عن أزمة مصر وتوقعات تصاعدها بسبب ضعف الأطراف كلها

مصر
ما زال القلق يسود الوضع المصري، فيما تتوالى الأخبار عن أعمال عسكرية ضد الجيش المصري والشرخ المصري مستمرة في مناطق مختلفة من البلاد، فكيف يمكن قراءة الوضع؟

يقول رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي وعضو اللجنة الرئاسية لتصفية أوضاع المعتقلين المحامي محمد زارع: “أعتقد أننا نعيش أزمة وصراع سياسي ليس له أفق، لأن ما نشهده من مواجهات أمنية يقوم بها أطراف تسعى للقضاء على الخصم وهذا الفكر يتبناه كل الأطراف المسؤولة عن النزاع” .

والمنظمة العربية للإصلاح الجنائى منظمة اقليمية غير حكومية تضم عدد من المدافعين عن حقوق الانسان فى الوطن العربي وتتميز بالعمل على إصلاح البنية التشريعية والنظم العقابية فى الوطن العربي من أجل حقوق الانسان والدفاع عنها من خلال مد جسور التعامل بيننا وبين المنظمات المحلية الدولية.

وعمّا إذا كان للإخوان المسلمين خيارات أخرى، في نزاعهم مع السلطة، يوضح زارع: “حتى هذه اللحظة لم يحسم الإخوان المسلمون خياراتهم في المواجهة المسلحة مع الدولة المصرية. ويرفعون شعار: السلمية أقوى من الرصاص، لكنهم يعتمدون في مواجهتهم لقوى السلطة، القضاء على خدمات الدولة وضرب البنى التحتية، المواصلات العامة، افتعال أزمات متنقلة. يدفعون أعداداً كبيرة من الشباب إلى التظاهر، والاعتقال. وبوجه افخوان أصابع الاتهام للأجهزة الأمنية والجيش بأعمال العنف التي تجتاح مصر”.

وحول الشارع المصري، يوضح زارع: “القوى السياسية كافة بأضعف حالاتها، ليس لها أي تأثير على الشارع. والقوى الليبرالية ليست خياراً مطروحاً، أنها غائباً عن المشهد وتأثيرها ضعيف جداً. من جهة أخرى، يضيف زارع، بدأ الشارع يتصرف ويبتعد عن الإخوان المسلمين، أحلام الناس بالتغيير اختفت، ولم يتحقق شيئاً، فانصرف الناس عن المشهد السياسي ولم يبق ضمن الإطار، إلا دولة مؤلفة من أمن، عسكر، قضاء وإعلام في مواجهة جماعة منظمة لديها معلومات تفصيلية عن الدولة ولديهم أعداد كبيرة تتأثر بها، كما أن بعض قوى السلطة تؤيدهم. ويبقى النزاع والصراع بين الدولة وتنظيم الإخوان المسلمين، في حين تسعى تيارات إسلامية أخرى إلى تسوية مع السلطة كما فعل السلفيون“.

ولا يعوّل زارع على مجلس الشعب الحالي أو القادم ويقول، قد يسعى السيسي لإجراء انتخابات تشريعية، لكن من يتنافس؟ إنهم رجال المال وقيادات الحزب الوطني وقيادات أمنية، وإذا حصلت انتخابات فإن مجلس الشعب لن يكون معارضاً لسياسة السيسي. إذ سينجح أزلام السلطة. ويصف زارع الوضع العام أنه وصلنا إلى مرحلة الأزمة، ويتساءل أليس من حل عاقل؟ يوقف الخسائر ويوقف الصراع الجنوب بالأهداف. ويرى أن الحل “لا يكون نابعاً إلا من الدولة من جهة ومن الإخوان المسلمين من جهة أخرى، وأن من يحاول أن يتدخل ثانية يتعرض للتشويه من قبل الطرفين”.

السابق
الغرب أنهى تقسيمه الجديد للمنطقة
التالي
سليمان: أقبل بإعادة ترشحي للرئاسة كمرشح توافقي فقط