هل يجوز اكراه الزوجة على المعاشرة؟

إن إرغام الزوج للزوجة على ممارسة الجنس معه، من الناحية العلمية والسيكولوجية هو إذلال “للأنثى” لزوجته، ممايجعل الزوجة تشعر بالإهانة والإذلال والاستعباد والدونية، ومن الناحية السوسيولوجية يدل على العقلية الذكورية التي يتصف بها الزوج، فهو ينظر بدونية لزوجته باعتبارها امرأة ولا يحترم حقوقها الزوجية، مشددا على أن العقلية الذكورية أسست الاختلاف الجنسى بين الرجل والمرأة، رغم مساواتهما في الرغبة الجنسية، وسعت بكل الوسائل إلى كبح هذه الشهوة الجنسية.

ولكن كيف ترون الاغتصاب الجنسي من الناحية السيكولوجية؟

أولا يمكن القول من الناحية السيكولوجية إن الاغتصاب هو ممارسة جنسية مع شخص بدون رضاه ويعني أيضا انتزاع ملكية أنطولوجية جسدية ولذة أنطولوجية جسدية من الآخر بالقوة. وبالتالي نجد أن الرعشة الجنسية عند المرأة لا تحصل فقط بإثارة عضوها التناسلي، بل تحصل نتيجة استيهامات “الأنا الأنثوي” في عالم شبقية الجنس بكل أشكاله وأوضاعه، وهذه الاستيهامات الجنسية لا تحصل للأنا الأنثوي إلا في وضعية حرية الأنا ورغبتها وشهوتها الجنسية اتجاه الرجل، لأنه لا يمكن الفصل بين الرعشة الجسدية والرعشة النفسية، فاكتمال اللذة الجنسية والوصول إلى أعلى درجات الشبقية لا تتم إلا بالرعشتين الجسدية والنفسية . لكن في لحظة الاغتصاب واستعمال القوة في ممارسة الجنس يفقد معه ” الأنا الأنثوي ” حريته وبالتالي يفقد معه الرغبة والشهوة ويقع استبدال سيكولوجي لكل ذلك بالنفور والاشمئزاز والتقزز، فمقاومة ورفض ” الأنا الأنثوي” يحل فيها الألم مكان اللذة و يحل فيها التقزز مكان الشبقية، وانتزاع هذه الأنطلوجية من “الأنا الأنثوي ” يعني الهجوم على كبرياء “الأنا” وإذلاله ونزع رأسماله السيكولوجي فيفقد معه كل مكتسباته التي حصل عليها في الماضي من خلال أنطولوجيته السكولوجية.

وماذا عن الاغتصاب من الناحية السوسيولوجية؟

عندما نلاحظ أن هناك ارتفاعا في نسبة اغتصاب المرأة في مجتمع ما، فهذا يعني أن وضعية المرأة ما زالت سجينة العقلية الذكورية، هذه العقلية تجعل من المرأة مجرد “شيء”لا يصلح إلا لإشباع الرغبة الجنسية للرجل، كما أنها أي المرأة هي مجرد “أداة” لإنجاب الأطفال، ومن ثم فإن هذه العقلية الذكورية ترى في المرأة مجرد كائن من الدرجة الثانية، وهي كائن ضعيف وأقل ذكاءا وكفاءة من الرجل. ومن هنا يأخذ الاغتصاب الجنسي في مجتمع ما مجموعة من الدلالات السوسيولوجية وهي :

أولا : أن الاغتصاب الجنسي للمرأة في مجتمع ما يدل على النظرة الدونية للرجل تجاه المرأة .

ثانيا: أن الاغتصاب الجنسي للمرأة يدل على عدم انتشار ثقافة احترام حقوق الإنسان وبالخصوص احترام حقوق المرأة.

ثالثا: إن الاغتصاب الجنسي للمرأة يدل على تدهور نظام القيم الأخلاقي وانتشار قيم لا أخلاقية ولا إنسانية.

رابعا: إن الاغتصاب الجنسي للمرأة يدل على غياب صرامة القانون اتجاه المغتصبين من الرجال مما يشجعهم على استصغار الاغتصاب الجنسي للنساء.

