حزب الله:لن ننتظر رأس جندي ثالث

كان ليل السبت – الأحد ثقيلاً على لبنان على وقع الأنباء التي إنتشرت كالنار في الهشيم عن إعدام «داعش» جندياً لبنانياً من البقاع، هو الثاني من بين عسكريين ورجال أمن محتجزين في قبضة «جبهة النصرة» و«داعش» منذ إنفجار حرب عرسال وجرودها في الثاني من أب الماضي.

مصادر قريبة من «حزب الله» كشفت لـ«الراي» الكويتية عن “معارك عنيفة دارت بين مقاتلين من الحزب ومسلحين من الإرهابيين بُعيد ذبح الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج، وإمتدت ليلاً في جرود اللبوة وجرود عرسال.”

وأكدت هذه المصادر ان “حزب الله إنهمك طوال الليل في تهدئة القرى البقاعية تفادياً للوقوع في فخ داعش، وذلك عبر تطويق التوترات ومنْعها من التحول الى صراع مذهبي إنتقاماً لذبْح مدلج، إبن منطقة البقاع”، مشيرة الى “لقاءات ليلية طويلة وكثيفة عُقدت مع مسؤولي حزب الله في مناطق البقاع لمنْع ردات الفعل والحؤول دون تفاقمها او تحوّلها معركة بين قرى البقاع (شيعية وسُنّية)”، لافتة الى انه “داخل سجن رومية توتّرت الأجواء بين السجناء، إذ كان بعضهم ينوي الإنتقام للجندي اللبناني المذبوح.”

وأخذت المصادر القريبة من «حزب الله» على الحكومة اللبنانية عجزها عن القيام بأي حلّ، قائلة “إنها لا تريد الإنصياع لرغبات الخاطفين ولا تحرّك ساكناً في الوقت عيْنه، وخصوصاً بعد مقتل الجندي الثاني و… الحبل على الجرار.”

وتابعت: “قوى 14 اذار لا تريد تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق موقوفين إسلاميين في سجن رومية، والحكومة والوزراء يتخاذلون حيال هذا الامر، وكذلك الراغبون في الوصول الى رئاسة الجمهورية.”

وأشارت المصادر الى ان “داعش يقتل الجندي تلو الآخر، والحلّ لا يكون في إنتظار رأس جندي ثالث، بل بالبدء في تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة عن الدولة اللبنانية بحق الاسلاميين الموقوفين وقطع رؤوس هؤلاء المنتمين الى “داعش” و”النصرة” ومَن يناصرهم ايضاً.”

ولفتت مصادر «حزب الله» لـ«الراي» الى ان “الاجواء المستجدة ستنعكس سلباً على السوريين الموجودين في لبنان، ليس فقط عبر تضييق الخناق عليهم بل لأن الخوف بدأ ينتشر في صفوفهم، الأمر الذي سيخفض عددهم بسبب شعور العداء الذي بدأ يتعاظم تجاههم من غالبية اللبنانيين.”

واشارت الى ان “الحل هو في ان تنأى الحكومة اللبنانية عن حساباتها السياسية الضيّقة، لأنه اذا لم تلجأ الى إعدام الاسلاميين الصادرة بحقهم أحكام إعدام، فالبلاد ستكون أمام خطر التقسيم، ويَتحقّق لداعش ما لم تستطع الحرب الاهلية تحقيقه على مدى 15 عاماً”، لافتة الى “ان لا طائل من قطع الطرق وحرْق الدواليب، فهذه الأساليب لن توصل الى اي نتيجة، وتالياً على الحكومة المواجهة او ترْك المجال لمَن يستطيع ان يحمي البلاد من حرب طائفية.”

السابق
ما لا تعرفونه عن «خليفة داعش» أبو بكر البغدادي
التالي
برج الشمالي امهلت النازحين 48 ساعة