هل بدأت ايران بتنفيذ تهديداتها ضدّ السعوديّة في اليمن والبحرين؟

قبل أسبوع طالعنا تصريح لرئيس جمهورية ايران الشيخ روحاني يتوعّد به السعودية والكويت ويقول إن ايران لن تبقى تتألّم لوحدها اذا بقيت اسعار النفط على انخفاضها. فهل بدأت ايران بتنفيذ وعيدها عبر الحوثيين في اليمن الذين طوقوا القصر الجمهوري مهددين باسقاط الحكم والاطاحة بالرئيس؟

قال مصدر بوزارة الداخلية اليمنية، الاثنين، إن القصر الرئاسي ما زال تحت سيطرة قوات الحكومة، في الوقت الذي يطوقه مقاتلو الحوثي من على قمم الجبال المحيطة بالقصر . كما شهد أيضاً هجوماً استهدف رئيس الحكومة، خالد بحاح، الذي تم على الفور نقله الى مكان آمن.

وقبل الإعلان عن وقف لإطلاق النار، تضاربت الأنباء حول سيطرة جماعة “الحوثي” على التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء الرسمية، بحسب ما أكدت وزيرة الإعلام اليمني، إلا أن القيادي بجماعة الحوثي، علي الشامي، نفى سيطرة جماعته على أي من وسائل الإعلام الرسمية حتى الان.

ياتي هذا التطور الخطير في اليمن في ظل توتّر عام بين ايران ودول الخليج العربي وخاصة السعودية وذلك على خلفية هبوط أسعار النفط الذي تتحمل مسؤوليته المملكة حسبما ألمحت طهران أكثر من مرة.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد صرح الاسبوع الفائت إن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالمية ستندم على قرارها محذرا من أن السعودية والكويت ستعانيان مثل إيران بفعل هبوط السعر.

وأوضح الرئيس الإيراني: “إذا عانت إيران جراء انخفاض أسعار النفط فاعلموا أن دولا أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر من إيران”.

واذا كانت اليمن هي خاصرة السعودية الجنوبية جغرافيا مهددة بالسقوط نهائيا في أيدي الشيعة  الحوثيين المدعومين مالا وسلاحا من ايران ، فان طهران أيضا بدأت بالتشديد والضغط  على البحرين الخاصرة الشرقية للمملكة الوهابية، اثر تصعيد خطير في المجابهة بين السلطات والمعارضة الشيعية، واعتقال رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان وتوجيه اتهام له بمجاولة قلب نظام الحكم.

انتقدت الخارجية الإيرانية أمس أيضا تصريحات وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة الأخيرة بشأن موقف إيران من “الحراك الشعبي البحريني وقمع سلطات آل خليفة له” مؤكدا أن تلك التصريحات “تمثل في الحقيقة إسقاطا لجأ إليه المسؤول البحريني للهروب من التهم الموجهة للمنامة نتيجة ممارساتها الظالمة تجاه شعبها”.

وفي اشارة الى السعودية، قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية أرنا اليوم إن “الدول الحليفة لآل خليفة تعترف بالدور الذي لعبته المنامة في إيجاد وتقوية ودعم تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة”.

وكانت الخارجية الإيرانية استدعت الخميس الماضي القائم بالأعمال البحريني في طهران وسلمته رسالة احتجاج شديدة على التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية آل خليفة تجاه إيران.

وقد رفع من منسوب التهديد ضدّ البحرين ما قاله السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله  من إن “في البحرين استيطانا واجتياحا وتجنيسا”.

وتابع حليف إيران القوي في لبنان أنه “سيأتي يوم ويسكن البحرين شعب آخر، كما يعمل الصهاينة في فلسطين..”، مؤكدا أن “استمرار اعتقال الشيخ علي سلمان  أمين عام جمعية الوفاق المعارضة في البحرين هو أمر خطير وفي غير محله”، ملمحا ان البحرين غير منيعة ويمكن تهريب السلاح اليها.

خاصرتا السعودية في خطر، وايران تتألّم من وقع انخفاض اسعار النفط 50 بالمئة عما كانت عليه قبل أشهر، والرياض متهمة من قبل طهران انها وراء سياسة خفض الاسعار القاتل هذا، فهل سيستمر عضّ الأصابع خارج حدود البلدين المتقابلين من على ضفّة الخليج الفارسي، أم ان المرحلة الأخيرة من هذا الصراع ستتحوّل الى مجابهة مباشرة “عربيه فارسية” أو “سنية شيعية” حسب المصطلح الطائفي المشهور في ايامنا؟

 

السابق
الزواج المدنيّ في كلام الوزير اللبنانيّ
التالي
فيديو مقتل ستة ايرانيين بالغارة الاسرائيلية على القنيطرة