هل يمكن أن نعتبر ممارسة الزوج الجنس مع زوجته دون رغبتها بالقوة اغتصاب جنسي ؟

نعم يمكن اعتبار أن الزوج الذي يمارس الجنس مع زوجته بالقوة وإرغامها على ذلك وبدون رضاها حالة اغتصاب جنسي من قبل الزوج بكل المرجعيات العلمية السيكولوجية والسوسيولوجية بالرغم من أن أن القانون لا يجرم هذا الشكل من الممارسة الجنسية بين الزوج وزوجته. فمن الناحية السيكولوجية فإرغام الزوج للزوجة على ممارسة الجنس معه هو إذلال” للأنا الأنثوي ” لزوجته وإهانته لها ، فيجعل الزوجة تشعر بالإهانة والإذلال والاستعباد والدونية ، أما ممارسة الزوج للجنس بالقوة مع زوجته وإرغامها على ذلك دون رغبتها فهو من الناحية السوسيولوجية يدل على العقلية الذكورية التي يتصف بها الزوج فهو ينظر بدونية لزوجته باعتبارها امرأة ولا يحترم حقوقها الزوجية التي فيها تكافؤ في العلاقة ومساواة في العلاقات والأدوار واحترام للحقوق الإنسانية لكل منهما اتجاه الأنطولوجية الإنسانية لبعضهما البعض.

هل لغياب الثقافة العلمية واحترام حقوق الإنسان والمرأة دور في تكريس الصورة السلبية للحياة الجنسية عند المرأة واعتبارها مفعولا بها أي موضوع جنسي للرجل فقط؟

– نعم فغياب ثقافة احترام حقوق الإنسان وغياب مبدأ المساواة عند بعض الرجال يكرس هذه النظرة السلبية للحياة الجنسية عند المرأة ولو كان هناك انتشار لهذه الثقافة ومبدأ المشاركة و المساواة بين المرأة والرجل لتغيرت هذه النظرة السلبية ولأصبح ينظر إلى الإشباع الجنسي للمرأة من قبل الرجل حقا من حقوقها ولأصبح ذلك الإشباع الجنسي للمرأة واجب من واجبات الرجل، يمارس الجنس معها عندما تكون راغبة فيه. لا أن يغتصبها و يعتبرها مجرد شيء للاشباع الجنسي بالنسبة إليه.فهناك فرق بين الممارسة الجنسية التي تدخل في إطار الرغبة والإشباع الجنسي، والممارسة التي تدخل في إطار القوة والإرغام دون رضا الزوجة، بمعنى آخر أن ممارسة الجنس عند الزوجة في هذه الحالة لا تصل فيها إلى الإشباع الجنسي . كيف ذلك ؟

أود أن أشير في البداية إلى أن شهوة المرأة الجنسية تتساوى مع شهوة الرجل الجنسية، بل أكثر من ذلك نجد أن الثقافة الشعبية ، تعتبر أن شهوة المرأة الجنسية تفوق الشهوة الجنسية عند الرجل ولهذا نجد في هذا الإطار أن هذه العقلية الذكورية تسعى بكل الوسائل إلى كبح هذه الشهوة الجنسية، بحيث تقوم بختان المرأة نفسيا وذلك – كما هو الأمر بالنسبة إلى بعض المجتمعات العربية التي تقوم بختان المرأة جسديا للقضاء على شهوتها الجنسية – بتجريم كل الإيحاءات الجسدية الجنسية الصادرة عنها، أو تجريم أي علاقة تقوم بها المرأة قبل الزواج، حيث تدخلها في خانة الفساد. وتجعلها مجرد وسيلة للإشباع الجنسي بالنسبة إلى الرجل في أي لحظة يريد ذلك بدون أن يراعي رغبتها في ذلك أم لا وبالتالي لا يعتبرها طرفا في العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة.

إن أكبر دليل على تساوي المرأة مع الرجل في الشهوة الجنسية، هو ما أثبتـته الأبحاث البيولوجية ، بتشابه ميكانيزمات الشهوة الجنسية والإثارة الجنسية وتشابه الوصول إلى الرعشة الجنسية بين المرأة والرجل، إذ أن الاختلاف يكون فقط على مستوى الأعضاء التناسلية، لكن العقلية الذكورية، هي التي أسست هذا الاختلاف الجنسى بين الرجل والمرأة، واعترفت بوجود شهوة جنسية عند الرجل من حقه إشباعها، لكن لا تعترف بحق المرأة بالإشباع الجنسي، ومن هنا أسست العقلية الذكورية هذا الاختلاف في التعبير عن البنية الجنسيه، ومن ثم أصبح يختلف كل من الرجل والمرأة في طريقة التعبير عن شهوته الجنسية، فالرجل يعبر عن هذه البنية الجنسيه بكل وضوح وجرأة ، فله الحق في التعبير عن رغباته الجنسيه، بل أحيانا يضع لها إستراتيجية هجومية تتجاوز حدود الرغبة المتبادلة كالتحرش الجنسي بالمرأة وأحيانا يتجاوز ذلك إلى الاغتصاب . من هنا نجد أن المرأة تم قهرها سيكولوجيا ولا شعوريا بفقدانها الشهوة الجنسية بعدم التفكير في الجنس كالرجل، بحكم تبنيها لنظام الكبح الذي تمارسه العقلية الذكورية على الجنسيه الأنثوية .

