوجيات والعقائد الموروثة.

تعلّمنا أن الرسول وأئمتنا الإثني عشر معصومون مقدّسون، وكرمى لعيون آبائنا الذين قدّسوا الإمام الخميني، لأنه كان استاذهم في كلية الفقه في النجف الأشرف، قدسناه أيضا. ولكن لا يطلب أحد منا أكثر من ذلك، وهذا لا يعني ان الأحياء من القادة هم سيّئون وغير جديرين بالقيادة،لا…، ولكن يحقّ لنا أن نختلف معهم بالرأي…ونقول أن هذا هو رأينا… يحقّ لنا وبكل بساطة…يا سماحة السيّد !

السابق
عندما دعا الإمام شمس الدين الى «دولة لا دين لها»…
التالي
فتح الطريق البحرية في الجية بشكل جزئي بالاتجاهين