جريصاتي: «حزب الله» نجح في إيصال رسالته الى عدويّه

وزير العمل

أوضح الوزير السابق سليم جريصاتي “ان “تكتل التغيير والاصلاح” عبّر بعد اجتماعه الاسبوعي أمس، عما دار من نقاشات حول التصعيد الاخير على الحدود الجنوبية وكان العماد عون شرح ما آلت إليه تعزيزات المجموعات الارهابية على محور القنيطرة – شبعا متخوفا من ان تكون هذه الجبهة قابلة للاشتعال في اي حين، وبالفعل تلقينا خبر تبني “حزب الله” لتفجير الآلية العسكرية بعد هذا الكلام بدقائق. وشدّد عون في حديثه على ان الجهات الاخرى محصنة بالبيئات التي تتكوّن منها في الخلفية الجغرافية وكان سبق ان صرّح علنا ان الجبهة الشرقية عصية على الارهابيين التكفيريين لهذا السبب تحديدا. وأثبتت الوقائع ان مباغتة مركز متقدّم لـ”حزب الله” في جرود بريتال أوقعت قتلى في صفوف الحزب، لكن هذه الهجمة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق غاياتها ومآربها بعد ان تصدّى الحزب وصعد الاهالي لمؤازرة “حزب الله” تلقائيا للدفاع عن حياض الوطن والمدن والقرى المهدّدة في حال نفاذ الارهابيين التكفيريين من هذه الجبهة الى الداخل اللبناني ولم يقتصر نشاطهم الارهابي المباغت على التخوم والجرود”.

وقال لـ”المركزية” “ما أقدم عليه “حزب الله” من تبني تفجير الآلية العسكرية يندرج في سياسته المعتمدة منذ زمن، أولا هو يتبنى العمليات التي يقوم بها ويُجاهر بها ولا حياء لديه عندما يستهدف العدو الاسرائيلي من ضمن حركة مقاومته ومقاومة استفزازاته خصوصا ان منطقة شبعا شهدت منذ مدّة استفزازات اسرائيلية متكرّرة كأنها جس نبض لعصب المقاومة فيها. ثانيا، نجح “حزب الله” في توجيه رسالة قوية الى العدو الاسرائيلي لانه يرصد تجمعات الارهابيين التكفيريين على هذه الحدود تحديدا، لكنه لا يفرق بين عدو وآخر، وبالتالي، فإن اي خرق لهذه الجبهة سيتعامل معه لبنان المقاوم بشعبه وجيشه ومقاومته بالطرق المناسبة التي لن تستثني العدو الاسرائيلي”، معتبرا “ان الرسالة كان هدفها ان إشاحة النظر الاسرائيلية عن الحشد الارهابي التكفيري مرصودة لدى الحزب ومن يتصدى لهذه الظاهرة يتصدى لدعاتها، خصوصا ان العدوين التقليديين للبنان الاسرائيلي والتكفيري اجتمعا في خندق واحد، فقال الحزب كلمته بأنه لن يفرق بينهما عند اول محاولة خرق لهذه الجبهة، وقال لن أفرق بين من يحشد ليخرق الجبهة ويعبث بالارض والشعب والوطن وبين العدو الاسرئيلي الذي يسهل لهذا الخرق باحتضانه الحشد الارهابي التكفيري”.

ولفت جريصاتي الى “ان الرسالة الاخرى التي نقرأها هي التي عبّر عنها السيد حسن نصرالله في احدى خطبه قائلا سوف نكون حيث يجب ان نكون، ولن يثنينا انهماكنا في الحرب ضدّ عدوان الارهاب التكفيري في جرودنا وأسر رهائننا من عسكريي الجيش والأمن التصدي لهذه الآفة، ولن يثنينا عن التصدي للعدو الاسرائيلي وعن ردع استفزازاته وخروقاته المتكررة والمكثّفة في الآونة الأخيرة”، مشيرا الى “هذه الرسالة لا يتقصد منها الحزب كما يقول البعض بأنه يلقي الستارة على ما لحق به من خسائر في جرود بريتال أو هو يبادر من منطلق ان الحدث الاكبر يغطي اي حدث سابق، هذا الكلام غير صحيح هو يُعلن ويُشيّع شهداءه وينتصر عند المباغتة، وفي الوقت ذاته، لا ينسى ان نظره قائم على الحدود الجنوبية ويرصد تحرّك العدو الاسرائيلي لا سيما في تغاضيه عن الحشد الارهابي التكفيري”.

