وصول مقاتلي حزب إلله الى الجولان وإسرائيل تتأهب عسكريا

أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في عددها الصادر يوم الجمعة (23.05.14)، نقلاً عن مصادر عسكريّة وأمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّ تأهبًا عسكريًا إسرائيليًا يسود على الحدود الشماليّة وذلك في أعقاب رصد اقتراب عناصر من حزب الله اللبنانيّ من الحدود في الجولان العربيّ السوريّ المحتّل، للقتال إلى جانب الجيش العربيّ السوريّ، وذلك للمرة الأولى، منذ اندلاع الأزمة السوريّة في آذار (مارس) من العام 2011، كما قالت الصحيفة العبريّة.

ولفتت (يديعوت أحرونوت)، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّ دولة الاحتلال تقوم عن كثب بمراقبة وتتبع تواجد عناصر حزب الله في الجولان العربيّ السوريّ، لسببين: الأول بسبب تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالانتقال للعمل ضد إسرائيل من الجولان، والسبب الثاني قيام الحزب بإرسال عناصر تنظيم غير معروف، في الشهور الأخيرة، لتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي على الحدود.
وساقت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ مشاركة حزب الله في القتال تحصل في المنطقة الحدودية بين إسرائيل والمملكة الأردنيّة الهاشميّة وسورية، قريبًا من مدينة درعا، وأنّه بالنتيجة فإنّ الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة، تُتابع عن قرب ما يجري من تطورات، في الوقت الذي يكون فيه جيش الاحتلال في حالة تأهّب تحسبًا لأيّ طارئ، على حدّ قول المصادر.

وزعمت المصادر الإسرائيليّة أيضًا أنّه على الرغم من جهود الجيش العربيّ السوريّ، فإنّ غالبية المنطقة في الجولان القريبة من إسرائيل ما تزال تحت سيطرة قوات المعارضة المسلحّة. جدير بالذكر أنّه بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء القتال في سوريّة، لم تعد هضبة الجولان الحدود الأكثر هدوءً، إذ أنّ الجانب السوريّ من الهضبة يشهد معارك بين الجيش السوريّ والمعارضة تصل شظاياها إلى إسرائيل، فيما تشهد تعرض بعض المواقع الإسرائيليّة على الحدود اللبنانية لهجمات
. ولفتت المصادر العسكريّة في تل أبيب أيضًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ بتعزيز مواقعه على هضبة الجولان، فاستبدل فرق الاحتياط بقوات نظامية، وعزّز نشاطه الاستخباري مع اقتراب النزاع السوري من المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود التي تسيطر على قسم كبير منها المعارضة السورية.
وتزايدت المخاوف الإسرائيلية مع وجود إطراف جهاديين في المنطقة، رغم أعدادهم الضئيلة نسبيًا، إذ تخشى الدولة العبريّة أنْ تكون هدفهم التالي بعد انتهاء صراعهم مع الجيش السوريّ. ورغم هذه التطورات، شدّدّت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، لا يزال ارتفاع حدّة التوتر مع حزب الله الهاجس الإسرائيليّ الأكبر، إذْ أنّ الوضع على طول الخط الأزرق يبدو اقل استقرارًا منذ دخول الحزب المعارك إلى جانب النظام السوريّ.
وتعتبر المصادر العسكريّة أنّ هذا لم يُضعف قدرات الحزب العسكريّة، بل أنّ مقاتليه في سوريّة اكتسبوا ويكتسبون خبرة ميدانية فيما يحصل الحزب على مزيد من الأسلحة المتطورة، من سوريّة ومن إيران، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة، التي قدّرت عدد مقاتلي حزب الله، الذين يُحاربون إلى جانب الجيش السوريّ بحوالي خمسة آلاف مقاتل، أغلبيتهم الساحقة، على حدّ قول المصادر في تل أبيب، من وحدات النخبة في الحزب.

السابق
لماذا تم تحريم لحم الخنزير؟
التالي
الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية يؤجلّون إضرابهم إلى الأربعاء