شاعر آخر يغيب… هل يجوز انتقاد سميح القاسم الآن؟

سميح القاسم كان قد استبق الموت من خلال قصائده. واجهه قبل أن يصبح واقعاً، وأشهر سيف الشعر في وجهه مردداً: أنا لا أُحبُّكَ يا موتُ.. لكنّني لا أخافُكْ / وأدركُ أنَّ سريرَكَ جسمي.. وروحي لحافُكْ / وأدركُ أنّي تضيقُ عليَّ ضفافُكْ / أنا.. لا أُحبُّكَ يا موتُ / لكنني لا أخافُك.

سميح القاسم كان قد استبق الموت من خلال قصائده. واجهه قبل أن يصبح واقعاً، وأشهر سيف الشعر في وجهه مردداً: أنا لا أُحبُّكَ يا موتُ.. لكنّني لا أخافُكْ / وأدركُ أنَّ سريرَكَ جسمي.. وروحي لحافُكْ / وأدركُ أنّي تضيقُ عليَّ ضفافُكْ / أنا.. لا أُحبُّكَ يا موتُ / لكنني لا أخافُك.

توفي مساء الثلاثاء الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم عن عمر ناهز 75 عامًا، وذلك في أعقاب تدهور خطير في حالته الصحية قبل أسبوعين، حيث كان يعالج في مستشفى صفد في الأراضي المحتلة. ولا يمكن بأيّ شكل فصل فلسطين عن شعرائها، خصوصاً الذين عكسوا انتفاضاتها ومقاومتها وهمّها الوطني. كان الشعر، وربما لا يزال، جزءاً من القضية الفلسطينية، وقد حمل الشعراء كلماتهم كأمانة يوبّخون من خلالها العالم ويحمسّون المقاتلين.
لكن في المقلب الآخر، أطلقت وفاة القاسم نيران منتقديه بسبب قصيدة رثا فيها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وفي إحدى المقابلات التلفزيونية، تحدّث القاسم عن استدعاء الأسد له بعدما كتب عنه مقالاً مسيئاً، وقد ذهب لمقابلته “من دون خوف”، على حدّ تعبيره.
هذه العلاقة دفعت بالبعض إلى التغاضي عن إرث القاسم الشعري والبحث عن موقفه من الأسد، في ظل الحرب السورية التي شردت وقتلت شعباً بأكمله. وأعادت سؤالاً بارزاً حول الانقسام السياسي وتأثيره على الثقافة، على الرغم من أن القاسم سُجن أكثر من مرة كما وُضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي، وطُرد من عمله عدة مرات بسبب نشاطه الشعري والسياسي، وواجهَ أكثر من تهديد بالقتل.
وكان الشاعر الراحل يعالج من مرض سرطان الكبد الذي أصابه منذ سنوات، وقد وصفت حالته بأنها حرجة للغاية بالأيام الأولى لمكوثه في المستشفى. القاسم من الطائفة الدرزية وهو فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية. ولد في في مدينة الزرقاء الأردنية ودرس في بلدة الرامة وبالناصرة شمال فلسطين، واعتقل عدة مرات، وفرضت عليه الإقامة الجبرية من قوات الاحتلال بسبب مواقفه الوطنية والقومية، وقد قاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على طائفته.
اشتهر القاسم أيضاً بصداقته مع الشاعر الراحل محمود درويش، إذ تبادل الشاعران مراسلات عُرفت لاحقاً بـ” كتابات شطري البرتقالة”. وقد ترك القاسم إرثاً من أكثر من 60 مؤلفاً بين الشعر والنثر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة. وكتب القاسم قصائد معروفة تغنى في كل العالم العربي، منها قصيدته التي غناها الفنان مرسيل خليفة “منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي”.
القاسم كان قد استبق الموت من خلال قصائده. واجهه قبل أن يصبح واقعاً، وأشهر سيف الشعر في وجهه مردداً: أنا لا أُحبُّكَ يا موتُ.. لكنّني لا أخافُكْ / وأدركُ أنَّ سريرَكَ جسمي.. وروحي لحافُكْ / وأدركُ أنّي تضيقُ عليَّ ضفافُكْ / أنا.. لا أُحبُّكَ يا موتُ / لكنني لا أخافُك.

السابق
جدل في السعودية حول تغريدة بشأن داعش
التالي
جعجع: نتفهم السعي للتمديد لكن الانتخابات أفضل