في حفل إفطار مساء الثلاثاء في مدينة صيدا قال أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات لأحد أصدقائه، تعليقاً على انتشار القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة: “أهم إنجاز هو انتشار القوة الامنية بنجاح واستقبال الناس لها بالترحاب، إنهم بحاجة للأمن والأمان، حتماً سنواجه مشاكل في المستقبل، سنعالجها في حينها.
يعكس رأي أبو العردات الجو العام في مخيم عين الحلوة المرحب بانتشار القوة الأمنية، لكن المشكك بقدرتها على وقف البلبلة الأمنية خصوصا في حال وجود قرار بخرق التهدئة.
ويبدو أن السلطة اللبنانية لعبت دوراً أساسياً في دفع الفلسطيني للإسراع في تشكل القوة الأمنية ونشرها، حتى تأتي بالتوازي مع الخطة الأمنية المزمع تنفيذها في مدينة صيدا.
لكن يبدو أيضا أن انتشار القوة الأمنية في المخيم جرى بالتراضي، فهي لن تنتشر في حي الطيري حيث تتمركز مجموعة بلال بدر، ولا في حي الصفصاف حيث تكثر عمليات الاغتيال والتعدي، كما أنها لن تنتشر في مخيم الطوارىء والمنطقة اللبنانية المحيطة، حيث تتمركز القوة الأساسية لجند الشام. وفي خطوة استباقية لانتشار القوة أعادت المجموعات الإسلامية عناصرها إلى الحاجز المقام قرب مخيم الطوارئ والمواجه لحاجز الجيش في التعمير التحتاني.
وتتحدث أوساط فلسطينية عن موافقة إسلامية على انتشار القوى وكل طرف له أسبابه وتبريراته، فأنصار الله المقرّب من حزب الله اللبناني وافق على الانتشار كي يحصل على شرعية وجوده كطرف فلسطيني خصوصاً بعد حوادث مخيم المية ومية وإقدامه على قتل 8 أشخاص في المخيم المذكور. أما عصبة الأنصار فتسعى لترتيب أوضاع عناصرها المطلوبة للقضاء اللبناني وتجري حالياً إعداد ملفات المطلوبين للوصول إلى تسوية تسمح بتسليم أنفسهم للسلطة اللبنانية ولتسوية أوضاعهم. وهذا الامر ينسحب أيضا على عناصر مطلوبة من الحركة الإسلامية المجاهدة. ويقول مصدر إسلامي إنّ عناصر جند الشام لن تقدم على أي قرار أمني وستحاول تهدئة الأمور إلى أقصى حد مما يؤدي إلى نجاح الخطة الأمنية بحدود معينة، ما يؤشر إلى أن الوضع الأمني هو انعكاس للوضع السياسي. وتهدئة وضع المخيم حاجة لبنانية بقدر ما هي حاجة فلسطينية.