«المستقبل» لن يسكت

توقّعت مصادر مراقبة عبر “الجمهورية” أن لا يمرّ بيان رعد مرور الكرام على جبهة “المستقبل” وسط معلومات عن ردّ قريب سيصدر عنه في الساعات المقبلة يدحض “ادّعاءات” رعد و”اتّهاماته”.

ووصفَت مصادر بارزة في “التيار” عبر “الجمهورية” بيانَ رعد بأنّه “ردّ لطرَف مأزوم، وصدى للصراخ الممانع الذي يمتدّ مِن كلام نصر الله إلى كلام خامنئي”. وقالت: “واضحٌ أنّ هذا البيان يُعبّر عن ضيق صدر “حزب الله” وحَراجة موقفه، عِلماً أنّه الوحيد الذي يغرّد خارج السرب العربي”. وأكّدَت: “أنّ كلّ كلام عن المملكة العربية السعودية هو كلام مردود، فالمملكة لا تحتاج إلى شهادة “حزب الله”، ومِن الطبيعي أن يتفهّم رعد مواقف الحريري في مكان ما، فمواقفُه هي مواقف واضحة ومشرّفة تأتي ضمن السياق الطبيعي لأيّ زعيم عربي، سواءٌ مواقفُه ممّا يجري في اليمن أو مواقفه الداخلية التي هي صمّام أمان للبنان”. وأضافت: “إنّ بيان رعد يدلّ على أنّ بيانَ الرئيس الحريري أصابَ «حزب الله» في الصميم، بحيث لم يستطِع إلّا أن يصدرَ هذا الردّ المأزوم الذي هو تتِمّة لمواقفِه المأزومة والمرتبِكة التي أطلَّ بها نصر الله في كلمته الأخيرة ومقابلته التلفزيونية”.

ولم يستغرب وزير العدل أشرف ريفي عبر “المستقبل” ما ورد في بيان رعد “إلا من زاوية أنها تدين الحزب نفسه الذي دعم نظام السفّاح بشار الأسد”:

–          أوضج أنّ “من يتكلم عن إدانة “مصادرة” إرادة الشعب اليمني “وفرض” وكيل حاكم عليه، إنما دان نفسه في ما ارتكبه بسوريا دعماً لحاكمها الذي دمّر مدنها وقراها على أهلها. ومن يعتبر إدانة السعودية التزاماً وطنياً وأخلاقياً ودستورياً وإنسانياً، وهي التي تدافع عن وحدة اليمن والشرعية المنتخبة برعاية الأمم المتحدة، هو غارق حتى أذنيه في سوريا في أسوأ مجزرة انسانية ترتكب بحق شعب طالب بالحرية والكرامة”.

–          تابع: “محق “حزب الله” في بيانه، فالفطن هو من يتعلم من التجارب ولا يكرر الأخطاء ذاتها ولا يحوّل شعبه إلى وقود لأحلام امبراطورية تنام وتفيق على هاجس تفكيك الكيانات العربية والسيطرة على العواصم. وهو محق أيضاً في اعتبار أن “المستقبل” و”حزب الله” متباينان بشكل منهجي واستراتيجي، فالمستقبل يفتّش عن المستقبل أما أنتم فتتراجعون إلى الماضي من دون أن تقرأوا دروس التاريخ”.

–          توجه إلى “حزب الله”، بالقول: “لا بد قبل فوات الأوان أن تتعظوا مما فعله نابليون مع الضابط البروسي الذي ساعده على احتلال بلده. إنها عبرة تستحق التأمل” في إشارة إلى رفض نابليون بونابارت مصافحة هذا الضابط بعد دخوله بروسيا لأنه يربأ بنفسه أن يصافح شخصاً خائناً لوطنه.

–          لفت إلى أنّ “حزب الله” أضاف إلى “سجله الاسود في التبعية لايران ميزة جديدة لم تكن لتبدو جلية لولا عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية لانقاذ اليمن من الوقوع في سيطرة الاوهام الامبراطورية للفرس”.

