هازار: أرفض مقارنتي بـ«ميسي»

ميسي وهازار

في بعض الأحيان، تجوز المقارنة بين النجوم الكبار واللاعبين الصاعدين الموهوبين، لكن مهما علا شأن الصاعدين، فإن الطريق ما زالت طويلة أمامهم لحفر أسمائهم في السجلات الذهبية.
في مباراة الأرجنتين وبلجيكا اليوم، يتواجه لاعبان من هذا الطراز، الأول هو البلجيكي أدين هازار (23 عاماً)، والثاني الأرجنتيني ليونيل ميسي (27 عاماً). ويرفض هازار أي مقارنة حتى الآن مع ميسي، لكنه يريد السير على خطاه، ولم لا التفوق عليه؟ هنا مقارنة بين النجمين:
] الفنيات: كلاهما فنان من دون أدنى شك. بالنسبة إلى هازار وقبل انتقاله من «ليل» الفرنسي إلى «تشلسي» الإنكليزي كان «يلعب من أجل أن يستمتع» بحسب قوله، وبالتالي لم تكن الحركات الفنية التي يقوم بها فاعلة معظم الأحيان، لكن على الرغم من ذلك كان يقوم بتكرارها. لكن مدربه القاسي في الفريق اللندني ليس إلا جوزيه مورينيو الذي انتقده أكثر من مرة ليجعله أكثر مسؤولية وبالتالي الارتقاء بمستواه ومساعدة الفريق بشكل أكثر فعالية.
أما ميسي، فهو الأكثر أناقة عندما تكون الكرة في حوزته، وحتى عندما ينطلق بسرعة يشعر المرء بأن الكرة لا تبتعد إلا سنتيمترات قليلة عن قدمه اليسرى. كذلك يتمتع بتسديدات دقيقة دفع ثمنها المنتخبان النيجيري والإيراني في دور المجموعات.
] القوة البدنية والرؤية الثاقبة: يختلف اللاعبان أيضاً من الناحية البدنية، إذ يبلغ طول ميسي 1.69 سم، مقابل 1.72 سم لهازار، لكن كلاهما يستطيع التحكم بالكرة بشكل كبير نظراً لقصر قامته. لكن المقارنة تتوقف هنا، ذلك لأن هازار يشغل مركزاً على الأطراف وتحديداً على الجهة اليسرى، أما ميسي فبدأ اللعب على الجهة اليمنى قبل أن يلعب في مركز الوسط المتقدم. وسبق لمدرب بلجيكا مارك فيلموتس أن أشرك هازار كصانع ألعاب في بعض المباريات.
ويفضل هازار اللعب في الجهة اليسرى ويقول في هذا الصدد «يسمح لي هذا الأمر بالمراوغة نحو اليمين والتسديد باتجاه المرمى بواسطة قدمي المفضلة».
أما ميسي، الذي سجل أربعة أهداف حتى الآن وقام بتمريرة حاسمة لزميله انخل دي ماريا، فيعتبر مهاجماً بالدرجة الأولى. و من ناحية السرعة، وبحسب إحصائيات الـ«فيفا»، فإن كليهما لم يتخط سرعة الـ 30 كلم في الساعة الواحدة، أي بفارق كبير عن السرعة القصوى للاعب في الـ«مونديال الحالي» والمسجل باسم الجناح الهولندي الطائر اريين روبن (37 كلم). لكن عندما تكون الكرة بحوزتهما فإنهما لا يجدان مَن يضاهيهما في السباقات السريعة على مسافة قصيرة.
* حاسة التهديف: إذا احتكمنا إلى الأهداف، فإن هازار لا يسجل كثيراً من الموقع الذي يحتله على أرضية الملعب، ففي أفضل موسم له في صفوف «ليل» هز الشباك 20 مرة، أما الموسم الماضي مع «تشلسي» فاكتفى بـ 14 هدفاً، وبالتالي فإنه بعيد جداً عن معدل أهداف ميسي الذي يتخطى الـ40 هدفاً في الموسم الواحد.
ويقول هازار: «لهذه الأسباب لا أريد أن يقارنني احد بـ«ميسي»، حتى الآن لست بمستوى الفاعلية التي يتمتع بها. ما يقوم به على مدار الموسم استثنائي بجميع المعايير».
ونجح ميسي للموسم السادس على التوالي في تسجيل أكثر من 40 هدفاً في مختلف المسابقات (برشلونة ومنتخب الأرجنتين). وفي الموسم 2011 / 2012 وحده، بلغ مجموع ما سجله 82 هدفاً في 59 مباراة وهو رقم خيالي. وكان الموسم الفائت عادياً بالنسبة إليه حيث سجل 48 هدفاً في 54 مباراة فقط!
] الخبرة: تفصل بين اللاعبين أربع سنوات، وبالتالي فإن هازار بدأ يخرج للتوّ من لقب اللاعب الواعد، لكنه بدا مسيرته في سن مبكرة جداً حيث خاض أول مباراة رسمية له مع «ليل» في السادسة عشرة و10 أشهر وبالتالي لعب سبع سنوات على أعلى المستويات، لكن الـ«مونديال الحالي» هو أول بطولة كبرى له وبالتالي لا يزال في طور التعلم.
وبالنسبة لميسي، فإنه يخوض النهائيات الثالثة له وأحرز مع «برشلونة» لقب «دوري أبطال أوروبا» ثلاث مرات، وبالتالي لا مجال للمقارنة بين الاثنين.
] الدفاع في المنتخب الأرجنتيني، المطلوب من ميسي تسجيل الأهداف وتموين زملائه بالكرات الحاسمة وبالتالي لا واجبات دفاعية مطلوبة منه. هازار بدوره لا يحب الشق الدفاعي لكن مدربه مورينيو يذكره بهذه الواجبات. أما في منتخب بلجيكا فإنه يقوم بدور دفاعي خجول، وبالتالي وعلى سبيل الاحتياط طلب المدرب فيلموتس من الظهير الأيسر يان فيرتونغن عدم التقدم والمجازفة كثيراً كي لا تنكشف الجبهة اليسرى كثيراً.
] النادي والأجر: جدد ميسي عقده مع «برشلونة» في أيار الماضي، وبحسب تقارير صحافية سيبقى مرتبطا بالفريق الكاتالوني حتى العام 2018 واصبح اللاعب الأعلى أجراً في العالم، حيث يتقاضى 20 مليون يورو سنوياً. وهو يتقاضى المبلغ نفسه تقريباً من شركات الرعاية.
في المقبال، فإن هازار يتقاضى نحو 10 ملايين يورو مع «تشلسي»، لكن إذا أضفنا الجوائز وعقود الرعاية فإنه يتخطى مبلغ الـ 16 مليون يورو.

السابق
«باب الحارة» المفتوح على تاريخ موصد
التالي
المشاريع تقيم إفطارا خاصا بالإعلاميين