المعارضة التركية تطعن في النتائج وأنصارها في الشارع

طعنت المعارضة التركية في نتائج الانتخابات البلدية، بينما خرج أنصارها إلى الشارع في احتجاجات، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق آلاف في أنقرة، وسط تقارير عن رغبة حزب العدالة والتنمية الحاكم في اجراء انتخابات عامة مبكرة.

قدم حزب الشعب الجمهوري طعناً لدى المجلس الأعلى للانتخابات في “مخالفات” في نتائج العاصمة حيث فاز حزب العدالة والتنمية بفارق ضئيل.
واحتشد نحو ألفي شخص من أنصار المعارضة أمام مقر المجلس للمطالبة بإعادة فرز الأصوات، وهم يهتفون “دافعوا عن أصواتكم” وينددون بـ”تزوير مكثف”. وأوردت وسائل الإعلام التركية أن الشرطة استخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين.

ورأى مرشح حزب الشعب الجمهوري في أنقرة منصور يفاس في صفحته بموقع “تويتر” أن فرزاً جديداً من شأنه “قول الحقيقة”. وكانت النتائج أظهرت حصوله على 43٫77 في المئة من الأصوات في مقابل 44٫79 في المئة لمليح غوكجك، رئيس بلدية العاصمة منذ عام 1944 والذي ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية. والفوز تحقق بـ32 ألف صوت فقط، وكان كل من المتنافسين سمى نفسه رابحاً مساء الأحد.

أما مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول مصطفى ساري غول فشكك هو أيضاً في نتائج الانتخابات. وطالب بـ”إعادة فرز جميع الأصوات حتى يوافق جميع سكان اسطنبول على النتائج موافقة لا شائبة فيها. بلادنا أكبر من أن تكون مطية لعمليات التزوير الانتخابي والمناورات السياسية”.

وأعيد انتخاب رئيس بلدية اسطنبول من حزب العدالة والتنمية قادر طوباس بـ48 في المئة من الأصوات في مقابل 40,1 في المئة لمنافسه مصطفى ساري غول.
وفي المقابل، طعن حزب العدالة والتنمية في فوز حزب العمل القومي بفارق ضئيل في أضنة بجنوب البلاد.

وحيال العدد الكبير من الطعون، دعا رئيس المجلس الأعلى للانتخابات سعدي قوفن الناخبين والأحزاب السياسية الى التهدئة. وقال: “هذه إجراءات قانونية، وسنرى ما سينجم عنها، والحقيقة ستظهر في نهاية المطاف”.

ونفى وزير الطاقة تانر يلديز وجود أي علاقة بين انقطاع التيار الكهربائي وحصول عمليات تزوير محتملة، مشدداً على أن “على الذين خسروا ألا يتذرعوا بالكهرباء لتبرير هزيمتهم”، موضحاً أن هراً تسبب بانقطاع التيار، الأمر الذي حمل بعض أقلام الاقتراع في أنقرة على فرز الأصوات على ضوء الشموع. وأضاف: “لست أمزح. دخل هر أحد المحولات. وهذه ليست المرة الأولى يحصل ذلك”.
وأوردت صحيفة “حريت” التركية أن 15 عضواً في حزب الشعب الجمهوري في بلدة سيماو بمحافظة كوتاهيا في منطقة بحر إيجة قدموا استقالة جماعية احتجاجاً على سياسته “الفاشلة” في الانتخابات البلدية.

إلى ذلك، أوقفت قوى الأمن في مدينة بتليس بجنوب شرق تركيا مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم الفائز برئاسة بلدية تيللو، لتورطه في مقتل مرشح حزب السعادة الإسلامي بهمن آيدن في البلدة.

أردوغان

وأثارت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساء الاثنين للقصر الجمهوري تساؤلات عدة، إذ لم يعلن عنها سابقاً أو تُدرج على جدول أعمال الرئيس عبد الله غول.
ونشرت صحيفة “وطن” التركية أن الزيارة تدخل في إطار اللقاء الأسبوعي الروتيني، بينما تحدثت مصادر أخرى عن بداية مرحلة تصفية الحسابات مع أعضاء “حركة الخدمة” بزعامة الداعية الإسلامي الصوفي فتح الله غولن بعد تسريب تسجيلات صوتية لاجتماع أمني سري في وزارة الخارجية التركية عن سوريا. وأمس سافر غول إلى الكويت في زيارة رسمية.
على صعيد آخر، تحدثت صحيفة “يورت” اليسارية عن درس حزب العدالة والتنمية خيار الانتخابات العامة المبكرة في آب لتتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وقالت إنه يسعى الى الحصول على دعم حزب السلام والديموقراطية الكردي، والأحزاب الإسلامية غير الممثلة في مجلس النواب مثل حزبي السعادة والوحدة الكبرى، ليتمكن من استثمار فوزه في الانتخابات البلدية وتعزيزه.

السابق
اقفال الطريق من رياض الصلح في اتجاه جامع الأمين ومن “النهار” في اتجاه وسط بيروت
التالي
«الطريق»: محمد دكروب المثقف الثوري والمبشر الأممي