ورأى “ان هذه الرسائل تقع في موقعها السيادي بامتياز، والتكتل قال كلمته ان الشعب الذي يُدافع عن أرضه

ضد اي عدوان أجنبي عليها وكيف يكون الامر إذا كان العدوان من تنظيمين إرهابيين وصفتهما القرارات ذات الصلة بأنهما خطيران ويهددان الأمن والسلام الدوليين، فكيف إذا كان الامر بدفاع شعب مقاوم دافع عن أرضه خصوصا ان هذا الامر متاح في المواثيق الدولية لا سيما في المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، وهو يقع في خانة الوجوب أيضا. لذلك نحن نقول اننا شعب قادر على صدّ كل عدوان إرهابي واسرائيلي علينا”، لافتا الى “ان التهدئة من جانب العدو الاسرائيلي تهدف الى القول اننا جسسنا نبض الحزب وردة فعله وهو موجود للدفاع عن أرض لبنان في الثغور والتخوم. إذا، الشعب يدعم الحزب والجيش يواجه عملية إرهابية في الداخل والخارج وعَلِم الاسرائيلي ان الامر لازال عصيا عليه”.

وتابع جريصاتي “اي كلام يصبّ في خانة إضعاف قدراتنا والتشكيك في جيشنا ومقاومتنا وشعبنا الصامد في قراه الحدودية على اختلاف انتماءاته السياسية والمذهبية والطائفية، هو كلام مدان في هذه الظروف ولا يمكن القبول به على الاطلاق. ليعلم اللبنانيون ان الامر لنا في الدفاع عن أرضنا وشعبنا وبيوتنا ودساتيرنا عندما يتعلق الامر بالخطرين التكفيري والاسرائيلي”، مشدّدا على “ألا يخطئ احد في التوصيف بأننا نذهب الى المناورة على حدودنا الجنوبية كي ننسي ما يحلّ بنا على حدودنا الشرقية أو ما نتعرض له في الشمال، نحن حاضرون في كل ميدان وفي كلّ مجال”.

واعتبر “ان الحزب نجح في هدفه، لان العدو فَهِم ان التهدئة مطلوبة على الجبهة الجنوبية ولا مصلحة له في تحريكها والامر لن يكون ميسرا له على الاطلاق وقد تكون للقيادة الاسرائيلية لما يُعرف عنها من خبث ان عمدت القول بأن سوانا يسعى الى وأد الفتنة في الداخل اللبناني ما يسهّل دخوله الى لبنان في المرحلة المقبلة، وأشير الى ذلك في إعلامه اليوم، لكننا أفشلنا هذا المخطط”، مؤكدا “ان التنسيق قائم بيننا جميعا في فريقنا السياسي ولدى الجيش اللبناني والقرار متخذ في الدفاع عن الوطن مهما كانت الاعتبارات. ولا يمكن إدانة الحكومة إلا عن تسريب صورة مناقضة للعجز القائم فيها بأنها متوافقة على السبل وعلى آليات مواجهة الوضع المستجد في عرسال ومسألة تحرير الرهائن العسكريين، لكن الوقت الحالي ليس للمساءلة”.

وأكد جريصاتي “ان عملية “حزب الله” لن تدخل لبنان في مأزق جديد وتصريحات العدو الاسرائيلي تدلّ الى انهم يهابون الموقف اكثر من اي وقت مضى، والجهوزية كاملة على هذه الجبهة”.

السابق
سباق المزارع: «حزب الله لاند»: ام «النصرة لاند»
التالي
الاحدب: يريدون اسباباً موجبة لاقرار التمديد