الواقع الميداني في عرسال بدأ يشكل عوامل ضغط لصالح الدولة اللبنانية

إذا كان لم يعرف اذا كانت الأيام الأخيرة شهدت اي تحركات في هذا المجال، يشير المعنيون الى ان الواقع الميداني في عرسال ومحيطها بات يشكل الآن عنصراً أكثر ضغطاً من السابق للمضي بزخم في المفاوضات لان ثمة عوامل عديدة طارئة يمكن الجانب اللبناني الإفادة منها، ولكن ثمة عوامل اخرى طارئة قد تشكل عبئاً ضاغطاً عليه بقوة. ولعل ابرز العوامل التي يمكن ان يفيد منها الجانب اللبناني نشأت من الإجراء الذي أنجزه الجيش بفصل عرسال عن المنطقة الجردية التي يتحصن فيها مسلحو «داعش» و«جبهة النصرة»، وهي خطوة أدّت الى قطع الامدادات الغذائية والتموينية والاستشفائية عنهم تماماً. واقترن هذا الإجراء بما اعتُبر رسالة علنية وجهها قائد الجيش العماد جان قهوجي الى المسلحين قبل ايام بإعلانه انه يتوقع معركة جديدة في محيط عرسال بما يعني انه كان يفهمهم ان الجيش استعدّ تماماً للمواجهة وان المعطيات الراهنة اختلفت عن معطيات المعركة الاولى في 2 آب الماضي حيث تمكن المسلحون من خطف العسكريين.

ويعتقد المعنيون ان هذه المعطيات بالاضافة الى توحيد الموقف الحكومي حول آلية المفاوضات توفر تقوية لأوراق المفاوض اللبناني، وهو الامر الذي جعل الحكومة تترك أهالي المخطوفين في تحركهم ايضاً لعلمها ان الخاطفين يمارسون الضغط والتخويف عليهم لجعلهم يبقون الطرق مقطوعة.

أما المحاذير الجديدة التي لا تغفلها الحكومة ولا القيادة العسكرية للجيش، فبرزت اولاً في لجوء المسلحين الى التفخيخات والعودة الى أسلوب التفجيرات. اذ اكتشف الجيش في اقل من 48 ساعة الاسبوع الماضي كميات كبيرة من المواد المتفجرة في عبوات ناسفة معدة للتفجير. وتتركز التحقيقات الجارية على معرفة مصدر هذه العبوات لان ذلك يلعب دوراً حاسماً في كشف الخلايا الارهابية من الداخل التي يرجح انها تتولى ذلك. ثم ان ثمة تحسباً متعاظماً لإمكان ان ينظم المسلحون هجوماً مباغتاً على الجيش في اي لحظة نظراً الى عوامل الطقس والحصار.

ومع ان هناك بعضاً من المسؤولين السياسيين حصراً باتوا يستبعدون هذا الاحتمال لعوامل جديدة طرأت بحيث لم تعد التنظيمات الارهابية تتمتع بموقع ميداني متفوق، فان ثمة إجماعاً ايضاً داخل الحكومة على دعم الجيش بالكامل في كل ما يقوم به على قاعدة التحسب لأقصى الاحتمالات العسكرية والأمنية في وقت يفترض معه ان يتحرك الوسيط بسرعة في عملية المفاوضات. وهو امر تبدو معه قضية العسكريين الرهائن مرشحة لسباق مستمر بين العوامل الميدانية وعملية التفاوض في ميزان شديد الحساسية والغموض والخطورة.

السابق
علم «داعش» يرفرف داخل سجن رومية!
التالي
معارك طاحنة بين «حزب الله» والنصرة في البقاع