لبنان يتوحَّد ضد الإرهاب وملامح حلّ للنفايات اليوم

حدثان سياسي وأمني. الأوّل في فرنسا، والثاني في لبنان. ففي وقتٍ شهدَت باريس تظاهرة مليونية لا سابقَ لها ستدخل التاريخَ الفرنسي كمحطة مفصلية في الدفاع عن الحرّية والتصدّي للإرهاب، وتحوَّلت إلى محطة كونية إنسانية دفاعاً عن حقّ الإنسان في التعبير، شهدَت مدينة طرابلس وتحديداً «جبل محسن» عملاً إرهابياً جدّد المخاوف من دخول لبنان مرحلة أمنية جديدة، إلّا أنّ وحدة الموقف السياسي التي تجَلّت في بيانات الإدانة والاستنكار مصحوبةً بالدعم المطلق للأجهزة الأمنية من أجل قطعِ الطريق على أيّ محاولة ترمي إلى هزّ الاستقرار، فضلاً عن توجّه الحكومة الصارم في كلّ ما يتّصل بالقضايا الأمنية، ولقاءات الحوار التي أحدُ أهمّ أسبابها تحصين العمل الحكومي والوضع الأمني، مدَّت الواقعَ اللبناني بجرعات من الاطمئنان والتفاؤل على مستقبل الوضع في لبنان.

في وقت شهدت فرنسا تظاهرة مليونية تاريخية ضد الارهاب، بمشاركة 50 من قادة العالم تقدَّمهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسط إجراءات أمنية مشددة، وفيما تستضيف واشنطن قمّة في 18 شباط المقبل للبحث في سبل «محاربة التطرف في العالم»حسبما اعلنَ وزير العدل الأميركي اريك هولدر، وعلى وقع تزايد الدعوات الدولية الى تعزيز التنسيق لمكافحته والتكاتف في مواجهته، وبعدما سجّل بند تخفيف حدة الاحتقان في الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» تقدّماً جدّياً، أبى الارهاب إلّا ان يُطلّ برأسه مجدداً ومن بوابة جبل محسن عبر تفجير انتحاري مزدوج تبنته «جبهة «النصرة» ونفّذه ابنا منطقة المنكوبين في طرابلس طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان بواسطة حزامين ناسفين كانا بحوزتهما بزِنة نحو 4 كلغ من مادة الـ TNT. وحصد اكثر من 35 جريحاً و11 قتيلاً شيّعوا أمس وسط اجراءات امنية مشددة.

وأوقف الجيش 3 أشخاص تربطهم علاقات بمنفّذي العملية الارهابية، في وقت شجبَ اهالي الانتحاريين الجريمة وأكدوا تضامنهم مع اهالي جبل محسن، وتواصَلت الإدانات لهذا العمل الارهابي.

إجتماع أمني

واستدعى هذا التطور الامني، وهو الأوّل في العام الجديد، استنفاراً حكومياً وأمنياً واسعاً. وترَأسَ رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة، اجتماعاً أمنياًَ حضرَه وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي ومدّعي عام التمييز القاضي سمير حمود وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وشاركَ في الاجتماع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان. وبعد الاجتماع قال سلام إنّ ما حصل يستلزم الإبقاء على أعلى درجات اليقظة والجهوزية من القوى المولَجة حماية الأمن.

وقالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» إنّ الإجتماع الإستثنائي فرضَته الظروف التي رافقت التفجير المزدوج والنتائج التي توصّلت اليها التحقيقات الجارية على أكثر من مستوى امني وقضائي واستخباري.

وهنّأ سلام القادة الأمنيين والأجهزة المختصة على الكشفِ سريعاً عن هوية منفّذي العملية وعلى التدابير الأمنية الإستثنائية التي اتّخذت وضبطت الوضع في المدينة وسَمحت بوصول وحدات الصليب الأحمر والإسعاف الى مكان التفجير ونقل المصابين بسرعة الى المستشفيات، وعبَّر عن ارتياحه الى ردّات فعل ابناء طرابلس الذين دانوا بصوت واحد الجريمة ومنفّذَيها اللذين تبرّأت منهما عائلتاهما، مبدياً أسفَه لأنهما كانا من ابناء المدينة نفسِها ويا ليتهما كانا من الغرَباء.

