المصادقة على بناء 200 وحدة استيطانية في القدس

صادقت لجنة اسرائيلية على بناء 200 وحدة استيطانية في القدس، فيما احرق مستوطنون مسجداً في الضفة الغربية، الامر الذي يزيد مستويات التوتر في الاراضي الفلسطينية. على نقيض تأكيدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشي يعالون عن محاولات احتواء التوتر والمحافظة على الوضع الراهن في القدس المحتلة بالتفاهم مع الاردن والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، صادقت “لجنة التخطيط والبناء المحلية” في بلدية القدس على إقامة 200 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة ” راموت ” شمال المدينة. وينتظر المخطط الجديد مصادقة لجنة التخطيط والبناء اللوائية كي تبدأ مناقصات تلزيم عمليات البناء. وقال عضو بلدية القدس عن حزب “ميريتس” اليساري بيبي الالو: “هذه خطة بناء جديدة ونحن في مرحلتها الاولية”، محذرا من تداعيات قرارات كهذا على الجو المشحون اصلا في القدس الشرقية. وحذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان من ان “تكرار الاعتداءات الاسرائيلية” في القدس وخصوصا في المسجد الاقصى والحرم القدسي هو “أمر مرفوض جملة وتفصيلا”.

وجاء في بيان للديوان الملكي الهاشمي ان الملك عبد الله حذر خلال لقائه الرئيس عباس في قصر الحسينية من أن “تكرار إسرائيل لاعتداءاتها وإجراءاتها الاستفزازية في القدس واستهداف المقدسات فيها، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي، هو امر مرفوض جملة وتفصيلا”. كما حذر الملك من ان “استمرار سياسة الاستيطان سيقوض جميع مساعي إحياء جهود السلام”. وشدد على “مسؤولية المجتمع الدولي في تكثيف جهوده لدعم جهود السلام، وحل القضية الفلسطينية، التي تشكل جوهر النزاع في المنطقة، حلا عادلا ودائما وشاملا”. وجدد “موقف الأردن الداعم لتحقيق السلام وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة ومبادرة السلام العربية”.
وأوضح البيان ان العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني اكدا خلال اللقاء “حرصهما على إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف التحديات والظروف والتطورات الراهنة في المنطقة، وفي مدينة القدس بشكل خاص”.
وعبر الرئيس الفلسطيني عن “تقديره والشعب الفلسطيني للجهود الكبيرة التي يبذلها الملك عبدالله الثاني، حفاظا على المسجد الأقصى وحرمته وحمايته من الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية، ودعم الأردن المستمر للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وصولا إلى إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني”.
وقال الرئيس عباس في تصريحات عقب اللقاء ان “الأردن شريك أساسي في قضية القدس لأن الوصاية للأردن، وهذا متفق عليه، والأردن أولا وأخيرا له مسؤولية كبيرة، ويمارس هذه المسؤولية ويمارسها الملك عبدالله الثاني من أجل حماية القدس والمقدسات، وهذا لا نقاش فيه”. وأضاف: “الملك، منذ أن حصلت الأحداث، وما قبل ذلك، وإلى يومنا هذا، هو مشغول بالاتصالات الرسمية مع جميع الأطراف، بما فيهم الطرف الإسرائيلي من أجل إيقاف الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، يضاف إلى ذلك اتصالاته مع الأطراف المعنيين الاقليميين والدوليين وغيرهم”.
ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الاردن لاجراء محادثات مع الملك عبدالله الثاني في شأن التوترات في القدس والتصدي لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).
ويتخوف الفلسطينيون والاردن من ان تقدم اسرائيل على تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى او السماح لليهود بالصلاة فيه. وتعترف إسرائيل، التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن عام 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
وصرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة بان عباس سيبحث اليوم مع كيري في الاجواء المتوترة في القدس والانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الفلسطينيين في المدينة المقدسة، الى امكان احتواء الوضع في الاراضي الفلسطينية مع تزايد الهجمات المتبادلة بين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي بما فيها هجمات دهس بالسيارات وطعن بالسكاكين في القدس والضفة وتل ابيب.
والى الاستيطان في القدس، احرق مستوطنون يهود مسجد قرية المغير شرق مدينة رام الله. وروى شهود عيان “ان النيران اشتعلت في الطبقة الارضية للمسجد ووصلت إلى الطبقة الثانية قبل ان يتمكن اهالي القرية من اخمادها”. واضافوا ان “المعتدين رسموا شعارات مناوئة للفلسطينيين باللغة العبرية”.
وأمر رئيس الاركان الاسرائيلي اللفتانت جنرال بني غانتس قادة الوحدات العسكرية في الضفة الغربية بالحفاظ على اليقظة والاستعداد لاحتمال تصاعد اعمال العنف. وقال خلال اجتماع امني رفيع لتقويم الموقف “ان اسرائيل تعمل على تهدئة الاوضاع ولكن يجب التهيؤ لمختلف السيناريوات من خلال الحفاظ على حال التأهب وابقاء التعزيزات العسكرية في المناطق الفلسطينية”.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان “الجيش يواصل التعاون مع اجهزة الأمن الفلسطينية”. ورأى ان” احداث العنف الاخيرة ليست مدبرة وانما هي نتاج التحريض”، مضيفا” ان التطورات التي ستحصل خلال الايام القريبة ستوضح ما اذا كانت هذه الاحداث بمثابة موجة عابرة ام انها تتجه نحو التصعيد”.

 

السابق
تعويم الأسد
التالي
بعد فضيحة الأمن الغذائي : بالصور لأي مطعم تروّج إليسا؟