الحريري يؤكد أنه دعم فوري للجيش والقوى الأمنية ويندد بالتخاذل الدولي

سعد الحريري

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : لأنه “من المستحيل على الكبار والشرفاء والأحرار في أمتنا أن لا يقرنوا أقوالهم بالفعل” ولأنهم “لا يتركون البلد الذي دافعوا عن صيغته نهباً للرياح الإرهابية الصفراء التي تهب على المنطقة”، وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز “خطابه التاريخي الذي وجهه قبل أيام موضع التنفيذ” وقدّم مساعدة مالية بقيمة “مليار دولار لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية الشرعية ورفد الدولة بالإمكانات التي تتيح دحر الإرهاب ورده على أعقابه” وفق ما أعلن الرئيس سعد الحريري في مؤتمر صحافي عقده أمس في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جدة، مشدداً على أنّ “الإرهاب سرطان يهدد وجود لبنان والمنطقة كلها، واستئصاله مسؤولية الدولة ومؤسساتها”.
وإذ ثمّن للعاهل السعودي إيلاءه شرف الإعلان عن هذا الدعم والإشراف عليه، بدأ الحريري اتصالاته “للمباشرة فوراً في تحديد الاحتياجات الملحّة للقوى العسكرية والأمنية وإعداد البرامج التي تلبي هذه الاحتياجات” واستهلها بالاتصال بكل من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ونائبه وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي. بينما توجّه الحريري في كلمته “من المملكة العربية السعودية إلى جميع اللبنانيين” بالتشديد على أنّ “وحدتنا الوطنية هي السياج الذي يحمي بلدنا ولا يجوز التضحية بها لمصلحة مشاريع خارجية هدفها استدراج الفتن والحرائق إلى لبنان، أو توريطنا في الحروب القريبة والبعيدة والتطوّع في معارك إنقاذ الأنظمة الطاغية”، موضحاً رداً على أسئلة الصحافيين أنّ “المشاكل التي نشهدها اليوم هي بسبب النظام المجرم الذي يذبح السوريين” وندد في هذا السياق بتخاذل المجتمع الدولي في إسقاط هذا النظام ما يجعل لبنان يدفع الثمن مع سائر دول المنطقة، لافتاً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ مشكلة لبنان “هي مشكلة المنطقة ككل” وتكمن في “التدخل الإيراني في سوريا ولبنان والعراق”.
وفي معرض توضيحه أنّ المساعدات المتمثلة بالهبة السعودية لتسليح الجيش بأسلحة فرنسية بقيمة 3 مليارات يحتاج تنفيذها بين سنة وثلاث سنوات لأنها تشمل “إعادة تأهيل الجيش اللبناني”، لفت الحريري إلى أنّ المساعدة السعودية الجديدة بقيمة مليار دولار إنما هي مخصصة لتلبية “طلبات فورية لدى الجيش وقوى الأمن الداخلي وأي جهة أمنية شرعية أخرى لمكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أنّ “توجّه خادم الحرمين الشريفين هو أن تحصل الأمور بسرعة، خصوصاً بالنسبة للذخيرة”.
ورداً على سؤال، حمّل الحريري “حزب الله” مسؤولية ما حصل في عرسال مع تشديده على كون “الجريمة هي دخول بعض اللبنانيين إلى الساحة السورية، كما أنّ دخول بعض السوريين إلى الساحة اللبنانية وضرب السيادة هو أيضاً جريمة”.
إشادات بالدعم السعودي

