خطة البقاع.. لا تبدّد المخاوف

كتبت “السفير” تقول: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والستين بعد المئتين على التوالي.
لبنان الذي تحت رحمة عاصفة “يوهان” المتوقع انحسارها في الساعات المقبلة، ينتظر عاصفة رئاسية مؤجّلة لعلها تخرج الحكومة من إدارتها المأزومة، التي تنذر بأيام حكومية صعبة.

في الأمن، كان البقاع الشمالي، أمس، على موعد مؤجل مع خطة أمنية يؤمل ألا تكون موسمية كسابقاتها وألا تقتصر على توقيفات من هنا وهناك، بل أن تواكبها الدولة بكل إداراتها ومؤسساتها، بالحد الأدنى من الإنماء الذي يحميها، خصوصاً أن التحديات التي تواجه البقاع من داخله، كما عبر الحدود الشرقية، يمكن أن تكبر في ظل الأزمة السورية المحتدمة، وما يفيض من نزوح، بوابته الأولى البقاع الذي يستضيف النسبة الأكبر منهم في لبنان (نحو 36 في المئة من مجموع النازحين).

وقد باشرت قوة مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام (ألفا ضابط وعنصر) تنفيذ إجراءات وعمليات دهم منذ فجر أمس، وتمكنت من إلقاء القبض على عشرة مطلوبين وضبط 18 سيارة مسروقة، بحسب بيان قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه.

وإذا كانت الخطة الأمنية للبقاع هي مطلب أهل المنطقة قبل غيرهم، الا ان السؤال الذي يرافقها دوماً: ماذا بعد وهل سيستمر التعامل مع هذه المنطقة بوصفها خارجة على القانون، فتصبح أسيرة دولة مقصّرة تاريخياً من جهة وبضعة لصوص وتجار مخدرات لكل منهم محميته ومرجعيته وراعيه الأمني الرسمي والسياسي من جهة ثانية؟

واذا كانت الخطة الامنية ملحة، فإن ثمة حاجة لإيجاد حل جذري وسريع لمسألة المذكرات والاستنابات القضائية التي تطال ما يزيد عن 38 الف شخص، بينهم عشرات المشتبه فيهم في قضايا وجرائم خطيرة، فيما غالبيتهم العظمى مطلوبون بمخالفات كهرباء وسير وقضايا غير جرمية.

وبالتزامن مع خطة البقاع، توافرت معلومات للأجهزة الأمنية والعسكرية عن استعدادات تقوم بها مجموعات تنتمي الى “كتائب عبدالله عزام” للقيام بعمليات تفجير وإطلاق صواريخ في احدى المدن اللبنانية ومحيطها، وأيضاً على اوتوستراد رئيسي يصل إحدى المناطق اللبنانية بالعاصمة بيروت، وقد استوجب ذلك، بحسب مصدر أمني واسع الاطلاع، اتخاذ إجراءات بينها إبلاغ عدد من الشخصيات السياسية وغير السياسية بضرورة الحد من حركتها واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

وأشارت المعلومات الى أن المدعو (ف. ح. ش.) سوري الجنسية، مواليد العام 1979 قام بتفخيخ ثلاث سيارات، الأولى نوع “كيا” فضية تحمل لوحة رقمها 272624، والثانية “نيسان مكسيما” كحلية تحمل لوحة رقمها 116227- ب، والثالثة “ب ام ف – اكس فايف”.

ولم ينف المصدر أو يؤكد معلومات أمنية عن سيارة “جيب هيونداي” ذهبية اللون تمّ تفخيخها في إحدى بلدات البقاع الشمالي بقصد تنفيذ عمل ارهابي، إلا أنه أشار الى تكثيف الإجراءات والتدابير الأمنية الاحترازية التي مكّنت الجيش، أمس، من إحباط عملية إرهابية ضده في جرود عرسال بعد العثور على عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الارهابية في طريق تسلكها دورياته في محلة راس السرج، وتبين أن زنتها 25 كيلوغراماً من المواد المتفجرة. ورجح المصدر الامني وجود عبوات مماثلة زرعتها المجموعات الإرهابية في تلك المنطقة ويجري البحث عنها وعن انتحاريين معظمهم من جنسيات غير لبنانية.

السابق
خطة في البقاع وهزّة في مجلس الوزراء
التالي
«داعش» يعلن القبض على «جاسوس»