الحوار المتعثر بين حزب الله والمستقبل: متى سينطلق؟

يسيطر على لبنان جوّ من الغموض فيما يتعلّق بالحوار بين المستقبل وحزب الله. فالحوار بين هذين الطرفين بدأ بطريقة غير مباشرة، من خلال الرئيس نبيه برّي. إلا أنّه يواجه عثرات غير طبيعية منها ما هو محلي ومنها ما هو خارجي. فهل ان عثرة المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري لها دورها في تأخير الحوار؟ في هذا الاطار سأل موقع "جنوبية" كل من مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، والمحلل السياسي سمير منصور. فماذا قالا؟

يرى متابعون ان لا تأثير لاعمال المحكمة الدولية التي انطلقت اليوم بشهود من قوى 14 اذار لانه لا قدرة للقوى المحلية على قلب طاولة الحوار او ان تؤثر عليها.

الا ان مستشار الرئيس نبيه بري الاعلامي علي حمدانعلي حمدان يرى انه: “لم يبدأ الحوار لنقول انه متعثر، بالعكس المعطيات ايجابية سواء من تصريح النائب سعد الحريري او من جواب السيد حسن نصرالله. ويعتبر ذلك خطوة ايجابية رغم ان بينهما مساحات واسعة منها الاتهام بالدم”.

والايجابية الكبيرة بحسب علي حمدان: “هي جهوزية الحوار والتحضير له والتحضيرات طويلة حتى لا يقع اي خطأ، ولتكون الانطلاقة صحية. والمطلوب توخي الحذر في ذلك”. ويتابع: “ومن يود ردم الهوة بين الطرفين عليه ان يعرف ان عمله شاق وطويل. ولا ننسى ان وليد جنبلاط يواكب مع الرئيس بري الخطوات، ويعملان معا على ردم الهوة”.

ولا يرغب مستشار الرئيس نبيه بري الاعلامي علي حمدان باستباق الامور، وان النقاش حول المحكمة “ليس بيد احد لان لا احد بيده موضوع المحكمة”. ويقول: “لست على علم بخطوات خارطة الطريق، ولنفترض انني أنا من يهندس الحوار فانه عليّ ان اتطلع عما يعسر الحوار. وانا ارى ان الحركة في هذا الاطار ليست بطيئة بل انها تأخذ وقتها”.

ويختم مستشار الرئيس نبيه بري الاعلامي علي حمدان :”ستؤدي الى نتيجة ايجابية وايضا الى كسر الجليد والى مزيد من التواصل، وهي افضل من عدم الحوار”.

بالمقابل، يرى المحلل السياسي سمير منصور سمير منصوران :”الحوار ضروري بين مختلف المكونات السياسية ولا سيما بين حزب الله والمستقبل نظرا للظروف الضاغطة على لبنان على خلفية تداعيات الحرب الدائرة والتوترات القائمة في المنطقة ككل”.

ويؤكد انه: “ثمة مساع قادها رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري بهدف تأمين الاجواء للحوار بين المستقبل وحزب الله. ولو انها بدأت متأخرة فخير من ان لا تأتي ابدا”.

ويشدد بالقول: “لا تنسي المؤثرات الخارجية كإيران والسعودية واميركا وسوريا، ومن كل الجهات التي تشهد توترات سياسية. ويكون مكابرا من يتجاهل هذه التداعيات والمؤثرات، وبالوقت نفسه تصبح محدودة والمفاعيل الناتجة عنها خفيفة عندما يكون هناك موقف وطني موحد والذي تجلى في اكثر من محطة. ودوما كان الشعب اللبناني ضحية الخلافات، لكن المواقف التي سمعناها من شأنها ان تريح الاجواء الداخلية”.

ويعتبر ان: “خير مثال على امكانية الحوار هو العلاقة بين حزب الله ووليد جنبلاط الذي قال:”لنبني على ما نتفق عليه ولنبعد ما نختلف عليه”.

ولكن هل هناك امكانية لان تشكل المحكمة تعثرا في طريق الحوار؟ يرد المحلل السياسي سمير منصور بالقول: “حتى في ظل استمرار عمل المحكمة يمكن ان يستمر الحوار لان هذا يشكّل حجة بالزائد على اهمية الحوار، طالما ان الجو قائم على التفاهم المتبادل وهذا من شأنه التباعد عن الخلاف”.

ولا يرى اهمية لعمل المحكمة، فهي: “لا يجب ان تؤثر على اداء الطرفين لانهم تقاطعوا في مكان ما على ضرورة توصل المحكمة الى جلاء الحقيقة، والتي اذا اتفقوا عليها لا يجب ان يكون هناك اي خلاف.

ويختم منصور: “وعود على بدء الحوار بين طرفي الساحة اللبنانية انه ضروري واكثر من اي وقت مضى”.

السابق
شعبولا «يهدي» أغنية لـ«داعش» وأميرها!
التالي
مروان حمادة من لاهاي: كانت معارضة الحريري للوجود السوري نصف صامتة