وهذه المفارقة تجعل العقلية الذكورية مستغرقة في تصور متناقض هي بدون رغبة جنسية وفي الوقت نفسه يجعل من المرأة كائنا شهوانيا يخاف منه باستمرار لأنه يشكل خطرا في المستقبل في إطار مؤسسة الزواج، بحيث نجد أن الرجل يبحث بشكل وهمي عن المرأة التي لا تملك شهوانية جنسيه ولا تهتم بأمور الجنس معتقدا بذلك أنها لم يسبق لها أن دخلت في علاقات عاطفية أو جنسية .

ان ممارسة الاغتصاب الزوجي هو مرض نفسي فالرجل عندما يقوم باغتصاب زوجتة من المؤكد ان يكون لدية اضطرابات نفسية كأن تكون لدية مشاكل بطفولتة و خلل في علاقتة بامة و تسببت هذة العلاقة المتوترة بامة الي اذلال مما يخلق حاجة الرجل بالسيطرة علي المرأة و الانتقام منها ، واما ان لدية مشكلة مع سلطتة الداخلية و ليس بامكانة ضبط او منع نفسة من القيام باي تصرف سلوكي او ان لدية شعور باللذة عندما يري الاخر يتألم.و انة قد لوحظ زيادة حالات الاغتصاب الزوجي في الطبقات الاكثر فقرا ، ربما لان الزوج الفقير المعدم لا يشعر بكرامتة ولا برجولتة بينما هو لا يستطيع توفير حاجات اسرتة وربما يشعر بالدونية لفقرة فيحول كل هذة المشاعر السلبية الي طاقة قهر و اذلال لزوجتة علة يتخلص من تلك المشاعر و يثبت لنفسة انة مازال رجلا و مازال مسيطرا، و”في مثل هذه الظروف التي يسود فيها الفقر المادي، نجد أن الفرصة مهيأة للفقر العاطفي إذ لا يتوقع أن تنمو مشاعر حميمية دافئة ورقيقة بين زوجين تطحنهما الحياة ويتعرضان للمذلة والمهانة وقسوة الظروف في كل لحظة، وليس فقط الفقر المادي والعاطفي بل يلحق بهما الفقر الفكري والثقافي والروحي حيث لا توجد وسائط فكرية وثقافية وروحية تسمح بالتواصل الراقي بين الزوجين فتتحول العلاقة الجنسية إلى علاقة جسدية بدائية تتبدى فيها المشاعر البدائية من العنف والجنس في أكثر صورها فجاجة , وتتحول العلاقة الزوجية إلى علاقة سادو/ماسوشية تأخذ شكل الإغتصاب الزواجي ، إذن فالفقر المادي وحده قد لا يكون سببا وحيدا للإغتصاب الزواجي، ولكن في أغلب الحالات نجد أن الفقر المادي يتضافر معه أنواع أخرى من الفقر العاطفي والفكري والثقافي لكي ينتج هذه الحالة من القهر والقهر المزاح، قهر للرجل من ظروف حياته القاسية يزيحه نحو زوجته حين يقهرها على علاقة جنسية لا ترغبها فيشعر هو بالنصر والتوازن النفسي المؤقت الذي يغريه بمعاودة السلوك لأنه الوسيلة الوحيدة التي يشعر فيها يكينونته الذكورية والرجولية”.

هل يجوز اكراه الزوجة أوالمملوكة علي المعاشرة؟؟ ؟؟؟

السابق
باسيل: المواجهة مع داعش في لبنان ستكون ضارية ولكننا سننتصر
التالي
الإرهاب دخل في مرحلة تحدٍ جديدة مع الدولة