الحسين اﻹمام العربي الثائر. هل أنت معنا؟!!

محمد عقل

سلام منك علينا. فأمثالك ليسوا بحاجة إلينا. ونحن معك كنا وما زلنا اﻵن ونبقى. ﻷنك: ضد اﻹستبداد. ضد التوريث. مع الحق.
1- أﻹستبداد: أخطر ما تمارسه سلطة.ﻷنها تقتل روح الحرية. تدمر إنسانية اﻹنسان. تهزم ذاته. ثم تأسره في سبيل زعيم. وتؤثر الخاص على العام. وتحول المجتمع المتكافل إلى كتلة بشرية أشبه ما تكون بالعصابة المتماسكة التي تنتج ذاتها وقيمها التحكمية على مستوى الفرد والقيادة والسلطة.
2- التوريث: يتمسك به النظام اﻹستبدادي. ويجعله السبيل اﻷقرب إلى السلطة بالقوة. ويستخدم كل ما تمتلكة السلطة المستبدة من قوى الفتك والسجن وصوﻻ إلى القتل. واﻹستماتة في سبيل غريزة البقاء في السلطة. ولو أدى ذلك إلى تدمير مجتمع بكامله.
3- الحق: وهو القيمة اﻷعلى التي تمسك بها الحسين. وأعلن أن غايته هي اﻹصلاح. والحق من التحقق. واليقين. فهو قيمة ثابتة ﻻعتباره مصارعا للاستبداد ومقارعته. والحق رفض للتوريث ومداهنته. وإن أدى مسلك طالب الحق إلى الموت.الحق رفض للتوريث. ﻷن الحق مع الحرية اﻷسمى التي كتبها الله للانسان وكرامة اﻹنسان من كرامة الله. والحق قيمة عليا يدركها العقل البشري. بمحكمة وبغير محكمة. واعتبرها بعض المفكرين مسألة بدهية.
وبتحقيق مبادئ مقاتلة اﻹستبداد. ومحاربة التوريث. تثبيت لقيم الحق وانتصار لثقافة الحياة على ثقافة الموت. ولو قضى اﻹنسان في سبيل ثقافة الحياة. والمحور اﻷساس لهذه القيم كلها هو اﻹنسان. بمعنى أن اﻹمام الحسين لم يقم بالثورة تحزبا لنظام أو زعيم أو حبا بسلطة – وقد أعلن ذلك تكرارا – إنما ثار من أجل الحق. من أجل اﻹنسان. لذلك انزرع حب فدائه بالعرب واستشهد معه نصارى. وأقارب. وعارفون وغير عارفين. وعجم. وغيرهم. وأخذت ثورته سمة إنسانية مطلقة.
اﻵن. بعد أكثر من 1350 عاما يحيي اﻹنسانيون ذكراه. وهو (اﻷمر): إحيوا أمرنا. فالثورة ضد الفساد واﻹستبداد والثورة ضد التوريث: أمر، في نظر الحسين الثائر.
منذ الربيع العربي المحمدي الحسيني اﻷول. وفي تاريخ العرب الحديث وﻷول مرة يقوم الربيع العربي الثاني. وبعد فترة من الخنوع والموت واﻹستبداد من أنظمة تلبست اﻷدلجة الفكرية للتمسك بالسلطة. وتمسحت بعباءة محمد وتوسلت حب آل بيته. وتسلقت أقدس قضاياالعرب، فلسطين. توصلا إلى قرون من الموت والمذلة ومعاقبة الناس. تحت هذه الشعارات العظيمة والمقدسة حكم التخلف والزيف. ومورست كل أشكال اﻹستعباد والقتل في ظل سياسة أيديولوجية مخيفة تستثمر اﻷفكار العظيمة وتسخرها لقتل الشعوب. بعد كل ذلك جاء الربيع العربي. اجتاح تونس. مصر. ليبيا. اليمن. سوريا. وكان سيبدأ في البحرين. السعودية….. وغيرها.

