هل بدأ حزب الله بتطبيق خطة الإنسحاب من سوريا عبر القلمون؟

القلمون
معركة القلمون والقتال الدائر فيها هما بإختصار طريق للإنسحاب يعده الإخوة (كما يحلوا للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تسميتهم) المسؤولين عن القتال في الجبهات للخروج من سوريا إما لعجز وخوف من خسران، وإما لإعادة التموضع بعد أن تحققت الغايات وفي الحالتين يطلق على هذا الفعل التكتيكي مصطلح إسمه الإنسحاب.

يبرع الكثير من المحللين والإستراتيجيين من غير المتخصصين أوالقاصرين في رسم سيناريوهات وخرافات وأساطير فيها كثير من المتخيلات وأضغاث الأوهام وقليل من المنطقيات عن وجود مشروع يمهد لعودة ظهور إمبراطوريات في الأمصار وفي مناطق هي بالأصل على خلاف وإختلاف معها إيديولوجي وسيكولوجي وفينومونولوجي أي ظاهري وحتى تاريخي، وهم لذلك أي المنظرين يجهدوا النفس لإثبات صحة رأيهم وما يدعون، يبشرون الناس بقدوم يوم يحشد الحق (المتمثل بحزب الله) فيه أجناده ليزهق الباطل المصور في غيرهم، تراق الدماء فتسيل في البوادي والأقطار وفي الشوارع والساحات وعند كل زاوية وفي الليل والنهار. وللمفارقة فتلك الرواية مترجمة إلى كل اللغات وأبطالها حين من أولئك وحيناً من هؤلاء.

خصوم الحزب في الداخل لم يعودوا كما عهدهم سابقاً مستضعفين أو صغار

معركة القلمون والقتال الدائر فيها هما بإختصار طريق للإنسحاب يعده الإخوة (كما يحلوا للأمين العام تسميتهم) المسؤولين عن القتال في الجبهات للخروج من سوريا إما لعجز وخوف من خسران، وإما لإعادة التموضع بعد أن تحققت الغايات وفي الحالتين يطلق على هذا الفعل التكتيكي مصطلح إسمه الإنسحاب.

أما الغرض غير المعلن عند حزب الله فيتلخص بضمانة ما بعد الإنسحاب والحؤول دون الإضمحلال أو الذوبان، فكل يعلم ما تنتجه التسويات وما تخفيه وتضمره الدول العظمى كالروس والأمريكان وما يتناسب ومصالحها ومصالح الدولة الإقليمية وتحديداً المملكة السعودية وجمهورية إيران.

حزب الله أدرك من دون شك ما أثارته عصبية مكة بعد أحداث اليمن وهو أيقن بشكل لا لبس فيه مدى التأييد لها من أتباع العقيدة العجم منهم والعربان، وأظنه وصل إلى قناعة بات يستجدي من خلالها وقفاً لإطلاق النار أوتجميداً للعمليات والسماح للبدء بالتفاوض تحضيراً للحوار، ليقول بعدها في حرب القلمون وكإخراج أنها معركة بالأساس لحماية الحدود من تدفق الإرهاب المأجور والمطلوب رص للصفوف، ويقيناً فإن محاولاته لن تقف عند هذه الحدود وسيدعو المؤسسة العسكرية الشرعية في لبنان للمشاركة وهو الأمر المرسوم عنده والمطلوب.

خصوم الحزب في الداخل لم يعودوا كما عهدهم سابقاً مستضعفين أو صغار، فتكبره عليهم مع الزمن زادهم إصرار وتجاهلهم لوقت دفعهم إلى الإلتحاق بدول القرار تماماً كما حصل معه عندما تم له الإختيار، وهم الآن صنفان واحدهم بالتنشأة تربى على أنه خصمهم ووجب عليه القضاء، والثاني دخل كما هوظاهر في الزيارات محفل الكبار فبات منهم وله أولوية الدعم وهو بالنسبة لهم الخيار.

معركة القلمون والقتال الدائر فيها هما بإختصار طريق للإنسحاب يعده الإخوة

ما يفعله حزب الله وما سيقدم عليه سيسمح بالمزيد من التدخلات وسيقابلها متى ما بدأ بالكثير من التنازلات وإي إخلال من قبله بالإلتزام سيعيد إطلاق النار وهذه المرة لن يسلم منها لا البلد ولا أهل الدار.

السابق
الكشف على مسامك نهر العاصي حيث يتم اطعام الاسماك مصارين دجاج
التالي
«وراثات مأزومة: جنبلاط – الجميل – فرنجية.. ووراثة انتحارية: الشيعة»