احمد الأسعد: حزب الله يعتبر نفسـه الرئيـس الفعلي للبنان

أحمد الأسعد

أسف المستشار العام لحزب “الإنتماء اللبناني” أحمد الأسعد “لأننا نفتقر الى معادن رجال الدولة في لبنان، والواضح ان كل فريق ينتظر التوافق السعودي – الايراني وعلى اسم من سيرسو ليٌنتخب رئيس للبنان، وبالتالي تأتي التزكية ونسير بها. لكننا نحن نرى في حزب “الانتماء اللبناني” ان التزكية ستأتي للأسف، بشخص رمادي لا يتمتع بالصفات المطلوبة ليسمى رئيسا، ويكون بلا لون ولا رائحة. وهكذا شخصية تساوي الفراغ، وسنكون امام حالة فراغ مبطن عبر تسمية شخص يكون رئيسا بالشكل. ومن هنا، كنا دعونا الى تسمية رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون رئيسا، لانه يمكن ان يقف في وجه “حزب الله” ويكون ذلك خيرا للبنان”.

وعما اذا كان يحمّل مسؤولية الفراغ لـ8 و 14 آذار بالتوازي، أجاب لـ”المركزية”، “لا، فريق 8 آذار مسلكيته تضرب بشكل كامل لبنان ومصلحته والعمل المؤسساتي. وبرأيهم رئيس الجمهورية مجرّد “منظر”، يريدونه ضعيفا ومطيعا، وان لم يكن كذلك، فلا مشكلة لديهم مع الفراغ. ومعروف ان مشروع 8 آذار خطر على لبنان، فهم يريدون ربط البلاد بالمحور الايراني الى الابد. في المقابل، هناك لوم وعتب على 14 آذار، المفترض بهم ان ينقذوا لبنان من التبعية لايران. لكن مرة جديدة، لم يعرفوا كيف يأخذون زمام الامور. وكانوا قادرين اليوم عبر تسمية عون، اظهار رقي وترفع. ففي لبنان لا امكانية لمجيء رئيس من 14 آذار، بل المطروح اما رئيس لا لون ولا طعم له، او العماد عون، فكان عليهم تسميته واحراج “حزب الله” وتظهير عدم حماسة الحزب لمجيئه، بل هو يدعمه فقط لرفع العتب والحفاظ على علاقته به، لكن هذا لم يحصل، ومن هنا عتبنا على 14 آذار، الذين كانوا ظهروا عبر هذه الخطوة كأصحاب قرار”.

وعن خطاب امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله الاخير، قال الاسعد “وضّح السيد ما يعرفه كل الشعب، ان الحزب يعتبر نفسه الرئيس الفعلي للبنان وانه أعلى من الجميع، ولا يتأمل مجيء رئيس فعلي، بل شكلي، لانهم يعتبرون ان القرار الاول والاخير في القضايا المتعلقة بمصير لبنان يعود لهم. والسيد قال هذا بشكل واضح وصريح ولم يعد يخجل بهذا الامر. ومن هنا نرى ان الحوار مع الحزب هو حوار طرشان، اذ لا معنى للحوار مع فريق يظن نفسه فوق الجميع. وليؤدي الحوار الى نتائح، يجب على كل فريق ان يملك اوراق ضغط، لكن 14 آذار لا تملك هذه الاوراق لتدع “حزب الله” يتنازل، ومنذ العام 2005 لم تعمل 14 أذار للحصول على هذه الاوراق”.

واعتبر ان “نصرالله يختبئ خلف اصبعه في موضوع سوريا، اذ أكبر جريمة للحزب هي دخوله الى سوريا والقتال الى جانب النظام الديكتاتوري المجرم الذي يقتل شعبه، وذلك يناقض القيم الانسانية والشيعية، فمن يدّعي انه شيعي يجب ان يكون مع المظلوم ضد الظالم وهذا اساس التشيع. ومن هنا، يتبين ان لا علاقة لهم بالتشيع، بل يستغلونه لتحقيق اهداف سياسية، فهم يناصرون نظاما ظالما. وأُطمئنه ان التاريخ على المدى المتوسط والبعيد، سيضع البوصلة في الاتجاه الصحيح، وسيثبت كم أخطأوا بحق لبنان ومجتمعاتنا في المنطقة، والقيم الانسانية العالمية”.

واستبعد الاسعد حصول 7 أيار جديد، لان “الحزب مطمئن، ويعرف ان 14 ستخضع في نهاية المطاف، لذا لا حاجة لمسرحية كما حصل في 7 ايار، والظروف الاقليمية ليست ضاغطة كما في الـ2008، والحزب يرى ان الوقت لصالحه ويرى أنه سيصل الى رئيس يناسبه”.

السابق
تشييع الشيخ مصطفى قصير
التالي
الراي: الفراغ الرئاسي مرشح للاستمرار