ارجوك يا حزب الله … ردّ

حزب الله
ننتظر من حزب الله ان يرد على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مقاتليه في سوريا. نتوقع من حزب الله ان يرد ويجب عليه الرد. لا نريد لصورة الحزب ان تتغير فهو لا يزال مقاومة كما يقول.

جاءت الغارة الإسرائيلية الغادرة على الموكب القيادي لحزب الله في منطقة القنيطرة جنوب سوريا لتشكّل اعلى مستوى من التحدي المخلوط بالكثير من العنجهية والاستعلاء الإسرائيلي، حتى انني استطيع ان اؤكد بان الخسارة هنا لم تقتصر على عدد شهداء الحزب الذين قضو بالعملية، حتى وان كانوا من النخبة.
لم تستهدف الغارة بابعادها وتوقيتها من هم داخل السيارات، وانما جاءت، كردّ مباشر على ماورد بمقابلة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله على قناة الميادين من استعراض لقوة الحزب وجهوزيته، وما كشف عنه من امتلاكه لعناصر جديدة أضيفت الى ترسانته الصاروخية وعلى رأسها الصاروخ الإيراني فاتح 110.
صحيح ان قرار إشعال جبهة الجنوب او الجولان هو اعلان عن قرار كبير وكبير جدا يترتب عليه ما يترتب من خسائر جسيمة قد تكون اعلى من قدراتنا للتحمل. كما يحتاج الى الكثير من التأني والدراسة خصوصاً عندما يكون مضبوطا على التوقيت الإسرائيلي، وصحيح أيضا اننا نحن الجنوبيون سنكون رأس حربة في هذه الحرب وان أبواب جهنم ستُفتح فوق رؤسنا وهذا ما لا نتمناه ولا نرجوه بل ان اكثرنا يخشى منه ونتوجسه في ردة فعلنا الأولية.
الا انه يكمن في اعماقنا أيضا جبال من المخاوف لعلها اثقل بكثير من تبعات خسائر حرب مفترضة ونعيها جيدا، وبين الخوفين اجدني مضطرا ان أُطالب وبإصرار قيادة الحزب ان تقوم بالرد الموعود.
ردّ يا حزب الله، لأننا لا نريد ان نصدّق ان إسرائيل لا تزال هي القوة الأقوى في المنطقة وتتفرعن علينا من دون ان تجد من يردّها.
ردّ يا حزب الله، لأننا لا نريد ان نصدق ان الأولوية عندك الان هي الدفاع عن نظام بشار الأسد ولو على حساب الصراع مع العدو الأصلي الذي يتحداك.
ردّ يا حزب الله، لأننا لا نريد لك ان تصبح في مصاف الأنظمة العربية التي تشبعنا شعارات وتشنّف اذاننا منذ عقود عن مليارات تصرف للمجهود الحربي وخدمة الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم يأتي الزمان والمكان المناسبين له حتى اللحظة.
ردّ يا حزب الله، لأننا لا نريد ان نصدق ان قرارك بالحرب مع عدونا انما يؤخذ فقط على ضوء المصالح الإيرانية، وبان المفاوضات الجارية بين ايران والغرب يمكن لها ان تؤثّر على دورك المقاوم.
ردّ يا حزب الله، لأننا لا نريد لصورة السيد حسن المقاوم ان تنتهي من مخيلتنا، ونحتاج الى استرجاعها وتحسين ما أصابها من ضرر بسبب تدخلك بالحرب السورية.
ردّ يا حزب الله، لأننا نحتاج ان نعتقد ان الإسرائيلي لا زال اوهن من بيت العنكبوت وان ازالته من الوجود لا زال امر ممكن.
ردّ يا حزب الله، لأننا نحتاج ان نصدق انه ولى الزمن الذي نقتل فيه وحدنا. ردّ يا حزب الله، لأننا لم نعد نطيق فكرة ان الدم العربي هو ناخب اول في اللعبة السياسية عن مسؤولي العدو
ردّ يا حزب الله، لانك وعدتنا.

السابق
هل ستحاكم ملكة جمال اسرائيل لانها تصورت مع ملكة جمال لبنان؟
التالي
رعد: عدم الحوار سيبقي الفراغ الرئاسي