لماذا لا يورّث زعماء الشيعة أبناءهم العمل السياسي؟

الوراثة السياسية في لبنان
أثار اعلان عدم رغبة الرئيس السابق أمين الجميل بالترشح لمنصب رئاسة حزب الكتائب بعض الشجون الوطنية... فعملنا جردة بسيطة في (الذاكرة) القريبة والبعيدة حول التوريث السياسي اللبناني.. لكن كيف يمكن ان يحلّ شاب صغير محل سياسي عرف عنه دهاؤه وحنكته؟ فماذا وجدنا؟ ولماذا لا ينسحب التوريث على الزعامات الشيعية؟

منذ فترة قريبة والأخبار تنقل لنا رغبة وليد بك جنبلاط، زعيم الدروز في لبنان، بتوريث نجله تيمور الزعامة. وهو افتتح الموسم منذ بضعة أشهر حين اعلن نيته التخلي عن مقعده النيابي لابنه تيمور، الذي كان يرفض باستمرار الخوض في العمل السياسي. ووليد جنبلاط من مواليد 1949، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وأحد أبرز الزعامات الدرزية في لبنان. تزعم رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي مباشرة بعد اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط مؤسس الحزب في العام 1977. وما زال يترأس الحزب رسميّا رغم تسلم ابنه تيمور واجب الاستقبالات الاسبوعية الأحد الفائت، للمرة الاولى في 17 ايار 2015. علما انّ تيمور بك لم يشغل ايّ منصب في الحزب ما عدا تمثيل والده في المناسبات التي تتسم بطابع اجتماعي، اي الواجبات. وان كان قد انضم الى قيادة الحزب مع عدد من الشباب في المؤتمر الأخير للحزب.

بسبب عدم وجود أبناء ذكور له يعمل ميشال عون على توريث أصهاره

سليمان فرنجيّة من مواليد 1965، وهو سياسي لبناني ينتمي إلى عائلة سياسية عريقة، جده هو الرئيس الراحل سليمان فرنجيّة، ووالده النائب والوزير طوني فرنجيّة. يترأس حاليا تيار المردة. واعلن مرار ا هذا العام عن نيته تسليم ابنه البكر طوني الشاب (وهو من مواليد1987) مقعده النيابي، وبالتالي خوضه العمل السياسي على رأس تيار المردة. وهذه ثاني حالة توريث في وقتنا الحالي. والوريث الثاني هو شخص معدوم التجربة العامة.

أمين الجميّل من مواليد 1942، رئيس الجمهورية اللبنانية ما بين 1982 و1988، ورئيس حزب الكتائب الذي أسسه والده بيار الجميّل الذي مات عام 1984. واليوم اعلن عن نيته عدم الترشح للانتخابات القادمة لرئاسة الحزب، وتركه المنصب لابنه النائب سامي الجميّل الشاب (مواليد العام 1980) مسميّا ذلك “منتهى الديموقراطية”. رغم أنّ النائب سامي حديث التجربة السياسية.

سعد الدين الحريري من مواليد 1970، رئيس وزراء لبنان لمدّة عامين تقريبا. وهو ابن الشهيد رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، ووريثه السياسي، ورجل أعمال يتولّى رئاسة تيار المستقبل. اولاده لا زالوا صغارا، لكنّه هو بحد ذاته وريث والده الذي أتى من عائلة جنوبية متواضعة.

ميشال عون من مواليد 1935، رئيس التيار الوطني الحر. لديه ثلاث بنات هن: ميراي متزوجة من روي الهاشم. وكلودين متزوجة من العميد شامل روكز، وشانتال متزوجة من الوزير جبران باسيل. وبسبب عدم وجود أبناء ذكور له يعمل ميشال عون على توريث أصهاره. والغريب انه لم يفكر بتوريث بناته بسبب العقلية الذكورية السائدة في المجتمع اللبناني. وهو الاكبر سنّا بين السياسيين الذين لا زالوا ناشطين على الساحة المحلية. ويطمع بأن يشغل منصب رئيس الجمهورية اللبنانية.

نبيه بري من مواليد العام 1938، رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل. له من الاولاد: سيلان، وسوسن، وفرح، ومصطفى، وعبد الله، وهند، وأمل، وريم، وميساء، وباسل. لكنه، على عكس زعماء لبنان السياسيين، لم يعمل على توريث ايّ من ابنائه. وقد نفى مكتبه الاعلامي ما أشيع عن محاولة كانت تُسوّق لتوريث نجله عبد الله، في حين كانت بعض الاقلام الصحفية قد نقلت رغبة زوجته رندة بتوريث ابنها باسل مهمة العمل السياسي.

حسن نصر الله من مواليد العام 1960، وهو الأمين العام لحزب الله اللبناني. لم يؤهل اي ولد من اولاده للوراثة السياسية كون حزب الله حزبا دينيا، بل انّ احد اولاده، هادي نصر الله، استشهد في العام 1997 خلال عملية ضد الاسرائيليين في جبل الرفيع قبيل تحرير الجنوب.

على عكس زعماء لبنان السياسيين، لم يعمل نبيه بري على توريث ايّ من ابنائه

في العودة الى مرحلة ما قبل انتهاء الحرب اللبنانية نجد ان رؤساء وزعماء الطائفة الشيعية، مثل رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، وقبله كامل الاسعد، ومن سبقهما، اي عادل عسيران مثلا، لم يوفّقوا في التوريث السياسي المباشر او غير المباشر. وبعضهم لم يحاول. وأحدهم رفض توريث نجله، أحمد الأسعد.

في جردة بسيطة إذن.. نجد أنّ شيعة لبنان هم الوحيدون الذي لا يعانون عقدة التوريث السياسي لأسباب لعل أبرزها وأهمها انّ ممثليهم آتون الى العمل السياسي من بيوتات متواضعة ونضالية وليس من بيوتات اقطاعية.

السابق
رعد بعد لقاء وفد «التغيير والاصلاح»: حرصاء على ان نخرج بلدنا من آتون عدم الاستقرار بفعل التطورات في منطقتنا
التالي
بالفيديو.. لحظة إلقاء القبض على علي الزين بعد قتله زوجته في دوحة عرمون