وأطلعَ المشنوق المجتمعين على مشاهداته الميدانية عندما تفقّدَ مكان الإنفجار، مؤكّداً تضامنَه مع اهالي الشهداء والمصابين. وتحدّث عن التدابير التي اتخذتها القوى العسكرية والأمنية في المدينة وأبدى ارتياحه الى حجم التنسيق القائم بينها.

ثم تحدّث ريفي عن انطباعات الطرابلسيين حيال الجريمة، وقال إنّها جريمة ضربَت كلّ بيت في طرابلس بعدما أسقطَت التفاهماتُ الأخيرة خطوط التماس بين اهالي المدينة، معتبراً انّها كانت خطوطاً مصطنعة. وأبلغ الجميعَ ببدء التحضيرات القضائية تمهيداً للطلب من مجلس الوزراء إحالة الجريمة الى المجلس العدلي.

وتحدّث قادة الأجهزة الأمنية فاستعرضَ قائد الجيش التدابير التي اتّخذت والتعليمات التي أعطِيت الى الوحدات العسكرية للتشدد في ما تنوي القيام به في المستقبل لمنع ايّ احتكاك او ايّ اعتداء على امن المدينة وسكّانها.

ولفتَ القاضي صقر الى انّ منفّذي الجريمة شملتهما الإستنابات القضائية الصادرة في حق عشرات ابناء المدينة لمشاركتهم في العمليات العسكرية التي جرت في طرابلس ومع القوى الأمنية والعسكرية.

وتبلّغَ المجتمعون انّ التحقيقات التي تجري بإشراف القاضي صقر تركّز على معرفة مَن ساعدَ الإنتحاريين تقنياً وعسكرياً ومَن وفّر انتقالهما من سوريا الى لبنان فطرابلس، خصوصاً أنّ المعلومات تشير إلى أنّهما عادا اليها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وتتركّز التحقيقات على داتا الإتصالات لكشف الإتصالات الأخيرة التي أجرياها بعد عودتهما الى المدينة، وهوية مَن كانا على تواصل معه في الساعات الاخيرة قبل تنسيق العملية للقيام بها سويّاً.

وأكّد المجتمعون أخيراً أهمّية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية وتبادُل المعلومات لسدّ الثغرات التي يمكن ان ينفذَ منها الإرهابيون في ضوء المعلومات التي تتحدّث عن احتمال تكرار مشهد جبل محسن في اكثر من منطقة محتملة في طرابلس كما في مدن ومناطق اخرى من لبنان.

ريفي

وقال ريفي لـ«الجمهورية» إنّه طلبَ من المراجع المعنية اتّخاذ الإجراءات القضائية والعدلية الضرورية لرفع الملف الى مجلس الوزراء بهدف إحالة الجريمة الى المجلس العدلي اسوةً بجريمتي تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، وأوضح انّ الأحكام الإستثنائية التي حكمت إحالة الأولى هي نفسُها التي دفعَته الى هذا الإجراء.

وأضاف: نحن نتطلع الى هذه الجرائم بعين واحدة وبمعيار واحد، وعلى الجميع ان يفهمَ ذلك. فأبناء جبل محسن هم طرابلسيون لبنانيون، وشهداء العملية الإجرامية أمس الاوّل هم انفسُهم ممّن سقطوا في تفجيري المسجدين، ولا تفرقة ولا تمييز. ومهما حاول البعض ان يميّز بين ابناء المناطق فنحن لم ولن نفعلَ ذلك لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل.

مصادر أمنية

وأفادت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ الانتحاريَين الارهابيَين كانا ينضويان تحت إمرة اسامة منصور وشادي المولوي، وقد شاركا معهما في المعارك الاخيرة، وهما تتلمَذا تحديداً على يد منصور، إلّا انّهما اختفيا بسحر ساحرعند اختفاء المولوي ومنصور وغابا عن السمع ليتّضحَ بعدها انّهما التحقا بإمرة امير جبهة «النصرة» في القلمون ابو مالك التلة. وتشير المعلومات إلى انّ المولوي ما زال في عين الحلوة يراقب، فيما منصور هو العقل المدبّر.