–          أشار إلى أنّ “من شاهد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إطلالتيه “اليمنيّتين”، عاد به التاريخ إلى عهد الصبا حيث شرح الأمين العام العلاقة العضوية بين الأصل والفرع، وهي علاقة لم تتغيّر يوماً إلا لتؤكد أن “حزب الله” يلعب دور الأداة المطيعة لإيران التي تدير معارك نفوذها في العالم العربي بواسطة الحزب وأشقائه الحوثيين والنظام السوري والغلبة المذهبية في العراق”.

–          شدد على أنه “من هنا كان هجوم الحزب على المملكة العربية السعودية لأنها قادت عملية حفظ سيادة اليمن وشرعيته، في وجه أشقاء “حزب الله” اليمنيين الذين غرّتهم تجربة تكرار 7 أيار في صنعاء وعدن”.

كتب حسين شبكشي في “الشرق الأوسط”: كفى يا لبنان!

الموجة العدائية المتزايدة بحق المملكة العربية السعودية من «أبواق» الإعلام الإيراني في لبنان، بلغت حدا خطيرا وغير مسبوق من الأسلوب الدنيء واستخدام الألفاظ الخارجة عن اللياقة والمهنية والأدب. ويتصدر مشهد مهاجمة السعودية في الإعلام اللبناني اليوم زعيم تنظيم «حزب الله» الإرهابي حسن نصر الله مع عدد من «الصبيان» يقومون بالدور القبيح المطلوب حتى لا يبقى هو في المشهد وحيدا. بعد سويعات من انطلاق «عاصفة الحزم» ظهر حسن نصر الله في خطاب قلقا ومتوترا وخائفا ومتلعثما وكال من الاتهامات والسباب والشتائم للسعودية، وبعدها بأيام قليلة جدا ظهر في مقابلة مع محطة تلفزيونية تتبع نظام حليفه بشار الأسد، وقام ببث المقابلة بشكل مفاجئ تلفزيون لبنان الرسمي، وكرر حسن نصر الله نفس الأسلوب ووجه فيه نفس العبارات البذيئة بحق السعودية. الوضع في المرة الثانية يختلف جذريا؛ ففي المرة الأولى خرج على محطته التلفزيونية الخاصة وهي أشبه بدائرة تلفزيونية يتابعها أنصاره الموتورون وذلك لزوم الشحن المعنوي والشعبوي المطلوب للتنظيمات الإرهابية، ولكن أن يكون البث في التلفزيون الرسمي للدولة ومستضافا فيه رئيس الحزب الذي يشكل الثقل البرلماني الأهم، فلا يمكن لأي عاقل إلا أن يعتبر ما حدث في لبنان ومن لبنان رسالة سياسية عدائية واضحة بحق السعودية، خصوصا في ظل الصمت الرسمي، وهذه طبعا ليست المرة الأولى التي يتلفظ فيها تيار «حزب الله» وأعوانه بحق السعوديين ويكرسون النهج العدائي بحقها. وبات من الضروري أن يوضع حد لهذه المهاترات الصبيانية.. ما صدر من لبنان في هذه الحالة من إساءة بحق السعودية يفوق ما حصل من قبل السويد بكل تأكيد، وهي الدولة العظيمة التي أدركت خطأها وبكل «أكابرية» اعتذرت دبلوماسيا، وأعتقد أن السعودية يجب أن تتخذ معه نفس الخط لأن التجاوزات أصبحت لا تقبل. لبنان الجميل ولى برموزه الجميلة، غاب لبنان فيروز وفؤاد شهاب وصرنا في زمن لبنان آخر ليس فيه إلا حسن نصر الله. قال لي صديق لبناني: «الله أخذ منا رفيق الحريري حتى نعرف قيمته ونترحم عليه وبقى لنا حسن نصر الله حتى نشوف حجم مصيبته وندعي عليه».

السابق
رعد يرد على الحريري: الفَطِن هو من يتعلّم من التجارب السابقة
التالي
العسيري يحدّد لوسائل الإعلام ضيوفها ملوّحاً بوقف التمويل