قراءة سياسية في ابعاد اجتماع الفيصل – ظريف و«الغزوة» الحوثية

السعودية وإيران

اذا كانت الرهانات المتعاظمة على ايجابيات يفترض ان يتمخض عنها اللقاء السعودي – الايراني الذي وعد بفتح صفحة اولى من فصل جديد في العلاقات بين البلدين، فإن الايام المقبلة يفترض ان تحمل الخبر اليقين لعدد من الاستحقاقات اللبنانية المؤجلة والازمات المتراكمة اقله على المستوى السياسي باعتبار ان التعقيدات الامنية تستوجب معالجات من نوع آخر.

لكن التطورات الاقليمية التي واكبت اللقاء، لا سيما المتصل منها بالتوغل العسكري للحوثيين في صنعاء والسيطرة على المقار العسكرية والحكومية، احدث نقزة لامست حدود الريبة في حقيقة النوايا الايرانية بحسب ما لاحظت مصادر سياسية مواكبة شككت في مدى الرهان على الايجابيات، وقالت لـ “المركزية” ان ما جرى في اليمن يشبه الى حد بعيد اتفاق الدوحة في لبنان الذي فرض بحكم الامر الواقع بعد استيلاء طرف معين على العاصمة وحمل الفريق الآخر على الموافقة على التسوية بشروطه موضحة ان سقوط صنعاء شكل ضربةمباشرة للامن السعودي. واستغربت الحديث عن توافق على هذا السيناريو سائلة اي اتفاق هذا الذي يعلن فيه احد الطرفين هزيمته؟ واعتبرت ان موعد اللقاء بين وزيري خارجية البلدين الامير سعود الفيصل ومحمد جواد ظريف حدد مسبقا، وليس مرتبطا في اي شكل بالوضع اليمني، مؤكدة ان الحوثيين ولئن توقفت غزوتهم عند حدود السلطة الا ان لهم شروطا تبدأ من رئيس الحكومة الى الحقائب الوزارية وغيرها. ووصفت اتفاق “السلم والشراكة الوطنية” باتفاق الهزيمة للاخوان المسلمين ومن يناصرهم.

واستبعدت المصادر المشار اليها الى حد الجزم، مستندة الى معطيات تملكها، وجود انعكاسات للقاء الفيصل – ظريف، على المستوى اللبناني الداخلي، معتبرة ان العمل الجاري على الخرائط والتغيير الدموغرافي ابعد بأشواط من لقاءات واجتماعات ثنائية او ثلاثية، وشددت على ان الجانب الايراني رد في اليمن على انضواء السعودية في محور التحالف الدولي وموافقتها على تدريب الجيش السوري الحر.

غير ان اوساطا سياسية في قوى 14 آذار لاحظت ان السيناريو اليمني يأتي من ضمن مشروع اقليمي يقضي بتهدئة الاوضاع في مختلف البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة من العراق الى اليمن وحصرها في سوريا تمهيدا لارساء الحل بعد التوافق عليه بدليل انتقال “داعش” من العراق الى الداخل السوري حيث سيطر على 63 قرية كردية، الا انها اعتبرت ان الازمة السورية دونها عقبات بالغة التعقيد لا سيما في ظل التجاذب الاميركي – الروسي في ضوء دعم موسكو لنظام بشار الاسد لتمكينه من تحسين اوراقه ميدانيا ومحاولة السيطرة على الجزء الاوسع من الارض بهدف اعادة فرضه على المفاوضات من باب الموقع القوي، خصوصا بعد الازمة الاوكرانية التي تعتبر روسيا ان للولايات المتحدة الاميركية اليد الطولى فيها.

واعتبرت ان الاتفاق اليمني بداية شراكة وجزء من التفاهم الايراني – السعودي، بلور بوضوح وللمرة الاولى سياسة الرئيس الايراني حسن روحاني الانفتاحية التي تشكل اساسا لمشروع الحل في المنطقة، مشيرة الى ان المرحلة المقبلة قد تشهد زيارة ايرانية للمملكة لاستكمال التواصل، من دون استبعاد ان تكون اولى انعكاسات التقارب الايراني – السعودي في الداخل اللبناني، عبر لقاءات بين قادة فريقي 8 و14 آذار، مشيرة الى ان ملف لبنان لم يغب عن لقاء ظريف – الفيصل الذي استمر لاكثر من ساعة ورسم خريطة طريق لمرحلة انتقالية في المنطقة، على قاعدة الشراكة لمعالجة الازمات، بما يفتح باب الامل على امكان سلوك ازمات لبنان طريق الحل بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية.

السابق
اندبندنت: افراد ورجال اعمال يمولون «الدولة الاسلامية»؟
التالي
حريق في خراج جناتا الجنوبية