المؤتمر الاقليمي الرابع في بيروت يجمع مسـؤولين دولييـن

مع ان طابع المؤتمر الاقليمي الرابع الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني عسكري وسياسي بامتياز يتصل بالستاتيكو المرتقب في الشرق الاوسط في ضوء المتغيرات والتسويات المحتملة وشرعية انظمة الحكم وركائز النظام الاقليمي الجديد، فان المتوقع مما قد يجري على هامش المؤتمر من لقاءات واتصالات بين المدعوين من جهة والمسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبعض هؤلاء من جهة اخرى يفوق اهمية المؤتمر بحد ذاته، ذلك ان المشاركين الدوليين في الجلسات والدورتين الاولى والثانية على مستوى من الاهمية في اطار اللعبة السياسية الاولية والاقليمية، وفي مقدمهم المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا السفير الاخضر الابراهيمي، وزير خارجية مصر نبيل فهمي، المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي لمنطقة جنوب البحر المتوسط السفير برناردينو ليون، المبعوث الخاص لرئيس الاتحاد الروسي في القارة الافريقية الكسي فاسيلياف والمستشار الخاص الاسبق لوزيرة الخارجية الاميركية للمرحلة الانتقالية في سوريا السفير فريديريك هوف.

وتوقعت مصادر سياسية مواكبة ان يشكل المؤتمر الذي يفتتح الخميس المقبل في مركز بيروت للمعارض – بيال على ان تعقد الجلسة العامة والختامية يوم السبت 12 نيسان في فندق مونرو بيروت، مناسبة تجري خلالها مشاورات سياسية واسعة حول الوضعين الاقليمي عموما واللبناني خصوصا، واعتبرت ان الابراهيمي سيغتنم وجوده في بيروت لاجراء اتصالات مع المسؤولين والقادة اللبنانيين كافة من دون استبعاد احتمال الاجتماع بأحد المسؤولين في حزب الله، نسبة لعلاقته بالازمة السورية التي تقع في صلب مهام المبعوث الاممي، وسيركز الابراهيمي في محادثاته على النزوح السوري في شكل عام بعدما تخطى عدد النازحين وفق آخر الاحصاءات الرسمية المليون شخص مع استمرار توقع المزيد منهم في ضوء المعارك المستمرة بين النظام والمعارضة، وما يرتبه هذا النزوح من اعباء على لبنان واللبنانيين والدولة الواقعة اساسا تحت عجز مالي بما يقتضي البحث جديا في كيفية وضع حد لهذا السيل البشري المتدفق من دون حدود. وأكدت ان الابراهيمي سيجدد الدعوة الى اللبنانيين من دون استثناء لالتزام سياسة النأي بالنفس التي اعلنتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتبنتها حكومة الرئيس تمام سلام واعتماد تحييد لبنان الذي نص عليه اعلان بعبدا ووقعته القوى السياسية كافة بما فيها من يقاتلون في سوريا راهنا.

ولاحظت ان “الجمعة” السياسية الدولية في لبنان ستوفر هامشا واسعا للمشاركين في المؤتمر للبحث في المسائل الاقليمية وخصوصا الوضع السوري الملتهب واستشراف مدى توافر حظوظ عقد مؤتمر جنيف 3 بهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار، في ضوء وجود الابراهيمي وهوف وفاسيلياف معا، بعدما اخفق مؤتمر جنيف 2 في تحقيقه وهو ما يدفع وفق المصادر الابراهيمي الى اعادة النظر في مهمته التي تصطدم بعراقيل كبيرة وتواجه بفشل تلو الآخر.

اما في الشأن اللبناني فاعتبرت المصادر ان اللقاءات الهامشية التي قد يعقدها الرئيس سليمان مع المسؤولين الغربيين لا سيما الاميركي والروسي قد تضيء على جوانب مهمة من المرحلة المحفوفة بالمخاطر من جهة والمزدحمة بالاستحقاقات وابرزها الانتخابات الرئاسية والنيابية.

السابق
حادث سير في انصارية
التالي
الرفاعي: عون يفاوض على موقع الرئاسة