فصل الله: للكف عن أسلوب قطع الطرقات وابتداع أساليب أكثر حضارية

شدّد العلامة السيد علي فضل الله على ضرورة أن توحد “الدولة اللبنانية جهودها لحل هذه الأزمة الإنسانية والوطنية أزمة الجنود المخطوفين، واستنفاد كل الوسائل التي تؤدي إلى عودة هؤلاء الشباب إلى أهلهم وذويهم سالمين، حفظا لهيبة الجيش اللبناني ومعنويات أفراده وكل اللبنانيين”.
ودعا فضل الله في خطبة الجمعة اليوم التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، إلى “وعي المخاطر التي قد تترتب على أي تحرك انفعالي غير مدروس، كالذي حصل أخيرا بعد إقدام الخاطفين على قتل الشهيد عباس مدلج، وذلك منعاً لإثارة فتنة داخلية”، وناشد “اللبنانيين الكف عن أسلوب أدمناه عند كل احتجاج، وهو أسلوب قطع الطرقات، وإحراق الإطارات. إننا مع تقديرنا للمشاعر والأهداف التي تدعو البعض إلى استخدام هذا الأسلوب، نهيب بالجميع ابتداع أساليب أكثر حضارية، ولا تنافي الحكم الشرعي الذي لا يجيز قطع الطرقات، ولا الإضرار بمصالح الناس أو البيئة أو الصحة”.
وقال: “انطلاقا من كل هذا الواقع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون، على المستوى السياسي والاقتصادي والمعيشي والأمني، نعيد دعوة المسؤولين إلى الارتفاع إلى مستوى المخاطر التي تتهدد البلد على مختلف المستويات، وإيلاء هذه القضايا اهتماما كبيرا، ولا سيما مشكلة الشغور في رئاسة الجمهورية، وتعطيل العمل في المجلس النيابي، فمن حق اللبنانيين على المسؤولين أن لا يتركوا الدولة دون ركائز، في الوقت الذي يداهم الخطر الجميع”.
وتمنى أن “تتم مواجهة منطق التكفير الذي يعانيه العالم العربي بأياد عربية وإسلامية، وأن تكون هذه المواجهة قائمة على أسس فكرية وثقافية تقنع الكثير ممن غرر بهم، لأن يعيدوا النظر في ما حملوه من هذا المنطق.. فلا نكتفي بالجانب الأمني الذي لا يشكل حلا، بل قد يعزز هذا المنطق ويقوي حضوره”، وقال: “هنا، لا بد من أن نقدر أي جهد يبذل في هذا المجال، ولا سيما الفتاوى التي صدرت في هذا السياق عن شيخ الأزهر أو مفتي السعودية أو غيرهما، ونأمل أن تستتبع بفتاوى وآراء لعلماء آخرين، لمواجهة هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا على صورة الإسلام وحضوره، وإعادة تصويب البوصلة نحو مقاومة العدو الصهيوني، بدلا من هذا البلد العربي أو ذاك الإسلامي، كما يحصل الآن”.

السابق
الحكومة الأميركية تهدد «ياهو»
التالي
داعش تفوح نفطاً ومخابرات