الشيعة المستقلون…«شيعة السفارة» ؟!

شيعة السفارة

كان لافتا ما قاله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الداخلي الذي توجّه به لجرحى الحزب في 22 من الشهر الحالي، مستخدما مصطلحا اعتادت احدى الصحف الصفراء التهجّم فيه على شخصيات شيعية مستقلة ومثقّفة خارج استقطاب ثنائية أمل – حزب الله، فلقبتهم تلك الصحيفة بـ”شيعة السفارة الأميركية”، وذلك كي يسهل تناولهم من قبل العامة الدهماء المتحمسين وبعض أنصار الحزب المتعصبين، فيحلون شتمهم والتهجّم عليهم وتهديدهم اذا ما كتب أحدهم مقالا أو أطلّ عبر إحدى محطات التلفزة مدليا برأيه الخلافي.

ولما كرّر السيّد نصرالله ما قاله بعد يومين في احتفال ذكرى عيد التحرير متوجها بالتحذير لـ”هؤلاء الذين تساعدهم السفارة الأميركية”، فانّ استهجانا حقيقيا اعترى العديد من الأوساط الإعلامية وقد رأوا كيف أن هذه الخدعة انطلت حتى على السيّد حسن نصرالله الذي وقع بدوره ضحيّة لاعلامه النصير الذي حاول خلط الأمور على جمهور المقاومة فصوّر تلك النخب الشيعية أنها خارجة عن الدين والأخلاق والوطنيّة لمجرّد انها تمارس حريتها وتختلف بالرأي عن جمهور ملّتها، وتعبّر عن هذا الاختلاف قولا وكتابة وهو حق كفله الدستور اللبناني وشرعة حقوق الانسان العالمية.

هم شيعة أحرار مستقلون…لا “شيعة السفارة”، أغلبهم لا يعرف اين تقع سفارة الولايات المتحدة الأميركية، هم أفراد اختاروا ان لا ينتظموا أبدا بمشروع سياسي موحّد لأنهم لا يؤمنون بان إصلاح الطائفة الشيعية سوف يصلح الوطن، بل يؤمنون عكس ذلك تماما، وفي غمرة “كوما” الخدر الطائفي العام في وطننا، سيبقى هؤلاء المتهمون زورا بالعمالة طيورا تغرّد خارج السرب، لن تزعج الّا من اعتاد على سماع صخب التجييش والتحريض بدلا من التغريدات الحالمة الناعمة التي تدعو للتحرّر من جور العقائد الدينية وغير الدينيّة وقد استبدت بالانسان في بلادنا فأماتت روحه واستعبدت عقله.

السابق
إحالة شكاوى الى نقابة الاطباء
التالي
منسقية عرسال الهرمل في المستقبل: مجددا عرسال تثبت انتماءها الوطني