وبحسب المصادر، فإن اللقاءات تضمّنت «مصارحة قاسية ومؤلمة، قيل فيها كلامٌ يقال لأول مرة». فقد اتهم الوفد قادة المحاور والمسلحين بأنهم يعبثون بأمن المدينة، مقابل اكتسابهم شهرة إعلامية وأموالاً من داعميهم، وأنهم لا يدافعون عن أهل المنطقة وكرامتها كما يدّعون، وأن شعار الإسلام الذي يرفعونه لا يُخوّلهم أو يبيح لهم أن يفرضوا الخوات على التجار، ويعتدوا على المواطنين.وأشارت المصادر إلى أن «الصراحة بلغت في بعض هذه اللقاءات أوجها، عندما دعا الوفد قادة المحاور والمسلحين للذهاب إلى سوريا إذا كانوا يريدون الجهاد، لا أن يرفعوا السلاح في وجه أهل مدينتهم». وأكد لهم الوفد أنه «يرفض نهائياً تورّط المنطقة في مواجهة مع الجيش، وأن هيئة علماء المسلمين لن تغطي المسلحين إذا اصطدموا مع الجيش، حتى لو بنقل أو مساعدة أي جريح منهم».
هذه المكاشفة والضغوط دفعت قادة المحاور والمسلحين المطلوبين للقضاء للخروج جماعياً من مدينة طرابلس في الساعات التالية، من دون أسلحتهم وباتجاه مناطق شمالية أخرى.
منذ ذلك الحين، تلاحقت التطورات الإيجابية على الأرض، فأوقف الجيش قائد محور الأميركان في جبل محسن سليمان العلي، المعروف بـ «الجبار»، وكذلك ماهر ضناوي في باب التبانة، في موازاة زيارة لافتة لقائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي إلى رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي في جبل محسن.