سلام عازم على استكمال جدول الأعمال.. و«حزب الله» ينصحه بالتريث الجنرال مصمّم على التعطيل: أنا ميشال عون

ميشال عون

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : إذا كان التشويش على محطة تلفزيونية مسألة مستنكرة بحق إيماناً واقتناعاً بحرية الصحافة والكلمة، ولا يستطيع إعلام “المستقبل” الذي نادى العماد ميشال عون ذات يوم بـ”حرقه” وسرعان ما لبى حلفاؤه النداء في أيار 2008 إلا أن يضمّ صوته اليوم إلى صوت الجنرال في استنكار التشويش على إرسال المحطة البرتقالية، لكن يبقى أن يشمل الاستنكار كذلك تشويشاً أخطر وأدهى في هذه المحطة المفصلية من تاريخ المنطقة والوطن باعتباره يختزن في طياته أداءً سياسياً هدّاماً لاستقرار البلد وتحصيناته الداخلية في مواجهة الرياح العاتية الآتية من المحيط. فمن الرابية أطل عون أمس مصمّماً على التموضع خلف متاريس التعطيل والتنكيل بمؤسسات الدولة، ولعلّ ما يجسّد شخصانية الأزمة التي يخوضها في مواجهة الحكومة وجميع اللبنانيين من غير المنصاعين إلى طموحاته السياسية استطاع الجنرال اختصاره بكلمات معدودات بالغة الدلالة في توصيف الحالة حين قال: “من هم هؤلاء الذين يقفون بوجهي؟ أنا العماد ميشال عون”.
وعلى قاعدة “أنا الدولة والدولة أنا”، رفع الجنرال سقف التحدي معرباً عن ثقته بأنه إذا انشقّ “ينشق الوطن” مطلقاً جملة مواقف لم يكد يسلم من استهدافاتها السياسية فريق من اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان قد سعى إلى استيعاب عون بالتعويل على عقلانية ما يتحلى بها باعتباره “إبن النظام” فسارع الجنرال بالردّ عليه أمس قائلاً: “أنا لستُ إبن النظام بل إبن الدولة”، ثم توالت ردوده على معارضي سياساته مستخدماً بحقهم مروحة من العبارات الشتّامة تارة بوصفهم بـ”الأقزام” وطوراً بوضع أدائهم في خانة “الحقارة وقلة الشئمة”، كما استهدف في السياق عينه المنادين بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية مبدياً رفضه انتخاب الرئيس قبل إجراء انتخابات نيابية. وفي معرض تهجمه على الحكومة وتوعده بعدم السماح لها بمزاولة عملها قبل الامتثال لطلبه في تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، توجّه عون إلى مناصريه بلفت نظرهم إلى كونه يخوض “معركة مصيرية” ويحتاج منهم الوقوف إلى جانبه والتحضّر للحظة إيعازه بالنزول إلى الشارع.
“الحشد الشعبي” غداً
تزامناً، وفي وقت لفتت الانتباه دعوة النائب نبيل نقولا اللبنانيين إلى “ملازمة منازلهم الخميس”، أكدت معلومات متقاطعة لـ”المستقبل” أنّ “الحشد الشعبي” العوني المرتقب في مواجهة الحكومة سينزل إلى الشارع غداً بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، بعد أن اكتملت التحضيرات لذلك على خط الرابية من خلال سلسلة لقاءات عقدها عون مع المسؤولين في “التيار الوطني الحر” وخلصت إلى تجييش المناصرين في مختلف المناطق للمشاركة في التحرك الموعود تحت عناوين تحاكي العصبيات الطائفية وجرى تعميمها سواءً في الخطابات والاجتماعات الحزبية أو عبر مناشير وملصقات برتقالية جرى توزيعها مناطقياً باسم “التيار الوطني الحر” وجاء فيها: “من أجل استرجاع الحقوق.. من أجل الحفاظ على الوجود والبقاء في أرضنا، ندعوكم إلى تلبية نداء دولة الرئيس العماد ميشال عون بالاستعداد للنزول إلى الشارع”.
“حزب الله”
في الغضون، يواصل رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته ومشاوراته مع الأفرقاء السياسيين وهو سيلتقي اليوم وفدين من “الكتائب اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” بالإضافة إلى الوزير بطرس حرب، في حين كانت لقاءاته قد شملت أمس وزير “حزب الله” محمد فنيش الذي تمنى على رئيس الحكومة، وفق ما نقلت مصادر وزارية لـ”المستقبل” أن يبقى على تريّثه في مقاربة الأزمة الحكومية “وعدم اتخاذ قرارات في جلسة الخميس”، وقال فنيش في هذا الإطار لسلام: “نحن لا نستطيع أن نتخلى عن عون، لذلك نعوّل على صبرك ونأمل منك أن تتريث بانتظار حصول انفراجات إقليمية محتملة من خلال الاتفاق النووي الإيراني المرتقب وما يمكن أن ينتج عنه من انعكاسات قد تساهم في حلحلة الأمور”.
سلام يخاطب الصحافة اليوم
من جهته، نقل زوار سلام لـ”المستقبل” تشديده على أنه “لا يرغب بافتعال أي إشكال لكنه في الوقت عينه لا يستطيع أن يراعي مطالب 6 وزراء ويتجاهل في المقابل مطالب 18 وزيراً”، لافتاً إلى أنه لا يقبل أن يكون “حارساً للتعطيل بل هو عازم على تحمّل المسؤولية والقيام بواجباته كرئيس لحكومة تعمل وليست حكومة لتصريف أعمال”.
وعن الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، أشار الزوار إلى أنّ المرسوم الخاص بفتح هذه الدورة حظي حتى الساعة بتوقيع أربعة عشر وزيراً من بينهم وزيران مسيحيان هما نبيل دي فريج (“المستقبل”) وروني عريجي (“المردة”)، غير أنّ سلام يؤكد أمام زواره أنه يريد نصاباً مسيحياً وازناً مؤيداً لفتح دورة استثنائية لكي يصدر المرسوم الخاص بذلك.
علماً أنّ رئيس الحكومة سيخاطب الصحافيين اليوم في السرايا حيث من المتوقع أن يطلق جملة مواقف إزاء الاستحقاقات الراهنة والمسؤوليات الملقاة على عاتق مجلس الوزراء.
المشنوق
توازياً، أكد وزير البيئة محمد المشنوق لـ”المستقبل” أنّ الرئيس سلام “عازم على استكمال مناقشة جدول الأعمال خلال جلسة الخميس مع استعداده لفتح المجال واسعاً أمام إبداء أي فريق اعتراضه على أي من البنود”، وأردف: “الباب مفتوح أمام تسجيل الاعتراضات ويجب أن يكون معلوماً أنّ هناك أكثرية لها وزنها في الحكومة تريد تسيير شؤون الدولة والناس سيما وأنّ البنود المطروحة على الجدول ليست ميثاقية إنما هي حيوية تهمّ جميع اللبنانيين”.
ورداً على سؤال أجاب المشنوق: “الحكومة ستجتمع الخميس لأخذ القرارات، لكننا نريد في الوقت نفسه أن نستوعب احتجاجات البعض من دون أن ندعهم يجرّونا إلى حافة الهاوية من خلال فرض إرادتهم على الآخرين”.

السابق
لا مخرج للأزمة والاصطدام حاصل فمن ينقذ الحكومة ولا يكسر عون؟ التظاهر يوم الخميس وحزب الله يقوم بمساعٍ وبري يدعم سلام
التالي
حزب الله لسلام: لن نترك عون وحيداً