جولتا تفاوض في جنيف: تقييم وتسريع

على امتداد نهر الرون في وسط مدينة جنيف السويسرية، افتتح الإيرانيون والأميركيون أمس، جولة جديدة من المحادثات النووية ترأسها وزيرا خارجية البلدين محمد جواد ظريف وجون كيري، بجلستين منفصلتين، في إطار الجهود لكسر الجمود الذي تسبب في تفويت مهلتين سابقتين، وتسريع المفاوضات بهدف التوصل إلى حل شامل ونهائي للبرنامج النووي الإيراني.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري وظريف أجريا «محادثات جوهرية طيلة نحو خمس ساعات، وبحثا في عدد كبير من القضايا وساعدهما من كل جانب بعض أعضاء وفديهما».
وأعلن المسؤول نفسه في وقت لاحق أن كيري وظريف التقيا مرة أخرى مساء أمس. والتقطت مشاهد للوزيرين الأميركي والإيراني وهما يتحدثان خلال تنزههما بالقرب من النهر.
وإذ شهدت أروقة فندق «ماندران أورينتال» في جنيف الجولة الأولى والثانية التي لم تكن مقررة، تنتقل المفاوضات غداً إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يلتقي ظريف نظيره الفرنسي لوران فابيوس، بحسب ما أعلن مصدر ديبلوماسي فرنسي، من دون تأكيد التحاق كيري بهما، برغم موعد له مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اليوم ذاته.
وفي سياق التفاوض، قال ظريف للصحافيين إن المحادثات «مهمة»، مضيفاً «أعتقد أنها ستبرهن على استعداد الطرفين لتحقيق تقدم وتسريع العملية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق شامل بحلول المهلة النهائية الجديدة في الأول من تموز المقبل، قال ظريف «سنرى».
وأضاف «أعتقد أن العالم سيكون أكثر أماناً وأكثر حكمة بكثير إذا ما انخرطنا في حوار جاد ونقاش جاد بشأن خلافاتنا وحينها سنجد أن ما يجمعنا هو أكبر بكثير مما يفرقنا».
والجدير بالذكر أن المفاوضات السابقة تعثرت بسبب الخلاف حول العقوبات الدولية التي تدعو إيران إلى إنهائها كاملة، فيما تصرّ واشنطن على تعليق العقوبات بشكل مؤقت وتدريجي.
وحرص الجانبان على الإبقاء على تفاصيل خلافاتهما سرية، وعند سؤال ظريف عن المسائل الأكثر صعوبة التي لا تزال قائمة في المحادثات، لم يكشف عن تفاصيل. وقال للصحافيين الذين يرافقون كيري في سفره أثناء انتظاره لاستقباله في الفندق، إن «جميع المسائل صعبة حتى يتم حلها، وجميع المسائل سهلة إذا حللتها».
بدوره، أشار كيري إلى أن الهدف من محادثاته مع ظريف هو «إجراء تقييم» وإرشاد فريقيهما المفاوضين قبل المحادثات الجديدة التي ستجري بين إيران ومجموعة «5+1» في جنيف الأحد المقبل.
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، حول احتمال أن تفرض الولايات المتحدة حظراً جديداً على إيران، أن فرض أي حظر جديد هو بمثابة وقف المسيرة الراهنة للمفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1».
وقالت أفخم، في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أمس، «نعتقد بأن آلية الحظر أداة بالية ومهترئة، ولقد اتضحت للعالم عبثية وعدم فاعلية آلية الحظر والاستمرار في هذا المسار الخاطئ، كما أن الشعب الإيراني أثبت أنه يمكنه بما يتناسب مع أهدافه في مختلف الظروف تنظيم برامجه الاقتصادية والسياسية وآفاقه المستقبلية».
وشددت أفخم على أن «المفاوضات تقتصر على القضية النووية فقط»، مضيفة «سنعمل على اتخاذ قرارات جادة متى شعرنا أن مسار المفاوضات لا يتلاءم مع مطالبنا».
وأوضحت أن «وزارة الخارجية الإيرانية تقوم بتقييم كل مرحلة من مراحل المفاوضات ومسارها، وأينما شعرنا أن المسار لا يتلاءم مع مطالبنا ولا يمكن أن يوصلنا إلى اتفاق شامل وعادل، سنتخذ قرارات جديدة».

السابق
واشنطن نقلت 4 سجناء من غوانتانامو الى عمان وخامس الى استونيا
التالي
«إمارة افغانستان الإسلامية» تدين «أعمال شارلي ايبدو البذيئة»