الحريري في ذكرى والده «الشهيد»: لن نعترف بأي حق يتقدم على حق الدولة

قال سعد الحريري أمام الحضور الرسمي والشعبي بمناسبة ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري "لن نعترف لحزب الله باي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب وتجعل من لبنان ساحة امنية وعسكرية يسخرون من خلالها امكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية".

في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري رفض نجله ورئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري الاعتراف “بأي حق يتقدم على حق الدولة بقررات الحرب والسلم”، داعيا حزب الله الى “التوقف عن سياسات التفرد والانسحاب من سوريا”.

وقال الحريري في خطاب قوي اللهجة ألقاه من بيروت التي وصلها منتصف ليل الجمعة – السبت وتحديدا من البيال حيث تم احياء ذكرى اغتيال والده ” الحوار مع حزب الله ليس ترفا سياسيا او خطوة لتجاوز نقاط الخلاف، بل حاجة اسلامية لاستيعاب الاحتقان الاسلامي وضرورة وطنية لحل مسألة الفراغ”.

وأوضح الحريري في هذا الاطار أن نزاعاته مع حزب الله مستمرة في عدة مواضيع أولها “المحكمة الدولية وتسليم المتهمين بالاغتيال، والمشاركة بالحرب السورية، مرورا بملف حصرية السلاح بيد الدولة، وصولا الى الاعلان الاخير عن ضم لبنان لجبهات عسكرية في سوريا وفلسطين وايران”.

عليه، لفت الى أن “لبنان ليس بأي محور ، وغالبية الشعب اللبناني تقول لا للمحور الايراني – السوري”، مشددا على ان البلد “ليس ورقة لاحد والشعب اللبناني ليس سلعة”.

وقال الحريري أمام الحضور الرسمي والشعبي “لن نعترف لحزب الله باي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب وتجعل من لبنان ساحة امنية وعسكرية يسخرون من خلالها امكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية”.

وأضاف بنبرة عاليا وسط تصفيق المؤيدين “لن نعترف لحزب الله باي حقوق تجعل من لبنان ساحة لانقاذ النظام السوري وحماية المصالح الايرانية”.

وأكد أن حواره مع حزب الله هو “لربط النزاع ودعوة صريحة لمنع انفجاره”، مضيفا “المهم عدم الانجرار وراء الغرائز المذهبية وعدم تحكيم الشارع في الخلافات السياسية”.

وأكمل الحريري توضيحه المتعلق بموضوع الحوار قائلا ان “القواعد التي يرتكز عليها الحوار، لا تعني أننا سنتوقف عن السؤال أين هي مصلحة لبنان في احتقار جامعة الدول العربية ونفيها من الوجود، واختزال العرب بنظام بشار الأسد ومجموعة ميليشيات وتنظيمات وقبائل مسلحة تعيش على الدعم الإيراني لتقوم مقام الدول في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟

وسأل “أين هي المصلحة في أن يذهب شباب لبنان للقتال في سوريا أو للقتال في العراق؟ وبالتدخل في شؤون البحرين (…) ، معتبرا أن “مصلحة لبنان من كل ذلك معدومة وغير موجودة”.

وأضاف “القول بعدم جدوى الدعوات التي توجّه إلى الحزب للانسحاب من سوريا، لأن الأوامر في هذا الشأن تصدر من القيادة الإيرانية، فهو سبب موجب وإضافي للمطالبة بالانسحاب والتوقف عن سياسات التفرد”.

وعن الاحتقان السني الشيعي، قال الحريري أن ذلك يمكن ربطه “بأربعة اسباب أولها رفض حزب الله تسليم المتهمين بجريمة الحريري ومشاركة الحزب في الحرب السورية، وتوزيع السلاح تحت تسمية سرايا المقاومة، وشعور باقي اللبنانيين ان هناك فئات لا ينطبق عليهم لا دولة ولا قانون”.

وتوجه رئيس “المستقبل” الى حزب الله بالقول أن “تكليف طائفة او حزب بمهمات عسكرية هو تكليف بتسليم لبنان الى الفوضى المسلحة”، داعيا الجميع وخصوصا الحزب “لوضع استراتيجية كفيلة بتوحيد اللبنانيين بمواجهة التطرف”.

وقال:”ربط الجولان بالجنوب هو جنون ايضا وسبب اضافي لنقول لحزب الله انسحب من سوريا ويكفي استدراج للحرائق”.

وعن رئاسة الجمهورية رأى أن “أسوء ما في الامر ان تعطيل الاتفاق على الرئاسة يكرس مفهوما خاطئا ان البلد يمكنه ان يعالج اموره برئيس او من دون رئيس”.

ولفت الى ان “وجود 24 وزيرا لا يعوض غياب رأس الدولة”، مردفا “مجلس الوزراء يقوم مقام الرئيس في الحالات الاستثنائة فقط والشغور الراهن لا ينشأ عن ظرف استثنائي بل مستمر بسبب عناد سياسي او صراع على السلطة”.

وإذ طالب “بترجمة الاجماع الوطني ضد الارهاب وحول الجيش بتقديم المصلحة الوطنية”، أكد الحريري الوقوف “وراء الجيش والقوى الامنية قولا وفعلا”.

وقال “دعمنا للجيش والقوى الامنية غير مشروط وبلا حدود وهذا هو موقفنا في طرابلس وعكار وعرسال وصيدا موقف حاسم يحمي اهلنا ولا يسقط بالمزايدات المذهبية”.

وشدد على وجوب مواجهة التطرف. وقال في هذا السياق “أنا لست بمعتدل بل متطرف”.

وتابع “انا متطرف للدولة والدستور والمؤسسات والشرعية والجيش وقوى الامن، انا متطرف للنمو الاقتصادي وفرص العمل والحياة الكريمة والعيش الواحد والمناصفة لبناء الدولة المدنية التي تحكم بالقانون”.

وأردف أمام حشد من رجال الدين ” اختلاف الفقه والدين والتفسير لا يجب أن ينسحب على الدولة زالحياة العامة

واكد “هذا كلام موجه للجميع للمسلمين والمسيحيين، حرية المعتقد مضمونة، بالدستور لكل فرد، في بيته وفي الجامع وفي الكنيسة، أما الدولة فهي مكان التقاء الجميع من دون تفرقة ولا تمييز”.

وخلص الى القول “نحن على ثقة بان المحكمة ستأتي بالحكم العادل وان دماء شهداء 14 آذار لن تضيع بمسار التسويات”.

يذكر ان نواب ووزراء من التيار الوطني الحر كانوا من بين الحضور في قاعة البيال للمناسبة، من بينهم وزير الخارجية جبران باسيل والتربية الياس أبو صعب.

السابق
‘بان كي مو’ في ذكرى الحريري: لا إفلات من العقاب
التالي
سقوط نحو 100 قتيل في أسبوع من المعارك جنوب سوريا