عين الحلوة: مياه الشرب ملوثة

لا مياه صالحة للشرب في بعض الأحياء من مخيم عين الحلوة، والأحياء الأخرى بالكاد تصلها المياه، وذلك إن تكرّمت الكهرباء على أهالي المخيم. محمود بريش من سكان حي الطيري في المخيم يقول: في منطقتنا بئران، ومع ذلك فهناك أماكن لا تصلها المياه أو تصل قليلة، والشح الموجود في المياه في بعض المناطق نتيجة اهتراء الشبكة تحت الأرض، بالرغم من أنه تم إنجاز البنى التحتية في المخيم، غير أن هناك فساداً في الأعمال، وبعض القساطل المهترئة لم تُستبدل، فتم تسرب مياه الصرف الصحي واختلطت بمياه الشرب.

ونتيجة ذلك يضطر الناس إلى شراء المياه عن طريق صهاريج المياه، بالرغم من الضائقة المادية عند الناس، فيتم تقسيم الصهريج على أكثر من خزان.
منعم عوض رئيس «اتحاد المهندسين الفلسطينيين في لبنان»، قال: إن مشكلة المياه في فصل الصيف تتكرر، وهي في الأساس مشكلة كهرباء، فالتقنين بالكهرباء لا يسمح بضخ المياه من الآبار الموجودة بالمخيم، وهناك تقصير من «الأونروا» ومن التنظيمات الفلسطينية بموضوع المازوت، لأنه يمكن استعمال المضخات لسحب المياه من الآبار، وكذلك هناك عدم تنسيق ضخ المياه في الوقت ذاته بين الآبار.
ويضيف: الجيران يتعاونون في ما بينهم، فالبيت الذي تصله المياه، يعطي المياه للجيران الآخرين عن طريق «النرابيج»، ولكن هذا لا يكفي ويجب تعزيز موضوع المازوت لتشغيل المضخات الكهربائية، وفي الوقت نفسه هناك مشكلة تسرب مياه الصرف الصحي إلى بعض أحياء المخيم.
الحاجة أم يوسف عوض تلفت إلى أن مياه الشرب لونها أصفر ورائحتها كريهة، ولم نستطع استعمالها لا للغسيل ولا للشرب، ونحن أكثر من عائلة في نعيش في المبنى نفسه، ونعاني المشكلة نفسها، وليس لدينا المال الكافي لشراء المياه كل يوم، فالمياه شحيحة وإذا كانت موجودة نجدها ملوثة. وتشير الحاجة خديجة عبد الحميد إلى أن المياه تنقطع باستمرار في الحي، عدا أنها ملوثة بمياه الصرف الصحي ورائحتها كريهة، ونحن نضطر للذهاب إلى المسجد القريب من الحي، لملء قوارير المياه.
وسمر من سكان المخيم، قالت: إن المياه ملوثة بمياه المجاري، وحتى نشرب نحضر المياه النظيفة من المسجد، وعندي ثلاثة أطفال وأخاف من موضوع تلوث المياه، والتلوث الحاصل يعود إلى أعمال البنى التحتية الفاشلة، ونحن لا نستطيع يومياً شراء المياه، فتكلفة مياه الشرب نحو ستة آلاف ليرة. فقط لمياه الشرب عدا المياه التي نحتاجها لطهو الطعام، والاحتياجات الأخرى، لذلك أغسل الملابس بالمياه الملوثة. وقد أقفلنا الطريق الرئيسة في المخيم احتجاجا ولكن لا حياة لمن تنادي.
غانم قبلاوي، قال: إن تلوث المياه سيؤدي إلى أمراض معدية، كالكوليرا. وهذا المرض سينتشر إذا لم يجدوا حلا، ونحن بانتظار الحلول الجذرية، فالمشكلة الأساسية هي أن أنابيب مياه الشرب ملتصقة بأنابيب الصرف الصحي، وعند التسرب اختلطت المياه بعضها ببعض.
الحاجة أم فايز، قالت: نحن نعاني منذ خمسة أيام، ونقوم بتعبئة المياه من المساجد القريبة، وخاصة في شهر رمضان وحاجتنا لغسل الفواكه والخضار، ولا أحد ينظر لمشكلتنا. وميساء السعدي، قالت: إنها نتيجة شرب المياه، أصيبت وأولادها بمرض اليرقان.
الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا، قال: المخيم يتأثر بما تتأثر به المناطق الأخرى من انقطاع المياه، ولكن مشكلة مخيم عين الحلوة هي بانقطاع التيار الكهربائي، ما يؤدي لانقطاع المياه، فالكهرباء لا نراها إلا ساعتين في النهار وساعتين في الليل، وحتى خلال هذه الفترة تنقطع نحو ربع ساعة، ما يشكل أزمة مياه في المخيم.
والمشكلة تكمن في عدم تأمين ضخ المياه بطريقة موحدة، ففي المخيم عشر آبار، وهناك مولدات كهرباء، من الممكن أن تغطي لمدة 4 ساعات يوميا، وهذه الآبار مسؤولة عنها منظمة التحرير واللجنة الشعبية. أما «الأونروا» فمسؤولة عن تأمين المازوت للمولدات، ولكن شبكة المياه المهترئة ووجود (شفاطات) المياه يزيد من الأزمة، ويجب أن يكون هناك تنسيق بين المسؤولين عن الآبار، والمسؤولية كذلك تقع على عاتق «الأونروا» لتأمين الصيانة للآبار والمولدات.
أما عن كيفية تأمين المياه للمنازل، فقال: التعاون موجود بين السكان ولكنه ليس حلا جذريا. وعن الحل «عقدنا اجتماعاً مع الأونروا كي تقوم بحل الأمور، ووعدت بأنه حتى نهاية تموز ستحل الموضوع، وذلك بحسب المناطق التي أهّلت فيها أعمال البنى التحتية».
وبالنسبة للمناطق التي حصل فيها التلوث، وخاصة في حي الزيب، فقال: إن سبب التلوث هو أن الأنابيب مهترئة تحت الأرض، وعندما علمنا بتسرب المياه الآسنة واختلاطها بمياه الشفة اتصلنا بـ«الأونروا» وبالمهندس المشرف على المشروع كي يتم إصلاح الأعطال، وتبديل الأنابيب تحت الارض. «نحن كلجنة شعبية نثق بأن الأونروا ستتعاون معنا، ولكن في حال عدم التعاون سنقوم بخطوات تصعيدية».

السابق
عاصي الحلاني أحيا مهرجانات بعلبك
التالي
مؤتمر ’السلم والاعتدال’ خطوة في الاتجاه الصحيح