ميقاتي حذر من المس بصلاحيات رئيس الحكومة

نجيب ميقاتي

حذر الرئيس نجيب ميقاتي “من المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء وجعل رئاسة الحكومة مكسر عصا”، داعيا الى “الافادة من المظلة الدولية القائمة لصياغة توافق بين كل المكونات اللبنانية على أي لبنان نريد، تمهيدا لتثبيت الاستقرار أكثر فأكثر، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن بدء العمل الحقيقي لصياغة نظرة مستقبلية للبنان، لوقف الهجرة وتثبيت اللبنانيين في أرضهم”.

وقال في تصريح بعد زيارته النائب السابق وجيه البعريني في عكار: “هي زيارة اجتماعية لنتقدم بواجب التعزية من الأستاذ وجيه البعريني بفقدان زوجته الفاضلة، التي نتمنى لها الرحمة. وخلال الزيارة، من الطبيعي أن يكون هناك حديث سياسي يتناول وضع المنطقة ككل ومنطقة عكار بالذات. فطالما أن الوضع السياسي العام مجمد بانتظار جلاء الأمور في المنطقة، فإن علينا أن نهتم بالموضوع الإنمائي خصوصا في عكار التي تفتقر إلى الإنماء بكل معنى الكلمة، وهذا الأمر الذي يفرض على الجميع التكاتف والتعاون من اجل الخير بعيدا عن الخلاف السياسي”.

وقال ردا على سؤال ” إن عكار تحتاج لكل عمل إنمائي، لا سيما إنشاء المستوصفات والمدارس والمستشفيات، وكافة عناصر البنى التحتية. وبالرغم من الجهود التي تقوم بها الجمعيات وهيئات المجتمع المدني، فلا بديل عن الدولة التي يفترض بها ان تكون حاضنة لكافة المناطق المحرومة، وفي طليعتها عكار”.

وعن دور رئيس مجلس الوزراء في هذه المرحلة اجاب: “اقول اليوم ما اكرره في كل وقت انه ممنوع المس بصلاحيات رئاسة مجلس الوزراء بأي شكل من الأشكال. كفى تحريفا للدستور، وليس مسموحا أن يقرأ كل طرف الدستور على هواه، بل يجب أن يكون لدينا قراءة موّحدة . ليس مسموحا أن تكون رئاسة الحكومة مكسر عصا، فالحكومة قارب النجاة في البلد”.

وعن الوضع الأمني قال : “قياسا لما يحصل في المنطقة، فإن لبنان يتمتع بوضع أمني جيد. منذ بداية الأحداث في سوريا، كانت هناك مخاوف من تطورات سلبية في لبنان، ولكن الحمد لله، هناك مظلة دولية لحماية لبنان في هذه المرحلة. من هنا، ندائي للجميع أن نستفيد من هذه المظلة، لصياغة توافق بين كل المكونات اللبنانية على أي لبنان نريد، تمهيدا لتثبيت الاستقرار أكثر فأكثر. وهذا الأمر يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، ومن بدء العمل الحقيقي لصياغة نظرة مستقبلية للبنان، لوقف الهجرة وتثبيت اللبنانيين في أرضهم”.

البعريني
أما البعريني فقال: “إنني أثني على ما قاله دولة الرئيس، وأكرر ما قاله حول حاجة المنطقة للكثير من الانفتاح والعمل المثمر، الذي يجب ان تقوده الدولة. نجيي دولته على هذه الزيارة، إضافة إلى كل من شارك في هذه المناسبة، ونناشد دولته أن تبقى عكار قبلة اهتمامه، وتبقى أياديه البيضاء على المنطقة باستمرار”.

اللبنانية الحرة
وكان الرئيس ميقاتي رعى العشاء السنوي ل” الحركة اللبنانية الحرة” برئاسة بسام خضر اغا في حضور شخصيات سياسية وروحية واجتماعية وثقافية وفاعليات .

والقى الرئيس ميقاتي في المناسبة كلمة قال فيها:”إن الصراع الذي يدور في لبنان اليوم بين المكونات السياسية هو صراع على ما فات وعلى جزئيات وتفاصيل ، فيما القضية الاساسية هي قضية مستقبل وطن وشعب تعصف به العواصف من كل جانب. والمؤسف انه ، وسط هذا الاتون المتأجج، لا يزال البعض من اهل السياسة في لبنان يراهن على متغيرات وتطورات وحلول تأتيه من الخارج، فيما هذا الخارج يصر على تحييد لبنان عن صراع المنطقة .أما اليوم فان هذا النهج السياسي المستمر يصيب الوطن بحال من الشلل شبه الكامل على مستوى مؤسسات الدولة، بدءا من رئاسة الجمهورية ومرورا بالمجلس النيابي وصولا الى الحكومة، وهي المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تعمل لتسيير شؤون الناس، على رغم العراقيل التي توضع في طريقها”.

وقال: “من هذا المنطلق احذر من التمادي في تحريف الدستور والتعرض الى صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، وإختراع اعراف جديدة، او الرهان على تجييش طائفي يعيد مكاسب واهية لم تحم اية طائفة بل على العكس من ذلك حملتها اثقالا اضافية على حساب حضورها الوطني. لا أولوية تعلو على أولوية إنتخاب رئيس جديد للبنان يكون الحكم الوطني في هذه اللحظات المصيرية وإجراء قراءة واقعية لكل الامور بما يحفظ الحد الأدنى من الاستتباب الأمني الذي أرسته الحكومة السابقة. فلا خلاص للبنان، الا ببناء دولة المؤسسات، وتعزيز المواطنية، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال ، فعلا لا قولا، فهي وحدها الكفيلة بحماية المجتمع والبلاد. لا خلاص الا بالتنازل للوطن، ومن أجل مصلحة المواطن، ألذي أرهقته الصراعات الداخلية، وأتعبته التدخلات الخارجية.لا بديل لنا عن خيار العروبة ولا تنازل عنه ، لأنه لا يمكن للبنان أن يكون اداة لمشاريع اجنبية تناقض تاريخه وهويته”.

