رعد يرد على الحريري: الفَطِن هو من يتعلّم من التجارب السابقة

محمد رعد

رَدَّ “حزب الله” أمس بعنف على الحريري، وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في بيان له: “إنّ الحِرص مشتركٌ على مواصلة الحوار الذي باشرناه وسنكمل فيه معاً، ليس المراد إسقاط القناعات المتفاوتة، بل التوَصّل عبرَها مع الإمكان إلى التقاء حول قاسم مشترك ننطلق منه معاً لنحقّقَ مصلحةً وطنية أو لندفع خطراً عن لبنان واللبنانيين”:

–          أضاف: “نتفهّم حَراجة وضعِ الشيخ سعد وضِيقَ صدره في هذه اللحظة الزمنية، خصوصاً إزاء كلّ ما ننتقد به زعَماء السعودية وسياساتهم الخَرقاء وعدوانهم الفاشل على اليمن وشعبه، لكنّ الصمتّ عمّا يرتكبه هؤلاء في اليمن هو صمتٌ لا يرتضيه إلّا العبيد أو الجَهلة أو الجبَناء”.

–          شَدّد على أنّ “إدانة تدَخّل السعودية في اليمن وعدوانها العسكري ضد أرضه وجيشه وإنسانه هي التزام وطني ودستوري وإنساني وأخلاقي”.

–          اعتبَر أنّ “الفَطِن هو من يتعلّم من التجارب السابقة، وليس من يكرّر الأخطاء نفسَها وكأنّه يتصرّف خارج التاريخ والجغرافيا”.

–          قال: “السعودية بالنسبة إلينا شقيق مرتكِب ومغرور، لا يمكن أن يغطّي جناياته لا بتحالفات إقليمية ودولية، ولا بهَدر مزيد من أموال وثروات شعبه والأمّة، ويحتاج فعلاً إلى مَن يقول في وجهه كلمة الحق مِن دون مجاملة أو نِفاق”.

–          رفضَ “قياسَ ما جرى في لبنان على ما يجري في اليمن”.

–          أشار إلى “أنّه خطأ فادِح وإمعانٌ في سوء التقدير والمكابَرة”.

–          أكّد حِرص إيران الدائم “على دعم استقرار لبنان وأمنه الوطني والعيش المشترك فيه”.

–          لفت إلى أنّها “لم تسمح لنفسِها أن تقرّر شيئاً عن اللبنانيين، لا في مجال مقاومتهم لإسرائيل ولا في مجال إدارة الشأن الداخلي لبلادهم”.

–          اعتبر أنّ “الطعن المشبوه بدور إيران هو افتراء مَحض يصبّ في خدمة أعداء لبنان، وقد يكون توظيفاً تافهاً وارتزاقاً رخيصاً يحترفه البعض المعروف في لبنان، في سياق التمَلّق أو عرض الخدمات للدوَل المعادية أو التي تنظر بقلقٍ جرّاء تنامي حضور إيران ودورها الإيجابي مع لبنان واللبنانيين ولحساب المصلحة الوطنية”.

–          دعا “الحريري وفريقَه والمتعاونين معه” إلى “وقفة ضمير ومراجعة موضوعية لسياساتهم المعتمَدة، خصوصاً في هذه اللحظة التي يظهر فيها الأفق المسدود لما سُمّي “عاصفة الحزم” السعودية، وأن يلتفتوا إلى أهمّية عدم تخريب لبنان وإثارة النعرات المذهبية والتحريض لمصلحة المعتدين”.