وأكّدت المصادر انّ ذوي الانتحاريين علمَا بعملية ابنائهما من خلال اجهزة التلفَزة، وقد اصيبوا بالصدمة رافضين تصديقَ ما شاهدوا.
ولاحظَت المصادر انّ الطريقة التي اعتمدها الانتحاريان في التفجير من خلال الاحزمة الناسفة وغيرها من اساليب الدقّة في الرصد والمراقبة وسرعة التنفيذ والوصول الى الهدف تدلّ على احترافية عالية، ما يدلّ الى انّ «داعش» هي من خططت ونفّذت العملية، فهو اسلوبُها.

واشارت الى انّ هناك تنسيقاً كاملا بينها وبين منطقة القلمون السورية، إلّا انّ «النصرة» شاءت ان تخطف الاضواء وتتبنّى العملية، علماً أنّ التنسيق بين هذين التنظيمين الارهابيين جارٍ على قدم وساق، والدليل التنسيق في ملف العسكريين المخطوفين.

ووصفَت المصادر المشهد في طرابلس بالمشهد المضطرب، مشيرةً الى انّ الناس خائفون، فلم يكن احد منهم يعتقد للحظة بأن أياً من ابنائه سيُقدِم على تفجير نفسه بين ابناء منطقته. وقالت: «لعلّها المرّة الاولى التي يقف فيها اهالي المنكوبين وجبل محسن في الخندق نفسِه مذهولين من حدّة ما وصلَ اليه تفكير ابناء المنطقة الواحدة. فحتى المشايخ السلفيون تمنّعوا عن التصريح سلباً أو ايجاباً، فاللعبة باتت اكبر منهم، إذ ليس هناك قوة على الارض تدفع إنساناً الى تفجير نفسه بأهله».

بنك أهداف

في الموازاة، كشفَت معلومات عن اختفاء صِبية من مدينة طرابلس، عددُهم يُقدّر بنحو 120 وأعمارُهم لا تتخطّى الـ20 سنة، وتكثر الأقاويل حولهم يومياً، تارةً عن مقتل احدهم في القلمون

وتارةً عن مقتل آخر في تلكلخ، فيما يعتقد أهاليهم أنّ ابناءَهم يقاتلون مع «الجيش الحر». ويخشى ان يكون هؤلاء انتقلوا من «الجيش الحر» الى «داعش» فـ«النصرة» ليتحوّلوا اليوم بنك اهداف لمصالح سياسية يُستعمَلون فيها حسبَ أجندات معيّنة.

الشعّار

ولاقت الجريمة الارهابية استنكاراً واسعاً وأجمعَت المواقف على إدانتها والتأكيد أنّ الإرهاب لا يميّز، ودعَت الى الوقوف إلى جانب الجيش في وجه الإرهاب.

وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار لـ«الجمهورية»: «إنّ ما حدث بالأمس محاولة شرّيرة لن يُكتب لها الاستمرار أو التكرار لثقتِنا الكبيرة بالجيش وبقوى الأمن الداخلي، وما حدثَ بالأمس فاجعة كبيرة ألمَّت بأهل طرابلس جميعاً وليس بأهل جبل محسن فقط، لأنّ أهل جبل محسن وسكّانه هم اهلنا وأخواننا، نفرَح لفرحهم ونتأثر لحزنِهم.

وهذه الفاجعة الكبيرة الغايةُ منها هي ان تعود الفتنة بين منطقتي جبل محسن وابناء المدينة، لكنّ ثقتنا بوعي جميع ابنائها ثقة كبيرة وإننا سنتجاوز هذه المحنة بوعي وطنيّ كبير سيزيد من اخوّتنا وتلاقينا ووحدتنا الوطنية».

