الجدل حول زيارة الراعي إلى القدس مستمر

إستمر الجدل السبت حول زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى القدس المحتلة برفقة البابا فرنسيس الأول في أيار الجاري، إذ اعتبرها الرافضون “خطيئة تاريخية” تكرس التطبيع في حين رأى المؤيدون أنها فرصة لفتح مدينة القدس أمام العالم وكسر احتكار اليهود لزيارتها، داعين إلى عدم المزايدة على موقف الكنيسة المعادي لإسرائيل.

وإلى حد الآن لم يذكر أي تصريح سياسي ينتقد زيارة الراعي وبقيت الأمور في الصحافة المقربة من حزب الله.

وقال المطران سمير مظلوم في حديث بثته قناة الـ”OTV” مساء السبت أن “البطريرك الراعي ليس ذاهباً لإبرام معاهدة سلام مع اسرائيل ولا أحد يزايد علينا”.

من جهته شدد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في حديث إلى قناة الـ”MTV” على أن “موقف الكنيسة المارونية المعادي لإسرائيل لن يتغير بعد زيارة الراعي” متابعا “لا يزايد أحد على عروبتنا”.

وأضاف “إذا خطت الكنيسة خطوة هم غير قادرين عليها (الرافضون) تكون قد كسرت احتكار إسرائيل بأن تكون القدس مدينة مغلقة فقط لليهود وتجعلها مدينة عالمية وتفتح طريق الحج للمسلمين إلى المسجد الأقصى وللمسيحيين إلى كنيسة المهد”.

في المقابل ذكر الناشط في حملة مقاطعة إسرائيل سماح ادريس في حديث إلى قناة الـ”LBCI” أن الزيارة “خطيئة لأنها تضرب عرض الحائط بنداء وجهه المجتمع المدني الفلسطيني مع 170 منظمة عالمية لمقاطعة إسرائيل”.

وأضاف “في 2006 نشأت حركة عالمية أبرز عناصرها من الكنائس دعت إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الإسثمارات منها”.

وطرح ادريس أسئلة عدة “هل سيزور (البطريرك إسرائيل) بفيزا إسرائيلية؟ هل سيزور بجواز سفر إيطالي وحتى لو كان إيطاليا يبقى البطريرك لبنانيا. البابا سيزور متحف ياد فاشيم (متحف المحرقة) وسيزور الجزار بنيامين نتنياهو والجزار الثاني شيمون بيريس صاحب مجزرة قانا (التي حصلت عام 1996)؟ وهل سيسكن في فندق إسرائيلي؟”.

وهنا رد النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح في حديث للقناة عينها أن “البطريرك لن يرافق البابا في زياراته الرسمية للدولة الإسرائيلية ولديه جواز سفر فاتيكانيا دبلوماسيا”.

وأضاف الصياح “لدينا بطريركية في القدس ولدينا دير في القدس القديمة جميل جدا والبطريرك له جناح فيه”.

وكانت قد حملت صحيفة “السفير” السبت على الزيارة واصفة اياها بـ”الخطيئة التاريخية” و”السابقة الخطيرة” على صعيد “التطبيع” مع اسرائيل.

وتحت عنوان “الخطيئة التاريخية: الراعي الى اسرائيل”، كتبت “السفير” قائلة “أن يزور بطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي، وهو صاحب أعلى منصب روحي في المشرق، الاراضي الفلسطينية المحتلة، برفقة راس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، (…) فهذا امر لا يصب لا في مصلحة لبنان واللبنانيين، ولا فلسطين والفلسطينيين، ولا المسيح والمسيحيين”.

واضافت “انها سابقة بكل معنى الكلمة، لا بل سابقة خطيرة”، متسائلة ان كان البطريرك “سيصافح القادة الاسرائيليين الذين سيكونون في طليعة مستقبلي البابا فرنسيس في القدس”. ورات الصحيفة انه، حتى لو كان للبطريرك “برنامج مستقل”، فهذا يتطلب تنسيقا مع وزارة الخارجية الاسرائيلية.

وذكرت ان الزيارة “تواجه برفض لبناني شامل”، وانها تندرج في اطار “مشهد التطبيع بين راس الكنيسة الكاثوليكية والاحتلال الاسرائيلي”.

كما تخوفت من ان تؤدي الزيارة الى القدس الى “تعزيز التوجه نحو تهويد القدس وبالتالي ان تصبح عاصمة ابدية لاسرائيل”.

وأضافت “درجت العادة أن كل من تطأ أقدامه أرض هذا الكيان، يصبح تحت طائلة الملاحقة القانونية بتهمة التعامل مع العدو”.

وهذا ما اعتبره سعيد في حديثه إلى قناة الـ”MTV” تهديدا ، قائلا “ندرك تماما ماذا يعني هذا التهديد”.

كذلك كتبت صحيفة “الاخبار” السبت ان “مجموعة من السياسيين ستطلب لقاء الراعي لمحاولة اقناعه بالامتناع عن زيارة القدس وهي رازحة تحت الاحتلال الاسرائيلي، لان خطوة كهذه ستكون بموافقة الاحتلال، ما يعني تطبيعا مع المحتلين، وستستخدمها السلطات الاسرائيلية في اطار دعايتها”.

وبذلك تكون زيارة الراعي هي الزيارة الاولى لبطريرك ماروني الى الاراضي المقدسة منذ انشاء دولة اسرائيل العام 1948.

ولا يمكن لاي لبناني ان يزور اسرائيل تحت طائلة الملاحقة القانونية بتهمة “التعامل مع العدو”، الا ان رجال الدين المسيحيين، وبموجب اتفاق ضمني بين السلطات الدينية والسياسية، يذهبون الى الاراضي المقدسة في اطار مهامهم الروحية مع الرعايا المسيحيين.

السابق
قطر منعت الإخوان من التحريض على دول الخليج ومصر
التالي
واشنطن وموسكو تدعوان دمشق الى الانتهاء من اخراج كامل اسلحتها الكيميائية