كتب شارل جبور في “الجمهورية”: “حزب الله”… يخسر بُعدَه الوطني

المواجهةُ غير المسبوقة التي فتحها «حزب الله» مع السعودية بعد «عاصفة الحزم» دلّت على مسألةٍ مهمّةٍ جداً وهي أنه يخوض هذه المواجهة من مربّعه المذهبي من دون أن يلقى دعماً من حلفائه الوازنين على المستوى المسيحي والسنّي والدرزي. ليس تفصيلاً أنّ «حزب الله» الذي كان يتكّئ على حلفائه لخوضِ مواجهات سياسية مع تيار «المستقبل» والسعودية تجنّباً لحساسياتٍ مَذهبية، أصبح مُضطراً الى خوضِ هذه المواجهات بنفسه، بعد أن نأى هؤلاء الحلفاء بأنفسهم عن معاركه السياسية، فبدا يُصارع وحيداً من دون أيّ غطاءٍ وطني أو امتدادٍ عابر للطوائف.. «حزب الله» خسر منذ دخوله في القتال السوري كلَّ الغطاء السنّي، وحمّل حليفَه المسيحي ما لا قدرة له على تحمّله، ووصل اليوم في مواجهته مع السعودية من دون أيّ غطاءٍ وطني، محوِّلاً بنفسه الصراع إلى سنّي-شيعي، وما لم يخسره في قتاله مع سوريا خسره في مواجهته مع السعودية. وفي المحصّلة، خروج «حزب الله» من لبنان أفقده مظلّتَه الوطنية والعربية، واستطراداً ما نجح في مراكمته طوال عقدين من الزمن تقريباً، فهو عشية الحرب السورية نجحَ بتشكيل حكومة نوعاً ما متوازنة لولا التمثيل السنّي والذي بالمناسبة كان يستند إلى قاعدة لا بأس بها وكانت بحدود 25٪، فيما اليوم لا يستطيع إقناع أيّ مكوّن حليف له، أكان سنّياً أو درزياً أو مسيحياً بتشكيل حكومة معه ضدّ الآخرين، وبالتالي وما تقدّم بات يشكل مقدّماتٍ جدّية لتسوية لبنانية لا بدّ آتية.

كتب وليد شقير في “الحياة”: رجع الصدى بين نصرالله وخامنئي

هل سيكرر الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه المقبل، القول إن «إيران لا تملي ولا تقرر ولا تتدخل ولا تهيمن» في سورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين… بعد تصريح المرشد الإيراني السيد علي خامنئي أمس، الذي قال فيه إن السعودية «ستتلقى ضربة في اليمن وتُهزم فيه»؟ هل سيكرر القول إن «إيران لم تأمرنا بأمر ولم تطلب منا أي طلب»؟ لم يكن الأمر بحاجة إلى دليل التطابق في الأوصاف التي أطلقها نصرالله على عملية «عاصفة الحزم» التي قادتها الرياض ضد الانفلاش الحوثي الإيراني، مع ما قاله خامنئي للتأكد من أنه أمر عمليات صدر من طهران للتعاطي الإعلامي الشديد الحدة مع قرار المواجهة السعودي- العربي ضد هذا الانفلاش. فهجوم نصرالله، مع جوقة الإعلام التابعة للنفوذ الإيراني، بما فيه إعلام الحوثيين وحلفائهم، شكل «الفرقة السباقة» التي مهدت لترداد خامنئي ما سبق أن طلب من القوى التابعة له أن تطلقه، بعد المفاجأة التي أحدثتها الحملة العسكرية السعودية العربية بتأييد من باكستان وتركيا، رداً على احتلال الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، العاصمة الموقتة عدن، وتهديدهم الرئيس عبد ربه منصور هادي. ومع أن التناقض صارخ في ما قاله نصرالله في خطابه غداة «عاصفة الحزم»، حين أقر بأن لإيران «احترامها وتأثيرها» في الدول المذكورة، وأنها تملأ الفراغ الذي تركه «العرب»، ثم تبرأ من التأثر بما تطلبه طهران منه، فإن استنساخ خامنئي أمس لتصريحات نصرالله هو رجع الصدى لأمر العمليات الذي أطلقه الجانب الإيراني في الرد على سعي الرياض والعواصم العربية الأخرى التي شاركتها الحملة إلى استعادة التوازن في المنطقة، مقابل تمكن طهران عبر «تصدير الثورة» من التقدم في نفوذها الإقليمي..

السابق
شظايا التأزّم الأقليمي تنتقل لبنان: مستقبل الحوار في خطر
التالي
«المستقبل» لن يسكت