رجال الأعمال اللبنانيين الشيعة في مواجهة العالم

رجال الأعمال
يدفع المغتربون دوما ثمن أعمال السياسيين في لبنان. فمتى سيكون للسلطات اللبنانية دورها في منع هذا الضغط، كونها بحاجة لأموال المغتربين والمهاجرين لوقف انهيار الاقتصاد؟

الشيعة ظُلموا تاريخيا منذ أيام الامويين مرورا بالعباسيين وصولا الى المماليك والأتراك والفرنسيين، الى ان جاء من يحفزّهم على التحرك.. فكان موسى الصدر وكانت حركة المحرومين في لبنان في الوقت الذي كانت فيه ايران لاتزال غارقة بالاستبداد، وان كان شيعيا شاهنشاهيا هذه المرة.
ومع انتصار الثورة في ايران ارتفعت وتيرة التحرك الشيعي حيث وعي لمظلوميتهم على يد السلطات اللبنانية المتعاقبة نظرا لقوة الطوائف الاخرى وأهمها المسيحيين الذين عرفوا قبيل اشتعال الحرب الاهلية اللبنانية بالسيطرة والقوة والسلطة.
وكان لحركة المحرومين صدى فاعلا لدى الشيعة منذ انطلاقتها، فانتشرت كالنار في الهشيم، وانضم اليها – ولو فكريا – كافة صنوف وفعليات الشيعة نظرا لمخاطبتها المظلومية التي يعانون منها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

لا تتوقف الدول العربية عن معاقبة كل شيعي وان كان لا صلة له بالتيارات السياسية بحجة تمويل الارهاب

فبعد حرب دامت 15 عاما وترنحت على اتفاق تسوويّ عربي – أميركي خرج المارد الشيعي ليطالب بحقه بعد سبات طويل الأمد. اليوم، يرفض المارد العودة الى القمقم بعد خروجه القويّ، بل انه لا ينفك يلعب ادوارا كبيرة وكبيرة جدا. وهذا الصراع الاقليمي الذي نشهده منذ خمس سنوات ليس الا صراع المارد مع الساحر علاء الدين الذي يود الاقتصاص من مارده وإعادته الى قمقمه الصغير.
لكن المسألة أبعد من ذلك بكثير.. فالمواجهة أخذت أبعادا كثيرة وجديدة. وتحولت من قضية غبن الى قضية مذهبية بعد ان مرّت بمراحل استعصى فيها القضاء على هذه الطائفة الناشئة، والتي أطاحت بالمفاهيم التقليدية للصراع العربي الاسرائيلي.
لم يتحمّل العرب، بما يشكلون من مجموعة أنظمة تحاكي الاستبداد والقمع، فكان الربيع العربي محاولة جديدة ومبتكرة للقضاء على الطائفة الصغيرة في عز صباها. وكانت محاربة كل من يدعم ماديا او معنويا لهذه البيئة الناشطة هو الطريق الثاني بعد زجها بحرب لا طائل منها في صراع قد يمتد لسنوات والهدف منه استنزاف هؤلاء المشاكسين الجدد.

آخر هذه الحرب هي معاقبة رجال أعمال لبنانيين شيعة جنوبيين لهم تاريخ طويل في العمل الاستثماري والتجاري

المشاكسون الجدد ناموا على حرير الانتصارات ضد اسرائيل واستذوقوا الشهادة، لكن هل سيسمح بهم بذلك؟

لا، طبعا والا فعلى هذه الانظمة العفى. الحرب الاقتصادية هي الاسلوب الثاني بعد الحرب العسكرية. وهنا بيت القصيد حيث لا تتوقف الدول العربية، وبالاخص الخليجية عن معاقبة كل شيعي وان كان لا صلة له بالتيارات السياسية في المنطقة بحجة تمويل الارهاب.

المطار
وآخر هذه الحرب هي معاقبة رجال أعمال لبنانيين شيعة جنوبيين لهم تاريخ طويل في العمل الاستثماري والتجاري، اضافة الى ما يُشاع عن منع توظيف اي شيعي جديد قادم من لبنان، ومحاولة استبدال الشيعة بغيرهم بشكل سريّ وتحت مسميات متنوعة.
هذا التضييق على رؤوس الأموال اللبنانية وتهجيرها والسيطرة على مصالحها في بلاد الخليج ليس الا جزءا من ثمن يدفعه اللبناني لملفات سياسية ليس له اي خيار فيها… فهل ستتدخل السلطات اللبنانية من أجل وقف شد الخناق عن مواطنيها؟

السابق
اندلاع حريق كبير بسوق الخضار في سن الفيل
التالي
رمضان هذا العام شهر حزين في الضاحية الجنوبية