العدّ العكسي لإقفال ’الجزيرة مباشر مصر’؟

داخل أروقة المركز الصحافي في قصر الاتحادية (القاهرة)، يتداول الصحافيون المتخصصون في تغطية الشؤون الرئاسية المصريّة معلومة مفادها، أنّ الدوحة أبلغت مصر عبر وسيط خليجي قرارها إغلاق «الجزيرة مباشر مصر». وبالرغم من أنّه لم يصدر عن الشبكة الإخباريّة القطريّة أيّ بيان رسمي، إلا أنّ مراقبين مصريين يرون أن ذلك يندرج ضمن «التغيير الواضح» في سياسة «الجزيرة» التحريريّة تجاه مصر، في الآونة الأخيرة.

يأتي الحديث عن إقفال القناة بشكل نهائي، بعد الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري المصريّة في 3 أيلول/ سبتمبر الحالي، والذي يلزم شركة «نايل سات» بوقف بث «الجزيرة مباشر مصر»، لأنّها «حرّضت الهيئات الأجنبية على مصر بنقل وقائع وأحداث غير صحيحة، لإثارة هذه الجهات ضد مصر على نحو من شأنه الإضرار بالأمن القومي». سبق الحكمَ تغييرٌ ملحوظٌ في نبرة القناة تجاه الحدث المصري، تمثّل بدايةً بإلغاء برنامج «المشهد المصري»، وكان يستضيف معارضين للنظام الحالي. كما بدأت القناة بتقليل المساحة الخاصّة بنقل أخبار تتبنى وجهة نظر الإخوان. ولوحظ أيضاً التخفيف من اللهجة الحادة في أخبار مصر عبر موقع «الجزيرة نت»، إلى جانب تمرير فقرات إخباريّة تتضمّن نوعا ًمن النقد للإخوان، وذلك ما يعدّه مراقبون خروجاً تدريجياً عن التحيّز المطلق للجماعة، ولكن بشكل لا يظهر الشبكة بمظهر المهزومة.
يقول صحافي يعمل كمعدّ نشرات أخبار في «الجزيرة مباشر مصر» لـ«السفير» إنّ «الحديث عن إغلاق القناة يتردَّد بكثرة مؤخراً داخل مقرّها في الدوحة»، حيث يعمل. ويضيف: «يأتي ذلك بعد قرار قطر المفاجئ طرد شخصيات إخوانيّة كانت تظهر بشكل شبه يومي على شاشة القناة». ويقول الصحافي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: «لا نعرف مصيرنا إذا صدقت التوقعات حول إقفال القناة، بعض زملائنا يتحدثون عن نيّتهم مغادرة الدوحة قريباً، للعمل في وسائل إعلام أخرى تمولها قطر، لكن في بريطانيا وأميركا وتركيا».
ويرى مراقبون إنّ قطر «لم تعد بحاجة لدعم الإخوان عبر شبكتها الإعلامية، حيث صنعت لهم بالفعل وسائل إعلام بميزانية مفتوحة في دول أخرى منها بريطانيا»، في محاولة لإرضاء الدول الخليجية التي شددت قبضتها على قطر مؤخراً.
يقول سامح سيف اليزل، مدير «مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية» لـ«السفير» إنّ إقفال «الجزيرة مباشر مصر» كان واحداً من بنود «وثيقة جدة» التي وقّعت الجمعة الماضي ضمن «تحالف مواجهة «داعش»، مشيراً إلى أنّ قطر ستلتزم بذلك، بعد تحسّن العلاقات بين مصر وأميركا مؤخراً. لكن سيف اليزل يرى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، «فالبرغم من أنّ نبرتها اختلفت، إلا أنّ القناة ما زالت تستخدم مصطلحات مثل الانقلاب».
من ناحية أخرى، طالب المذيع عمرو عبد الحميد، عبر برنامجه «الحياة اليوم» على فضائية «الحياة»، بأن تعلن مصر رسمياً استقبالها للإعلاميين المصريين في قطر الراغبين بالعودة إلى بلادهم، مؤكداً أنّه يعلم أنَّ معظم هؤلاء الإعلاميين ينتظرون مبادرة من مصر تطمئنهم.

السابق
خطف محمد خالد اسماعيل في دورس
التالي
متحف د. منصور عيد لأدباء وشعراء منطقة جزين