وإذ استنكرَ الشعّار واستهجن ما حدث، تقدّم بكامل العزاء والمواساة لأخواننا وأهلنا في جبل محسن على ما أصابهم، مناشداً إيّاهم رباطة الجأش والحكمة والرويّة، وأن نزداد وإياهم تمسّكاً بالجيش الذي له منّا الف تحية وبقوى الأمن الداخلي التي لها منّا ايضاً تحية كبيرة.

فتفت لـ«الجمهورية»

وأكّد عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت لـ«الجمهورية»: «أنّ طرابلس مصدومة جداً لأنها اعتبرت أنها تجاوزت المِحنة. واضحٌ جدّاً أنّ هناك من لا يريد لهذا البلد ان يستكين .التضامن أوسع بكثير ممّا كنا ننتظر، وهذه نقطة تسجَّل للمدينة ولأهلها ولطريقة تعاطيهم مع هذه المرحلة، لكنّ ما حصل أمر مخيف، فالناس خائفون فعلاً، إذ إنّ ما حصل مؤشّر إلى انّنا لم نخرج من الأزمة بعد».

وعن سُبل تطويق ما حصل، أجاب: «علينا ان نعالج كلّ الاسباب التي أوصَلت البلاد الى ما وصلت اليه، فبصراحة، من دون إقامة دولة حقيقية وتضامن وطني شامل وعام وتفاهُم وطني عام، نحن معرّضون دائماً».

وقال: «إنّ الجميع مدرك انّ هناك خطورة كبيرة جداً في هذه المرحلة»، ورأى انّ هذه الرسالة موجّهة الى كل لبنان بأنّ الارهاب يستطيع ان تكون له اليد العليا، وكذلك رسالة موجّهة إلينا بمعنى أنّه يجب ان نعالج الاسباب الحقيقية للمرحلة التي وصلنا اليها، فإذا بقينا نتسلى بالقشور ولا نعالج الامور الحقيقية سنظلّ معرّضين في ايّ وقت من الاوقات لهزّات ولعدم القدرة على مجابهة الامور كما يجب.

علّوش لـ«الجمهورية»

من جهتِه، قال القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش لـ«الجمهورية»: «إنّ هذا النوع من الارهاب وطريقة التفجير هي جديدة على الساحة اللبنانية، ثمّ إنّ في تاريخ طرابلس لم يحصل ارهاب من هذا النوع، وهو بعيد كلّ البعد عن المدينة على رغم النزاع الذي دام 40 سنة بين جبل محسن وباب التبانة، لكنّني أعتبر أنّ هذا الارهاب هو جزء من الجنون الارهابي الذي يطاول العالمَ بأسره، وليس مستغرباً تزامُن هذه العملية مع ما شهدَته فرنسا وما حصلَ في نيجيريا وربّما قد يحصل في اماكن اخرى من العالم، وأرى انّ هناك تنافساً بين المجموعات الارهابية على عمليات الجنون التي تقوم بها.

وعن اختيار جبل محسن برأيه، وهل سيتكرر ما حصل، أجاب: «إنّها محاولة واضحة للإيحاء لسنّة طرابلس بأنّ المجموعات المتطرّفة هي الأكثر قدرةً على «الإنتقام» لأبناء المدينة، ومحاولة لضرب الإعتدال المتمثّل بتيار «المستقبل» بشكل عام وغيره، وللتأكيد أنّ التطرّف هو الوحيد الذي يمثّل السنّة، ولكنّ ردّة فعل ابناء طرابلس اكّدت انّ هذا الامر لن يمرّ، ويمكن ان يتكرّر ما جرى لكن الاهمّ كيف تكون ردّة فعلنا حياله».