أضاف: “لا نؤخذ بتفاصيل المشهد القائم من حولنا، لأنه متغير، بل علينا تحصين عيشنا الواحد والاتعاظ من تجربتنا المريرة مع الحروب والويلات والتي لا نزال حتى اليوم ندفع اثمانها الباهظة ونجهد لتعويض ما فاتنا .وفي هذا السياق نجدد التأكيد أننا نمد ايدينا لكل ابناء الوطن ، بدءا من ابناء الطائفة السنية ، للوقوف معا خلف خيار الدولة في مواجهة التحديات الراهنة ودعم الجيش الوطني لبسط الأمن على كل أرض لبنان. من هنا، من عاصمة الوحدة الوطنية، التي تجاوزت كل المحن، اطلقها صرخة مدوية من اجل الاسراع في عملية انقاذ لا تحتمل التأجيل ولا تستثني احدا، لتجنيب وطننا العزيز ما ينتظره من مآس ومخاطر.فمصلحة لبنان قبل اي مصلحة اخرى، ويجب ان تكون هاجسنا جميعا، لان المفاصل التاريخية تحتاج الى قرارات في حجم الوطن، وهي تحتاج الى رجال تاريخيين.الفرصة لا تزال سانحة لانقاذ وطننا قبل فوات الآوان وغرقنا جميعا في مركب تتقاذفه رياح الخارج وأطماع وأنانيات الداخل”.

وقال: “لأننا شعب تعود الوفاء لأهل الوفاء اعبر، في هذا اللقاء الجامع، عن وقوفنا الى جانب المملكة العربية السعودية في وجه ما تتعرض له من اعمال ارهابية تعبث بأمن المملكة واستقرارها. فالمملكة كانت وستبقى السند للبنان في كل الحقبات، باسطة يد الخير والعون لجميع اللبنانيين من دون إستثناء” .

واكد أن “خيار “تيار العزم” سيبقى الإعتدال والوسطية، وهو خيار يرفض الغلو والتطرف والمتطرفين، ويترجم توجهات غالبية اللبنانيين التواقين إلى وطن سيد، حر، ومستقل، يضمهم تحت جناحيه بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية والطائفية والمناطقية. لا بديل عن الوسطية التي يمكن وحدها أن توصل الوطن إلى بر الأمان، وتعزز الاستقرار في المنطقة ككل”.

وقال: “تمثل “الحركة اللبنانية الحرة” نبضا شبابيا يحتاج اليه وطننا، ويساهم في بث روح الأمل عند الجيل الجديد بالحاضر والمستقبل، فلم يعد مقبولا أن يبقى مصير شبابنا ومستقبلهم مجهولا، وان يدفعوا قسرا الى الهجرة هربا من شبح العوز والفقر والبطالة.آن الأوان لايلاء الملف الاقتصادي والإجتماعي، على الصعيدين الوطني والطرابلسي، اهتماما خاصا، وتحييده عن الصراعات والتجاذبات السياسية، فلم يعد المواطن قادرا على تحمل المزيد من الضغوطات والأزمات على اختلافها، لا سيما الاقتصادية منها.آن الاوان لاعادة طرابلس مدينة للسلام والتلاقي وملاذا للطاقات، وهذا لا يتحقق الا بتوفير مناخ إستثماري صحيح يحيي تاريخ المدينة العريق وينهض بشبابها وطاقاتها وإقتصادها. آن الأوان ليشعر المواطن في طرابلس ، كما في كل لبنان، انه في صلب اهتمامات دولته، وانها وحدها الضامنة لمستقبله والحامية لحقوقه كافة، من دون أي تمييز”.

خضر آغا
والقى رئيس “الحركة اللبنانية الحرة” بسام خضر اغا كلمة قال فيها: “بصفتنا نواة “ثورة الارز” وكحركة سياسية نؤيد سياسة مد اليد التي انتهجها الرئيس ميقاتي، كما نؤكد على ثوابتنا التي ناضلنا من اجلها بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعيدا عن التجاذبات السياسية والحسابات الضيقة في زمن اصبح التخوين فيه سيد الموقف ولا يعلو عليه ونسي البعض ان هناك وطنا وشهداء”.

وقال: “إن اصعب مرحلة عاشها الرئيس ميقاتي كانت في ظل حكومته وكان وحده يواجه باعصاب باردة كل طلب لا يلبي المصلحة الوطنية ولا يحفظ السلم الأهلي . راهنوا على فشله فلم يفشل، وبقي صامدا رافضا للوصايات من اي جهة اتت . ورغم التشكيك لم يطلب ابعاد كاس المسؤوليات عنه، فاستمر بالعطاء ولم يوقف المسيرة رغم التحريف والتأويل، بل ظل يعمل على استمرار هذه المسيرة المعطاءة في كافة الميادين ، وبنى مساجد وترك غيره يدشنها وعلم عشرات الالاف من الطلاب من جيبه الخاص وليس من دول مانحة”.

اضاف: “إن لبنانية نجيب ميقاتي صفة مميزة لا تقبل الجدل ونزاهته لا غبار عليها . من حاول تشويه او تخوين الرئيس ميقاتي على مدى سنوات قد اثبتوا فشلا سياسيا”.

وفي الختام قدم رئيس الحركة درع تقدير للرئيس ميقاتي.

(الوطنية)

السابق
الجيش: تفجير ذخائر في محيط بلدات جنوبية
التالي
هل اصبح ملف انتخاب رئاسة الجمهورية عمل كيدي !