هل أصبح التدخّل البرّي حتميا بعد إطلاق صاروخ «السكود» على السعودية؟

هل تتدخل السعودية وتستدرج لحرب بريّة في اليمن بعد اطلاق صاروخ سكود على اراضيها وتكرار تنفيذ هجومات على نقاطها الحدودية؟

أعلنت السلطات السعودية أنّها أسقطت فجر اليوم السبت صاروخاً من طراز “سكود” أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية على هدف جنوب المملكة العربية السعودية. وكذلك جاء في  بيان أصدره الجيش السعودي، ان قواته تمكنت مساء الجمعة من صدّ هجوم على عدة محاور بقطاع جيزان ونجران من الجانب اليمني بحسب بيان صدر عن قيادة التحالف اليوم.

واعترف البيان بمقتل 4 جنود سعوديين مضيفا أنه “اتضح أنه منسق ومخطط ومنفذ من قبل تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وبمساندة من ميليشيا الحوثيين”.

عسكريا، وبعد هذين الهجومين الصاروخي والبري على السعوديّة، يبدو ان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحوثيون بصدد الانتقال الى مرحلة جديدة في حربهم ضد السعودية التي شنت عليهما منذ اكثر من شهرين حملة عاصفة الحزم الجويّة من أجل تثبيت سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا، وهذه المرحلة تقتضي الانتقال من الدفاع الى الهجوم، واذا كانت أخبار تلك الهجومات البرية الواردة حتى الان توضح أنها أشبه بعمليّات انتحارية بسبب غياب التغطيّة الجويّة مقابل سلاح جو فعّال ومتطوّر تمتلكه السعوديّة، فيتمكّن عادة المهاجمون الحوثيون من اصابة أو قتل أفراد موقع حدودي في جيزان أو نجران  قبل أن تصل اليهم الطائرات المقاتلة السعودية وتبيدهم، فإن الخطير في الأمر هو ما حدث فجر اليوم مع اطلاق صاروخ سكود من قبل قوات صالح اليمنية استهدف الاراضي السعودية لأول مرة منذ بداية الحرب قبل أكثر من شهرين.

واذا كانت المعلومات الواردة أكّدت بالمقابل أن صواريخ الباتريوت الأميركية تفوّقت على هذا الصاروخ الروسي الباليستي القديم الذي لم يعرف بعد أقصى مداه بعد، فهو يتفاوت بين مئات وآلاف الكيلومترات حسب نوعه وجيله وتعديل صناعته، فان المؤكّد أن النجاح باسقاط الصاروخ لا يلغي خطورته، اذ يمكن أن يطلق عشرة من هذه الصواريخ البعيدة المدى دفعة واحدة كما كان يأمر الرئيس العراقي صدام حسين في حرب الخليج الثانية فنجح فيها بقصف الظهران السعودية وتل أبيب الاسرائيلية، اذ يمكن تستهدف الآن العمق السعودي بععد ةافر من السكود، فتنجح “الباتريوت” في اعتراض بعضها وتفشل في اعتراض صواريخ  اخرى فتسقط بدورها منفجرة في مدن سعودية حيويّة تبعد مئات ووربما الاف الكليلومترات كمدينة الطائف مثلا.

هذا التطوّر الميداني الخطير سوف يجبر السعودية كما يقول خبراء عسكريون على التدخّل البري في اليمن بشكل مؤكّد، اذ لا يمكن للملكة أن تغامر بأمنها وتتحمّل ان تتطوّر الأمور لدرجة انها يمكن أن تتلقى صواريخ تحمل أطنانا من المتفجرات تنفجر داخل مدنها الآمنه. وربما كان اطلاق صاروخ سكود اليوم هو من أجل جس النبض وإفهام المملكة من قبل الحوثيين ومن ورائهم ايران، أن المرحلة اللاحقة هي مرحلة صراع بري على الأرض وليس في الجوّ فقط، وأن الايراني الذي بدأ يدخل الميدان السوري مباشرة اليوم ليقاتل ويقتل كما أفادت التقارير قبل أسبوع، سوف لن يرتاح حتى يستدرج الجيش السعودي للتدخّل البري بدوره في اليمن، فيتساوى بذلك الجاران الخليجيان العربي والفارسي في الغرق في الحروب الوجودية الدموية التي تجتاح المنطقة.

السابق
مواطنون اقتحموا مبنى مصلحة المياه في صيدا
التالي
مصرع 396 شخصا في غرق السفينة الصينية ولا امل في العثور على ناجين