وفي لبنان توالت الردود المشيدة بالمساعدة السعودية الجديدة، فشدد رئيس الحكومة على أنها “دليل إضافي على تأييد خادم الحرمين الشريفين الكامل للدولة اللبنانية ورغبته في تعزيز مؤسساتها”، وقال سلام: “إنّ هذا القرار يطمئننا في هذه الظروف القاسية إلى أنّ لبنان ليس متروكاً وحده في مواجهة الهجمة الإرهابية”، موجّهاً “باسم الحكومة والشعب الشكر الحار إلى جلالة الملك عبدالله والشعب السعودي”، ومتوجهاً بـ”تحية خاصة” إلى الرئيس الحريري على “المواقف الوطنية الشجاعة والمتقدمة التي اتخذها منذ بدء الأزمة الحالية وعلى الجهود المضنية التي بذلها ويبذلها من أجل بلورة الإجماع الوطني المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة وتقديم يد المساعدة إلى الدولة ومؤسساتها في هذه المرحلة الصعبة التي نخوض فيها معركة إنقاذ الوطن”.
كذلك، ثمّن الرئيس ميشال سليمان الدعم السعودي الذي “جاء تنفيذاً لوعد العاهل السعودي خلال المكالمة الهاتفية مساء الاثنين الفائت بتلبية الحاجات السريعة للجيش والتي لا تحتمل انتظار تنفيذ العقود مع الدولة الفرنسية بقيمة 3 مليارات دولار”. كما لفت النائب مروان حمادة إلى أنّ “المكرمة السعودية الجديدة تترجم بالأفعال لا بالأقوال التزام العاهل السعودي ما أعلنه من تصميم على الدفاع عن العروبة الحقيقية والإسلام الحنيف وتصديه للإرهاب واستبداد بعض الأنظمة”، مثنياً في السياق عينه على “موقف الرئيس الحريري ومتابعته ملف تسليح الجيش بما يحقق مناعة لبنان ضد الإرهاب، وقد أثبت مرة جديدة تمسكه بالسياسات المبدئية التي طالما حافظ عليها منذ أن تسلّم الوديعة بعد اغتيال والده”.
عرسال

في الغضون، تواصل عرسال مقاومتها الإرهاب بقوة صبرها واعتدالها والتفافها حول الدولة ومؤسساتها الشرعية متعاليةً على قطّاع الطرق أمام إمداد أهلها المحاصرين بالماء والغذاء والدواء كما حصل أمس في بلدة اللبوة، وأفادت مصادر معنيّة “المستقبل” بأنّ هناك اتصالات تُجرى لمعالجة هذا الموضوع وتأمين إدخال المساعدات إلى عرسال اليوم.
وبعدما نجحت الوساطات التي تقوم بها هيئة العلماء المسلمين في إطلاق 3 من عناصر الجيش الأسرى لدى المسلحين وتثبيت الهدنة العسكرية 24 ساعة إضافية، شبّه وزير العدل أشرف ريفي العمل الجاري لإنهاء محنة عرسال “كمن يعمل على تفكيك الألغام”، وقال لـ”المستقبل”: “كان من المتوقع إطلاق 6 عسكريين من أسرى الجيش (أمس) إلا أنّ أموراً معيّنة حصلت وأدت إلى تعقيد المفاوضات التي تجريها هيئة العلماء والاكتفاء بإطلاق 3 عسكريين فقط”، كاشفاً عن “وعد بإطلاق دفعة جديدة من الأسرى اليوم”.
ورداً على سؤال، أكد ريفي أنّ “جزءاً كبيراً من المسلحين انسحبوا أمس (الأول) من عرسال تلاه انسحاب قسم آخر” أمس، مشيراً كذلك إلى أنه من المفترض أن ينسحب جزء آخر من المسلحين ليل الأربعاء الخميس.
انفجار طرابلس

وليل أمس، دوى انفجار عبوة ناسفة على بعد ثلاثين متراً من نقطة للجيش اللبناني في منطقة محرم في طرابلس ما أسفر عن مقتل شخص وجرح 11 آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة وفق ما أعلن الصليب الأحمر اللبناني. في حين أفادت قناة “MTV” أن الانفجار وقع أثناء مرور موكب رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان مالك جديدة إلا أنه لم يُصب بأذى.

السابق
الأمن يهتز: عبوات ناسفة واطلاق نار وقطع طرقات
التالي
عرسال تفرغ تدريجاً تحت حصار الجيش