أخطر ما تعرض له الربيع العربي في سوريا. لبس اﻹستبداد عباءة الحسين. وتمنطق بسيف علي إمام بلاغة العرب. واستنجد برموز بقايا ثورات اﻷمم. وانتفخ بعظمة أفكار الجبار ووريثه الدب الروسي الصغير. والمارد الصيني. واﻷخطر كان عسكرة الثورة. وتلبس القتال في سبيل الحسين وادعى حماية زينب والشيعة وأتباع علي. كل هذا استحضره أعداء الثورة في سبيل قتلها.

إمامي يا حسين. أنت قلت إنك ضد اﻹستبداد. فهل تدافع عن أنظمة اﻹستبداد؟!. إمامي يا حسين أنت قاتلت حتى الموت لتحارب التوريث. فهل ترضى بأن يدافع أحفادك عن أنظمة التوريث.؟!!!!.. إمامي يا حسين أنت قلت: إحيوا أمرنا. فهل اﻷمر سوى الحق والحرية وكرامة اﻹنسان. أينما كان.
إمامي يا حسين وأنت اﻵتي. الساعي إلى الشهادة بقدميك وأنت الحجازي . إبن الجزيرة العربية (السعودية). أتيت بأهلك وربعك وأوﻻدك وصحبك. رأيت اﻹستبداد في بﻻد الشام (سوريا).أتيت من السعودية والهدف سوريا لتقاتل يزيدا المستبد الجلاد الوريث للسلطة. ماذا دهاك.؟!!!!!
قالوا لك الظروف غير مؤاتية. قالوا الوضع الدولي ﻻ يسمح. بيزنطيون يهددون من الشمال. وفارسيون يتربصون من الشرق وأنت تريد ثورة في أمة الاسلام والعرب.؟!!!.. ماذا دهاك.؟!!! والثورة تعني قتلا وخرابا وتشريدا ونزوحا..؟!!!! ماذا دهاك.عرضوا عليك السلطة مقابل السكوت. ماذا دهاك..؟!!!!.. إمامي رفضت كل ذلك مقابل ماذا.. أمقابل الحق والحرية..؟!!!.!!!.. أتريد الحرية ولم يبق معك إﻻ بضعة من أهلك وبعض مناصريك..؟!!!!.. وحولك جحافل النظام وطوابير العسس والمخابرات. وجيش دولة فتية قوية. طربوشها الاسلام. ورايتها الله ومحمد.
واﻵن. أعود فأسألك إمامي: أما زلت مع الثورة..؟!!!!… مع من أنت؟!!. أأنت ما زلت مع شرذمة المطالبين بالحرية..؟!!.. أما زلت مع شعار: هيهات منا الذلة.. الموت وﻻ المذلة..؟!!! أما زلت ضد استبداد اﻷنظمة؟! أما زلت ضد التوريث؟!! أما زلت مع القلة القليلة ولو أشعلوا ضدك رمل الصحراء؟!!! لو قطعوا عنك الماء. لو رجموا نساءك. لو قطعوا رأسك ثانية؟!!! أأنت مع الحرية… لو خيروك بين السلة والذلة.. سيعلو صوتك: هيهات منا الذلة. قلة من أهل الشام ومدائن العرب تردد بصوت واحد معك: ألموت وﻻ المذلة.
كأني بك تقول: نعم. لو فعلوا بي ذلك ألف مرة ما تراجعت أبدا… هذا يعني أنك مع الثورة؟!!! ويعني أنت مع الربيع العربي الثاني.؟!!! لله درك ما أروعك يا حسين.. سيدي إنني اﻵن اﻵن. بعد هذه القرون من القهر والتغييب والعار والذل. أنحني صوب نحرك. ألثم سيفك. يا صاحب الهامة العالية. سلام منك إلينا… سلام. سلام سيدي… سلام أيها اﻹمام العربي الثائر.. والله.. والله. لو ما بقي من العرب الثائرين غيرك.. لالتحقت بثورتك. لشرفتني عروبتي بك حيا وشهيدا ومبعوثا يوم القيامة..

السابق
البطولات الأوروبية الوطنية لكرة القدم في عطلة نهاية الأسبوع
التالي
ربّ «فتّوش» نافع