بعدما سبقته تغريدته.. العصفور حسان الزين خارج قفص «السفير»

بعد أشهر من المضايقات ومحاولات القمع التي اتخذتها جريدة «السفير» بحق الزميل حسان الزين، أعلن اليوم إستقالته على صفحته الفيسبوكية وخرج من قفصها بعدما سبقته تغريدته. فهل جريدة «السفير» التابعة لقوى 8 آذار لم تعد تستوعب الأصوات المستقلة القريبة من خطها السياسي حتى؟

«إستقلت اليوم من جريدة “السفير”. وأعتز بكل كلمة كتبتها على صفحاتها وقلتها اثناء عملي وفي الاجتماعات، وبكل موقف أخذته والتزمته»، هكذا أعلن الزميل حسّان الزين خبر استقالته اليوم على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك». هذا الخبر لم يكن مفاجأً خصوصاً للذين تابعوا ما تعرّض له الزين خلال الأشهر الماضية من مضايقات وقمع في عمله، ولعلّ أبرز ما تعرضّ له حسان الزين من إدارة الجريدة هو توقيف «تغريدة» التي كان يكتبها هو وعماد الدين رائف، قبل أشهر.

«تغريدة» هي الزاوية التي كانت مستقلة في جريدة «السفير» المرتهنة لقوى الثامن من آذار، يكتبها صحافيون لبنانيون مستقلون غير منحازين، تغرّد إهتمامات اللبنانيين بعيدة عن الطائفية والمذهبية والإنقسامات السياسية.

«تغريدة» التي كانت مساحة الحرية الوحيدة في صفحات الجريدة، أوقفت بقرار من رئيس التحرير طلال سلمان، في كانون الثاني من العام 2014، فكان واضحاً أنّ صفحات الجريدة لم تعد تستوعب أي صوت معارض أو صوت يغرّد خارج السرب.

وربما كان مقال “فيديو مهين” هو السبب الرئيسي وراء قرار وقف «تغريدة» فقد انتقد الزميل حسان الزين بشدّة وزير الخارجية جبران باسيل قائلاً: «مهين ويستدعي التحقيق هو شريط الفيديو الذي «يقدّم» فيه وزير الخارجية جبران باسيل امرأة «فاتنة»، بحسب إيماءاته، إلى نظير له خليجي».

بعد أشهر، وتحديداً في العشرين من نيسان، أعلنت «تغريدة» العصيان الإلكتروني فتحوّلت إلى مدونة، فغرّد حسان الزين وعماد الدين رائف وإيلي قصيفي من مدوّنتهم الجديدة التي حملت الإسم نفسه «تغريدة».

عرّفت المدونة عن نفسها بأنّها «تغريدة في زمن العصفورية، فهي مساحة للرأي، والديموقراطية مع المواطنة والحريات والحقوق. وهي غير سياسية تنتقي موادها بحسب الجدول اليومي».

بين قرار توقيف «تغريدة» وولادتها من جديد، كان حسّان الزين الصحافي المستقل عن أي جهة سياسية في لبنان والخارج يتعرّض للمضايقات من أجل أن يكون قرار الإسقالة صادر منه، خصوصاً أنّ قرار وقف «تغريدة» عرّض الجريدة إلى موجة من الإنتقادات، مقابل حملة تضامن مع حسّان الزين ضدّ قرار «السفير» المتناقض مع حرية الرأي والتعبير.

هكذا أصبحت جريدة صوت الذين لا صوت لهم لا تتحمّل أصوات المستقلين، فبعد وسام سعادة وزياد ماجد وجهاد بزي وغيرهم الكثيرين… ها هي تعجز عن تحمّل حسان الزين، هي جريدة الصوت الواحد التي باتت تشبه جريدة تشرين السورية أو إعلام البعث. ولم تعد صوت أحد غير حزب الله وحلفائه.

السابق
حرب باردة على السلطة في ايران
التالي
العمالة لإسرائيل : من شوربا وصولاً للحرس الثوري