حزب الله ’خلف الجيش’ في عرسال

قاسم قصير

لم يكن المسؤولون في “حزب الله” يتوقّعون مطلقاً أن ترتكب المجموعات السورية وغير السوريّة المسلّحة في منطقة عرسال هذا الخطأ الاستراتيجي الذي يضعها في مواجهة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والدولة اللبنانية مباشرة، بحسب ما تؤكده مصادر قريبة جداً من الحزب لموقع NOW.

ووفق المصادر إيّاها، فإنّ مسؤولي حزب الله يرَون أنّ هذه المجموعات، ارتكبت الخطأ نفسه الذي ارتكبه الشيخ أحمد الأسير قبل نحو سنة في حزيران 2013، عندما دخل في صراع مباشر مع الجيش اللبناني في عبرا، فيما كان الكثيرون يراهنون على أنّه سيدخل في صراع عسكري مع حزب الله، ما أدى آنذاك إلى نهاية الظاهرة الأسيرية بأقل الأضرار الممكنة؛ في حين خرج حزب الله وحركة أمل من هذا الصراع، بعد أن انتظرا نحو سنة، دون أن ينجرّا إلى الاستفزازات التي قام بها الشيخ الأسير وأنصاره في صيدا ومحيطها.

وتقول المصادر إن حزب الله يقف اليوم خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية في المعركة ضد المجموعات المسلحة في عرسال، “لأن الحزب كان يتخوف منذ فترة من أن يتم إدخاله في صراع مكشوف مع أهالي عرسال والمجموعات الموجودة فيها وفي محيطها، ما كان سيؤدي إلى فتنة مذهبية في المنطقة”.

وتوضح المصادر نقلاً عن مسؤولين في الحزب، أنه عمد إلى الاستنفار والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات، وخصوصًا تمدد الصراع الى القرى والبلدات المحيطة في عرسال وقيام العناصر المسلحة بالهجوم على هذه القرى.

ويعتبر مسؤولو الحزب، بحسب ما تنقله عنه المصادر القريبة من الحزب، أنه “بعد أن كانت بعض القوى السياسية والحزبية والشخصيات النيابية من قوى 14 آذار وتيار المستقبل تحاول إدخال حزب الله في الصراع القائم اليوم وتحميله مسؤولية ما يجري، فإن الجيش اللبناني مدعوماً من الحكومة اللبنانية ومن شخصيات أخرى في قوى 14 آذار وتيار المستقبل، بات هو في مواجهة المجموعات المسلحة. ولم يكن بالإمكان إدخال الحزب في الصراع، لأن ما قامت به المجموعات المسلحة كان احتلالاً صريحاً للأراضي اللبنانية، واعتداء مباشراً على السيادة اللبنانية”.

وانطلاقاً من ذلك، يرفض حزب الله ومسؤولوه الدخول في أي سجال مباشر مع بعض شخصيات تيار المستقبل وقوى 14 آذار والهيئات الإسلامية، واكتفى بإصدار بيانات الدعم للجيش اللبناني والإشادة بالحكومة اللبنانية مع بعض الردود الموضعية على بعض النواب المسقبليين.

ويبدو، بحسب المصادر نفسها، أن مسؤولي الحزب لم يكونوا أبداً ينتظرون هذه الهدية المباشرة من المجموعات السورية المسلحة، والتي كشفت خطورة ما يجري على الحدود، وقدمت تبريراً كاملاً لكل ما يقوم به الحزب في سوريا من مواجهة هذه المجموعات.

وبانتظار وضوح صورة الوضع الميداني في عرسال، ومصير الاتصالات لسحب المسلحين من المدينة ومحيطها، تؤكد المصادر القريبة من حزب الله أن مقاتلي الحزب على أتم الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات. وهم يقفون خلف الجيش اللبناني وعناصره، وهو التكتيك نفسه الذي يحصل في الجنوب اللبناني حيث يتولى الجيش مواجهة اي عدوان على لبنان وحزب الله يقف خلفه.

السابق
بري يحدد الثلاثاء المقبل موعداً جديداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية
التالي
مسلحو داعش اجبروا مسيحيين في الموصل على الفرار