إدانات بالجملة

دولياً، دانت الولايات المتحدة الاميركية بشدّة التفجير، وأعلنَت نائبة المتحدّثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف انّ بلادها «ستواصل دعمَها القوي لقوات الأمن اللبنانية التي تحمي الشعب اللبناني وتقاتل المتطرفين العنيفين وتحافظ على استقرار لبنان وسيادته وأمنه». كذلك دانت كلّ من سوريا وإيران ومصر التفجير الإرهابي.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، يستأنف مجلس الوزراء في الخامسة عصر اليوم البحثَ في حلّ ملف النفايات، وسط أجواء تفاؤل توحي بأنّ الملف سيُطوَى اليوم بعد التفاهم على صيغة تُرضي الطرفين تحت عنوان «الشراكة الملزمة بين المؤسسات التي ستتولى جمعَ وكنسَ وطمرَ النفايات وبين الحكومة»، خصوصاً عند تحديد المطامر باعتبارها «مرفقاً عاماً وأنّ إدارتَها عملية مشتركة.

جريج في المصيطبة

وقد أوفدَ رئيس الكتائب أمين الجميّل أمس وزير الإعلام رمزي جريج الى المصيطبة للقاءِ سلام ونقل مودّة الجميّل وتقديره للمهام التي يقوم بها، مؤكّداً أن لا شيء يفسد العلاقة معه. وأفضى الاجتماع الى مقاربة ايجابية ستؤدّي مبدئياً الى الانتهاء من ملف النفايات اليوم.

بيان الجميّل

وكان الرئيس الجميّل أصدرَ بعد اجتماع جريج مع سلام بياناً أعربَ فيه عن ثقته المطلقة بأداء سلام، وشدّد على انّ الحزب تعاطى بشكل ايجابيّ وبنّاء بموضوع ملف النفايات الصلبة، ولا بدّ أن تصل الأمور الى الحلّ المنشود».

ويعقد الجميّل مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر اليوم عقب اجتماع المكتب السياسي يتحدّث فيه عن هذا الملف. وقد أبدى سلام ارتياحه لبيان الجميّل شكلاً ومضمونا.

المشنوق

وعشية الجلسة قال وزير البيئة محمد المشنوق لـ«الجمهورية»: «ما حصل الخميس الفائت حتماً أثارَ أجواءً سلبية، لكنّ «الكتائب» تحاول ايضاً إعادة الامور الى مجاريها عبر تأكيدها على العلاقة الطيّبة والثقة الكاملة بأداء الرئيس سلام، وأعتقد انّ هذا يمكن ان يشكّل مدخلاً للوصول الى حلّ لأزمة النفايات في جلسة اليوم.

وشدّد المشنوق على انّ لا أحد عنده غرَضية حشر «الكتائب» في ايّ موضوع، هذا ليس هدفنا، بل هدفنا هو الانتهاء من ملف النفايات، فالنظافة موضوع اساسي، وأعتقد انّ شيئاً حصل وأنّ هناك إمكانية لجَوّ إيجابي. في رأيي يجب ان تسألَ «الكتائب» عن النقاط التي تعتقد أنّ تفاهماً حصل حولها، قيل كلام عن صفقات وغيرها وتبيّنَ ان لا شيء من هذا القبيل بدليل ما تقوله «الكتائب» اليوم (أمس).

وسُئل المشنوق: «الرئيس سلام كان مستاءً جداً في الجلسة الاخيرة، فعلى ايّ اساس دعا الى جلسة جديدة بعدما اعلنَ سابقاً أنّه لن يعقد ايّ جلسة إذا لم يتمّ الوصول الى حلّ للنفايات، فأجاب: «الرئيس سلام لم يقل هذا الكلام، بل قال إنّه لن يدعوَ الى جلسة إلّا لموضوع النفايات، وهو البند الوحيد الذي سيكون امامنا، وفي حال وصلنا الى حلّ تُطرَح باقي البنود».

وهل نستطيع أن نبشّر الناس بأنّ النفايات لن تطمرَهم بعد 17 الشهر؟ أجاب: «نأمل في ذلك، ولا أعتقد أنّ أحداً يستطيع أن يقول شيئاً ثانياً، فالبَلد لا يحتمل والنظافة خط أحمر».

السابق
مخاوف من تفجيرات وإحاطة وطنية جنّبت طرابلس فتنة جديدة
التالي
 عودة المسلسل: إنتحاريّون بالعشرات