سعد الحريري: أكثرية اللبنانيين يسجلون في هذا اليوم للرئيس سليمان سياسته الحكيمة في إدارة البلاد

سعد الحريري

صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان التالي:

 اليوم الأخير من ولاية الرئيس ميشال سليمان مناسبة للإعلان عن حقيقتين؛

الحقيقة الاولى ان أكثرية اللبنانيين يسجلون في هذا اليوم للرئيس سليمان سياسته الحكيمة في إدارة البلاد ، وإصراره على اعتماد الحوار الوطني سبيلا لا غنى عنه في معالجة وجوه الاحتقان السياسي والطائفي ، وقاعدة لتغليب منطق الدولة وسلطتها ومصالحها على أية اعتبارات فئوية او خارجية .

فالرئيس سليمان يغادر الحكم وقد ترك ذخيرة سياسية حية لما يجب ان تكون عليه رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة ، خصوصا لجهة الالتزام الكامل بسيادة الدولة والتمسك بالمبادئ الي وردت في اعلان بعبدا ، وحماية الصيغة الوطنية من مخاطر التدخل الخارجي او التورط في الحروب العبثية .

اما الحقيقة الثانية ؛ فهي دعوة صادقة الى وجوب التعامل مع شغور موقع رئاسة الجمهورية ، وللمرة الثانية بعد انتهاء ولايتين متعاقبتين ، باعتباره خطرا جديا يهدد سلامة النظام الديموقراطي ويجعل من الرئاسة الاولى هدفا للابتزاز الدائم بالفراغ والوقوع في المجهول .

فلا يوجد اي عيب في الدستور يتسبب بوقوع هذا الفراغ او يمنع تداول السلطة والعهود والرئاسات، إنما العيب يكمن في عدم تطبيق الدستور وعدم القدرة على انتاج المخارج والحلول ، والعجز عن بلوغ المستوى المطلوب من الشجاعة الأدبية والسياسية للشروع في التنازلات المتبادلة وتقديم المصلحة الوطنية على الأهواء والمصالح الخاصة.

 هناك ساعات قليلة تفصلنا عن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، وهي ساعات قد تتطلب معجزة سياسية تؤمن ولادة الرئيس العتيد، ولكنها تستدعي في سائر الأحوال ، فهما عميقا لمخاطر ابقاء الموقع المسيحي الاول في نظامنا السياسي شاغرا،  ومخاطر الا يخرج من صفوف اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا من يعلن الانتصار لحق لبنان في وجود رئيس على راس السلطة والبلاد.

السابق
ردّا على قاسم قصير: تحية للجماعة الاسلامية خارج 8 و14
التالي
تركيا تدعونا للترحّم على شهداء لبنانيين سقطوا في خدمتها الإجبارية!