لا توافق رئاسياً فمن يخرج سيناريو منع الفراغ؟

انطلق الاسبوع الطالع على وقع اجواء تشاؤمية توحي بانسداد افق التوافق السياسي حول امكان انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 ايار موعد انتهاء المهلة الدستورية، واخفاق كل الجهود والمساعي المبذولة على خطوط المواصلات الداخلية في تأمين وفاق الحد الادنى بين القوى المسيحية على هوية الرئيس العتيد. وعزز هذا الانطباع ارتفاع منسوب الحديث عن محاولة اجتراح صيغة او آلية تمنع تربع الفراغ على الكرسي الرئاسي، ورفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الشغور في بعبدا مهما كان الثمن. وهو ما حرك الناشطين في اطار وساطات في اتجاه القوى المعنية لتلمس مدى قابلية الطرح الذي يبدو اصطدم بأكثر من عقبة، منها ان الرئيس سليمان نفسه يرفض التمديد وهو طعن به للمجلس النيابي فكيف يقبله لنفسه، كما من فريق 8 اذار الذي وبحسب ما قالت مصادر سياسية اطلعت على مضمون اللقاءاتى لـ”المركزية”، تبادل اطرافه رمي كرة المسؤولية والقرار بين بعضهم البعض لا سيما التيار الوطني الحر وحزب الله.

وبا لاستناد الى المواقف التي اطلقها الرئيس امين الجميل من بكركي حيث اجتمع مع البطريرك الراعي، فان سيد الصرح يرفض الفراغ الذي ستكون نتائجه وخيمة، ويؤكد ان ابقاء موقع الرئاسة شاغرا غير ممكن. وينطلق المسعى البطريركي وفق مصادر مواكبة من هاجس الفراغ حتى لو كلف الامر بقاء الرئيس سليمان اذا لم تجر الانتخابات وايجاد الوسيلة القانونية التي تكفل ذلك والالية الدستورية اذا لزم الامر، وسألت لما يكون التمديد جائزا للمجلس النيابي حين يتعذر اجراء الانتخابات ولا يجوز في الرئاسة اذا ما تبين ان اخطار الفراغ قد بكل الانجازات الامنية والاقتصادية والسياسية التي تحققت اخيرا لا سيما تشكيل الحكومة وتطبيق الخطة الامنية.

وفي ازاء اصطدام الاستحقاق الرئاسي بعقبات تحول دون انجازه بفعل تمترس القوى السياسية خلف مواقفها، تبدو الانظار الدبلوماسية مركزة على الساحة الداخلية من زاوية الخوف من ان تصيب شظايا الفراغ الاستقرار الامني الذي يشكل خطا احمر دوليا يمنع المس به او تجاوزه، فهل يدفع هذا الخوف دول الغرب الى التحرك في ربع الساعة الاخير تحسبا للخطر الداهم ومنعا لانهيار الاستقرار فيبادر الى اتخاذ “ما يلزم” من اجل اخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة ام يبقى منتظرا نتائج بعض المحطات الاساسية في المنطقة لا سيما التحالفات السياسية بعد الانتخابات في العراق ومصير الحل للازمة السورية مع معالجة موضعية بالمسكنات الى حين وضوح المشهد الاقليمي.

السابق
الراي: الكواليس السياسية والنيابية تتحضر للفراغ الرئاسي
التالي
فرص لبننة الاستحقاق تتقلص والخارج يتحرك في ربع الساعة الاخير