عين حزب الله على العرقوب تحسّباً لما وراء جبل الشيخ

لم تكن منطقة العرقوب ووادي التيم مطلع القرن الماضي على الحال التي أضحت عليه اليوم، فالمنطقة النائية لبنانيا لا طالما كانت قلب الحدث وصلة الوصل ما بين القدس ودمشق، فالحدود هناك تروي قصصاً كثيرة تضجّ بأخبار الأقارب واحوالهم خلف الجليل وجبل الشيخ.

دفعت المنطقة الثمن الغالي في مواجهة العدو الاسرائيلي وكانت المجال الحيوي للعمل الفدائي الفلسطيني والمقاومة الوطنية وصولا الى المقاومة الاسلامية. كما تتحمل مسؤولية وطنية وقومية اكبر، منذ اندلاع الاحداث في سوريا ووصول النار الى منطقة جبل الشيخ والاشتباكات العنيفة التي تحصل هناك، والتي تأخذ احيانا بعدا طائفيا يتم اللعب على وتره من قبل اكثر من جهة داخلية وخارجية ولا سيما من قبل اسرائيل، وأدت هذه الاشتباكات الى تدفق مئات العائلات الى بلدة شبعا.

وامام هذا الواقع تحرّكت فاعليات المنطقة وقواها السياسية والروحية على مشاربها، لنزع فتيل اي توتر قد ينتقل الى العرقوب المعروف بتنوعه الاجتماعي ونسيجه المختلط. واقيم لقاء جامع في مرج الزهور برعاية النائب بهية الحريري وحضورها ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وحضور نجله تيمور. وكان سبقه لقاء آخر في بلدة الكفير.

وبعد التطورات الميدانية التي شهدتها الساحة السورية لا سيما المعارك التي خاضها الجيش السوري في القصير والقلمون، تحولت الأنظار الى الحدود الجنوبية لريف دمشق ومنطقة جبل الشيخ، المنطقة التي أصبحت الملاذ الأخير للمقاتلين وحيث يسود هدوء حذر يسبق العاصفة على ما يبدو، في ظل تحضيرات الجيش الحر الى هجمات ارتدادية يشنها على ريف دمشق كما افادت معلومات “ليبانون فايلز”.

دفع هذا الامر حزب الله، كما تؤكد أوساط مطلعة، الى وضع منطقة العرقوب وشبعا تحت المراقبة الدقيقة تحسبا لأي تطورات خلف الحدود. ولا يخفي الحزب خشيته من تحقيق الجيش الحر تقدم في محافظة درعا وما سيتركه هذا الامر من تداعيات سلبية على لبنان وأخذ المناطق المحاذية لا سيما شبعا رهينة.

كما لا تخفي هذه الاوساط خشية حزب الله من تفجيرات امنية في المنطقة، وهو يقوم منذ فترة بأعلى درجات التنسيق مع مختلف قوى المنطقة ويعقد لهذه الغاية اجتماعات مشتركة مكثفة لإبقاء الساحة الداخلية منضبطة بعيدا عن أي توترات.

وتؤكد مصادر محلية أنّ جميع الفرقاء يعون خطورة المرحلة ويحرصون على إبقاء خطوط التواصل قائمة بين الجميع، لا سيما بين القوى الاكثر فاعلية في المنطقة، وخصوصاً حزب الله، تيار المستقبل، الجماعة الاسلامية، الحزب التقدمي الاشتراكي، الحزب الديمقراطي اللبناني والسوري القومي الاجتماعي. إضافة الى التنسيق القائم على أعلى المستويات بين مشايخ الطائفة الدرزية والسنية والشيعية. وتشدّد المصادر على العلاقة الطيبة التي تربط بلدة شبعا مع جيرانها والتعاون الدائم لإبقاء اي تطور ضمن أطره، وفي هذا السياق تؤكد المراجع الامنية وكل التقارير الصادرة عن الاجهزة الامنية ان لا وجود مسلح بين النازحين هناك واما اذا وُجد فهو تحت المراقبة والسيطرة.

وبانتظار التطورات الميدانية السورية يبقى الهاجس الامني متربصاً بلبنان طالما أنّ ابوابه لا زالت مشرّعة أمام تداعيات النار السورية، ورغم نجاح الحكومة بكامل قواها السياسيّة بتسويق الخطة الامنيّة وضبط المناطق بسحر ساحر، يبقى الخوف الاكبر من النار التي تحت الرماد ومن واقع غير صحي في ظلّ الفوضى العارمة في التعاطي مع ملف النازحين السوريّين، ما ينقل الخوف من الحدود الى داخل البيت.

السابق
الخلية الأمنية في النبطية: تأكيد قرار الداخلية في تحديد صفةالنزوح
التالي
بدء اجتماع هيئة التنسيق النقابية مع وزير التربية